الفصل الخامس أهل البيت عليهم السلام بين الغلو والبغض
مما لاشك فيه أن خصال الخير والمكارم تقع بين محذورين أو قل بين
رذيلتين، فالشجاعة تقع بين التهور والجبن، والكرم يقع بين البخل
والاسراف، والاعتدال في حبّ أهل البيت عليهم السلام يقع بين الغلو والبغض،
وقد نبّه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الهداة عليهم السلام على هلاك الغالين
والمبغضين ونجاة المعتدلين في حبهم عليهم السلام.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: «قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فيك مثلٌ من عيسى،
أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي
ليس به».
ثم قال عليه السلام: «يهلك فيَّ رجلان: محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ،
ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني» (1).
1) مسند أحمد 1: 160. والصواعق المحرقة: 123. ومسند أبي يعلى 1: 406 | 534. وترجمة أمير
المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2: 237 | 742. وأمالي الطوسي 256 | 462. والسُنّة |
ابن أبي عاصم: 470 | 1004، المكتب الاِسلامي ـ بيروت ط2.