الانتفاع بالمقدار المبنيّ عليها، فهل هو غصب يجب رفعه، لِما فيه من ظلم المستحقّين ومنعهم استحقاقهم، أم لا؟
وما يفعله الجُهّال عند هذه الضرائح، من التمسّح بها، ودعائها مع الله، والتقرُّب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السُرُج عليها، هل هو جائز، أم لا؟
وما يُفعل عند حجرة النبيّ (صلى الله عليه وسلم)، من التوجّه إليها عند الدعاء وغيره، والطواف بها، وتقبيلها، والتمسّح بها..
وكذلك ما يُفعل في المسجد [ الشريف ] من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة، وقبل الفجر، ويوم الجمعة، هل هو مشروع، أم لا؟
أفتونا مأجورين، وبيّـنوا لنا الأدلّة المستند إليها، لا زلتم ملجأً للمسـتفيدين ".
وهذا نصّ الجواب المنسوب لعلماء المدينة
" أمّـا البناء على القبور، فهو ممنوع إجماعاً ; لصحّة الأحاديث الواردة في منعـه، وبهذا أفتـى كثير من العلمـاء بوجوب هدمـه، مسـتندين على ذلك بحديث عليّ (رضي الله عنه) أنّه قال لأبي الهيّاج(1):
(ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن لا تدع تمثالا إلاّ طَمَسْـتَه، ولا قبراً مُـشْرِفاً إلاّ سَوّيْـتَه).
1- هو: حيّان بن حُصين الأسدي الكوفي، والد منصور بن حيّان، وجرير بن حيّان.
قال ابن حجر: قال العجلي: تابعي ثقة.
وقال ابن عبـد البرّ: كان كاتب عمّار (رضي الله عنه).
وقال المزّي: ذكره ابن حبّان في كتاب " الثقات ".
روى له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
روى عن عليّ (عليه السلام) ، وعمّار بن ياسر، وعمر بن الخطّاب، وعلي ابن ربيعة الوالبي.
وروى عنه: ابناه منصور وجرير، وشقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي، وعامر الشعبي.
انظر: تهذيب التهذيب 2 / 484 رقم 1654، تهذيب الكمال 5 / 301 رقم 1557، كتاب الثقات 4 / 170، الجرح والتعديل 3 / 243 رقم 1081.