وقفات
أقول :
* بما أنّ مثل
هذا المقام العبادي لم يقم عليه ـ كما أظن ـ دليل إلاّ مجرّد
استبعادأن لايكون للخليل مقام في المسجد الحرام كما
له مقام في المساجد الأخرى، وكما لآدم ولغيره مقام في البيت. مثل هذا المقام
الذي خلقه الاستبعاد هذا لا أظنّه أيضاًيصلح أن يكون هوالمراد
من الآية الكريمة { واتّخذوا... } ومن كونه آية
بيّنة كمافي{ فيه آيات بيّنات مقام
إبراهيم }في الوقت الذي قامت عندنا
أدلّة كالروايات وأقوال الكثير من المفسّرين على كون الصخرة هي المقام وهي
الآية، فلماذا نلجأ إلى مجرّد
الاستبعاد لنرتب عليه الآثار الأخرى؟!
*
وإذا كانت العبرة بموضع المقام (الصخرة) لا بالصخرة نفسها، فلماذا لا يراعى
الموضع الأوّل للصخرة حيث كانت ملاصقة للكعبة دون الموضع الثاني الذي نقلت
إليه؟!
*
وإذا كان المقام (الصخرة) هو المعتبر في أداء ركعتي الطواف ألا يشكل نقله
خاصّة خارج البيت وفي أماكن بعيدة حرجاً ـ بعيداً عن أحكام الضرورة ـ على
المكلّفين في أداء الركعتين عنده وأنّه خلا من تيسير الشريعة
وسهولتها؟
*
ثمّ إنّ التفريق بين نقل الصخرة داخل المسجد فيذهب المصلّي إلى حيث هي ليصلّي
الركعتين عندها، وبين نقلها خارج الحرم وبالتالي لا يجب عليه الذهاب إليها
وأداء الصلاة عندها. مثل هذا القول (التفريق) لم أتوفّر على دليل واضح عليه
أو مشعر به.