وأمّا الاستدلال بقوله: ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلاّ بالحقّ )(1) على أنّ الكفر ليس مخلوقاً لله تعالى; لأنّه ليس بحقّ، فباطل; لأنّ معنى الآية: إنّا ما خلقنا السماوات والأرض إلاّ متلبّسـين بالحقّ والصدق والجدّ، لا بالهزل والعبث، كما قال: ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلاّ بالحقّ )(2)..
ولو كان المعنى: وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلاّ بكون كلّ مخلوق حقّـاً، لأفاد أنّ الكفر حقّ، وأنّى يُفهم هذا المعنى من هذا الكلام؟!
نعم، ربّما فهم ذلك الأعرابي الجاف، الحلّي الوطن، ذلك المعنى من كلام الله تعالى!