ثانياً: إنّ ظاهرة وجود آيات مدنية في سور مكية، أو وجود آيات مكية في سور مدنية، كثيرة جداً في القرآن الكريم، ولا يمكن لاَحد إنكارها أو التشكيك فيها، ومن أمثلة ذلك: 1 ـ سورة الرعد فانها مكية إلاّ قوله تعالى: (ولا يَزال الَّذينَ كَفَرُوا...)(1). 2 ـ سورة الاسراء فإنّها مكية إلاّ قوله تعالى: (وإن كَادُوا ليَستَفزُونَكَ... واجعَل لي مِن لَدُنك سُلطاناً نَصِيراً) (2). 3 ـ سورة المدّثر فإنّها مكية غير آية من آخرها (3). 4 ـ سورة المطففين فإنّها مكية إلاّ الآية الاُولى (4). هذا بالنسبة إلى وجود آيات مدنية في سور مكية. ومن الآيات المكية التي جاءت في سور مدنية: 1 ـ سورة المجادلة فإنّها مدنية إلاّ العشر الاَول (5). 2 ـ سورة البلد فإنّها مدنية إلاّ من الآية الاُولى إلى الآية الرابعة (6).
1) تفسير القرطبي 9: 287. وتفسير الرازي 18: 230، مكتبة عبدالرحمن محمد ـ مصر ط1. والسراج المنير | الشربيني 2: 137. 2) تفسير القرطبي 10: 203. وتفسير الرازي 20: 145. والسراج المنير 2: 261. 3) تفسير الخازن 4: 343، دار المعرفة ـ بيروت. 4) تفسير الطبري 30: 58. 6) تفسير أبي السعود 8: 215 في الهامش، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت. والسراج المنير 4: 210. 7) الاتقان 1: 17.