إنه إذا كان لابد لنا من إلقاء نظرة فاحصة على حقيقة الظروف التي كان يعاني منها أمير المؤمنين (عليه السلام) في العراق، والتي أفرزت الكثير من المفارقات، وخلقت أو ساعدت على خلق وحدوث الكثير من المشاكل والعوائق أمام مسيرة الحق والعدل، التي بدأها (عليه السلام) في هذا المجتمع الجديد، وعلى نطاق الدولة الإسلامية أجمع، وحتى بالنسبة للمجتمع البشري ككل.. فإننا نجد أنفسنا مضطرين إلى الإشارة إلى واقع المجتمع العراقي، الذي كان (عليه السلام) يتعامل معه، وكان قد فرض عليه صلوات الله وسلامه عليه أن يتخذه قاعدة لانطلاقه، ومحوراً لتحركاته.. لنتعرف بالتالي على المناخ الذي جعل من ظهور فرقة «الخوارج» التي نحن بصدد الحديث عنها، أمراً ممكناً، له أسبابه الموضوعية على صعيد الواقع الخارجي، الذي كان (عليه السلام) يتعامل معه، ويسجل موقفاً تجاهه..
ولكننا قبل بدء الحديث حول هذا الموضوع نرى أن من المناسب أن نلم بإضمامة من أقواله (عليه الصلاة والسلام) عن معاصريه من العراقيين ولهم، لتكون خير شاهدٍ، وأفضل بيان يوضح لنا ما كان يعاني منه ذلك