قال المصنّـف ـ رفع الله درجته ـ(1): ومنها: إنّه يلزم أن يكون الله سبحانه أظلم الظالمين، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً; لأنّه إذا خلق فينا المعصية ولم يكن لنا فيها أثر ألبتّة، ثمّ عذّبنا عليها وعاقبنا على صدورها منه تعالى فينا، كان ذلك نهاية الجور والعدوان، نعوذ بالله من مذهب يؤدّي إلى وصف الله تعالى بالظلم والعدوان. فأيُّ عادل يبقى بعد الله تعالى، وأيُّ منصف سواه، وأيُّ راحم للعبد غيره، وأيُّ مَجمع للكرم والرحمة والإنصاف عداه، مع أنّه يعذّبنا على فعل صدر عنه، ومعصية لم تصدر منّـا بل منه؟!! (1) نهج الحقّ: 104.