دعوة الهدی الی الورع فی الافعال و الفتوی نسخه متنی

ولكنّ الأدهى والأنكى والأمرّ إذا عثر الرقيب " المفتّش " على كتاب في مناسك الحجّ، أو كتاب دعاء، بل وحتّى لو كان مصحفاً شريفاً، فالويل لهذا الذي وُجد في رَحلِه! حتّى إنّ هذا المفتّش كان يقول: " مصاحفكم محرّفة "!

فشعار المطار مصادرة أيّ مطبوع، بل مخطوط، بحجّة أنّ ذلك حفاظ على فكر المواطن من الإضلال.

قلتُ لأحدهم: في مكتباتكم كتب لشيوعيّين معروفين! وفي جامعاتكم دكاترة شيوعيّون! فماذا يجدي منع كتاب؟!

علّموهم الرأي والرأي الآخر، درّسوهم علم الكلام، لقّنوهم الحجّة والبرهان، وبذلك يكونون قد اكتسبوا مناعة ضدّ الأهواء الضالّة المضلّة.

أمّا مصادرة النتاج الفكري، ومصادرة الحرّيات بما يتنافى مع القيم الإنسانية، التي هي إحدى بنود حقوق الإنسان، والتي من جملتها: " تحريم استعمال القوّة، وتحريم العدوان، وحلّ المشاكل بالمفاوضة، أو بالجدال بالتي هي أحسن... واحترام الرأي والرأي الآخر، وحرّية النشر للكتاب والصحافة، وعدم متابعة المخالف في الرأي، والكفّ عن إزعاجه بأيّ وسيلة "(1).

1- صحيفة الشرق الأوسط، العدد 7209، الصادر في 2 / 9 / 1998، عبد الهادي أبو طالب.