وفي (المنتخب) عن الرافعي، عن عليّ: " من مرّ على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرّة ( قل الله أحد ) ثمّ وهب أجره الأمواتَ، أُعطي من الأجر بعدد الأموات "(1). وفي سنن أبي داود، عن ابن عمرو، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : " [ إنّه ] لو كان مسلماً فأعتقتم عنه [ أو تصدّقتم عنه ] أو حججتم عنه، بلغه ذلك "(2). إذاً، فما ظنّك بالجلوس لذِكر الله، وقراءة القرآن، وإهداء الثواب للأموات الّذين لهم الحقّ الكبير في الإسلام، لكونهم من أهل السابقة والقربى من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والعلم، والصلاح، والدعوى(3) إلى الهُدى؟! أفلا يكون إعداد المكان لهؤلاء الزائرين، لهؤلاء الأولياء لله، من التعاون على البرّ الذي أمر الله به، كما هو المقصود المعلوم من بانيها؟! 1- منتخب كنز العمّال ـ بهامش مسند أحمد ـ 6 / 274، وانظر: كنز العمّال 15 / 655 ح 42596. 2- سنن أبي داود 3 / 118 ذ ح 2883. 3- الدَعْوى: أي الدُعاء، ومنه قوله تعالى: (وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين)، ودَعاه دُعاءً ودَعْوىً ودَعْوةً، والدَعْوة: المرّة الواحدة من الدعاء. انظر: لسان العرب 4 / 359 ـ 360 مادّة " دعا ".