ومن المضحك أنّه بعدما زعم أنّ مذهب جميع الملّـيّين تنزيه أفعال الله عن التفاوت، كذّب نفسه بإثبات التفاوت في سائر الأشياء ـ كالإنسان وغيره من المخلوقات ـ، ونسبه ـ مع التفاوت في أفعال العباد ـ إلى الله تعالى!
وهو أيضاً تكذيب لله تعالى في قوله: ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )(1).. ومنشأُه الجهل بمعنى الآية، إذ ليس المراد بالتفاوت في الآية الاختلاف بالصورة والمادّة، أو الحسن والأحسنية، أو نحو ذلك، حتّى تُـكذَّب الآية، بل المراد به الاختلاف بالحسن والقبح ووقوع الخلل وعدم الإتقان في بعضها، ولكنّ الخصم لا يرضى بهذا; لأنّه يزعم أنّ خلق الله متفاوت بالحسن والقبح.