مكان صلاة الطواف عند باقي الفرق الإسلامية
تراوحت كلمة الفرق
الإسلامية حول صلاة الطواف بين وجوبها كما عند المالكية والحنفيّة،
واستحبابها كما ذهب إلى ذلك كلّ من الشافعية والحنابلة. يقول الزحيلي في
خلاصة آراء الفقهاء في شروط الطواف... (10) صلاة ركعتي الطواف: واجب عند
المالكية، وواجب في وقت مباح فيه الصلاة لا كراهة فيه، كلّ اسبوع، عند
الحنفية. وسنة عند الشافعية والحنابلة>37.
وأمّا في مكان هذه الصلاة سواء في
حالة وجوبها أو في حالة استحبابها هناك قول للشافعية: والأفضل صلاتهما خلف
المقام، وأما الحنفية فقد ذكروا لهذه الركعتين أماكن فقالوا: ويستحب أداؤهما
خلف المقام ثمّ في...>38
هذا فيما يخصّ آراء
فقهائهم. أمّا فيما يخصّ الروايات فقد وردت عدّة روايات عنهم تصرح بأن رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) أدّى تلك الصلاة عند مقام إبراهيم وهو يقرأ الآية. قال جابر....
ثمّ تقدم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مقام إبراهيم
فقرأ: { واتّخذوا من مقام
إبراهيم مصلّى}
فجعل المقام بينه وبين البيت>39.
الترمذي: لما قدم
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)مكة دخل المسجد... ثمّ أتى المقام
فقال: { واتّخذوا من مقام
إبراهيم مصلّى}
فصلّى ركعتين والمقام بينه
وبين البيت... يقول صاحب التاج في الهامش (المقام: المكان الذي كان يقوم فيه
إبراهيم (عليه السلام)حينما بنى الكعبة)>40.
حدّثنا عمرو بن دينار
قال: سمعت ابن عمر يقول: قدِم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فطاف
بالبيت سبعاً، وصلّى خلف المقام ركعتين ثمّ خرج إلى الصفا، وقد قال الله
تعالى: { ولقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة }>41.