[ إيقـاد السُـرُج ]
وأمّـا إيقاد السُـرُج فليس الغرض منه في قبور الأولياء هو محض إضاءة القبر عبثاً وتنويهاً بذات القبر، وإنّما الغرض منه الإنارة للزائرين وإعانتهم على التلاوة في المصاحف وكتب الأذكار، ولذا تراهم يطفئونها إذا انقطع الزائرون وانقضى وقت الزيارة من الليل.
فيكون إيقادها بهذا النوع وهذه الغاية من نحو التعاون على البرّ المأمور به في الكتاب المجيد(1)، فيمتاز بالرجحان كما يمتاز ما أُهِلّ به لله عمّا أُهِلّ به لغير الله(2).
والأُمور تختلف بعناوينها وغاياتها، كما يدلّ عليه قوله تعالى: ( إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما )(3) طاعةً لله، ولا يضرّ في ذلك أنّ المشركين كانوا يفعلون ذلك لأجل الصنمين إساف
1- وهو قوله تعالى: (وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) سورة المائدة 5: 2.
2- ما أُهلّ به لله: ما ذُكر اسم الله عليه ; وما أُهلّ به لغير الله: ما ذُبح على اسم صنم ولم يُذكر اسم الله عليه.
3- سورة البقرة 2: 158.