بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
كلّهم دعاة إلى الدين من حيث لم يقصدوا ذلك، بل لا مبشر بالاسلام على التحقيق سواهم، وأنت تعلم أنّ الموظفين لهذا العمل الشريف لا يقصرون في أنحاء البسيطة عن الالوف المؤلّفة، فلو بذل المسلمون شطر أموالهم ليوظفوا دعاة إلى دينهم بعدد أولئك الخطباء ما تيسر ذلك لهم، ولو تيسر فلا يتيسر من يستمع الدعوة على ممر الدهور استماع الناس لما يتلى في هذه المآتم بكلّ رغبة وإقبال.ومنها: ماقد أثبته العيان وشهد به الحس والوجدان من بثّ روح المعارف بسبب هذه المآتم،ونشر أطراف من العلوم ببركتها، إذ هي ـ بشرط كونها على أصولها ـ أرقى مدرسة للعوام، يستضيئون فيها بأنوار الحكم من جوامع الكلم، ويلتقطون منها درر السير، ويقفون بها على أنواع العبر، ويتلقون فيها من الحديث والتفسير والفقه ما يلزمهم حمله ولا يسعهم جهله، بل هي المدرسة الوحيدة للعوام في جميع بلاد الاسلام.وقد تفنّن خطباؤها في ما يصدعون به أولاً على أعوادها، ثم يتخلصون منه إلى ذكر المصيبة وتلاوة