ولكنّ عائشة أبانت وجه الخطأ في ذلك بأنّ الراوي لم ينظر إلى مورد ما رواه، فقالت: " إنّما مرّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) على يهودية يُبكى عليها، فقال (صلى الله عليه وسلم): إنّهم لَيبكون عليها وإنّها لَـتُعذّب في قبـرها ". وفي رواية أُخرى قالت: " رحم الله عمر، والله ما حدّث رسـول الله: إنّ الله لَيعـذِّب المـؤمنَ ببكـاء أهله عليه، ولكنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إنّ الله لَيزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله [ عليـه ].. وقالـت: حسـبكم القـرآن ( ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخرى )(1) ". ذكر ذلك البخاري في جامعه، في كتاب الجنائز، في باب " يعذّب الميّت بـ [ بعض ] بكاء أهله [ عليه ] "(2). وكذا النسـائي(3). وكذا الترمذي وصحّحه، وذكر أنّ عائشة قالت في شأن ابن عمر: " غفر الله لأبي عبـد الرحمن، أمَا إنّه ما كذب(4)،
1- سورة الأنعام 6: 164، سورة الإسراء 17: 15، سورة فاطر 35: 18، سورة الزمر 39: 7. 2- صحيح البخاري 2 / 172 ـ 173 ح 47 و 48. 3- سنن النسائي 4 / 17 ـ 18. 4- في المصدر: " لم يكذب ".