وأقـول:
الاسـتعانة: طلب إعانة المعين على فِعل المستعين، فإذا كان الفعل والأثر لله وحده، كيف يحصل معنى الاسـتعانة؟!
كما إنّ الاستعاذة به تعالى من الشيطان إنّما تكون إذا كان للشيطان أثر، فإذا كان الأثر لله وحده، كيف يستعاذ به من غير المؤثّر؟!
هذا هو مراد المصنّف لا ما فهمه الخصم!
ودعوى أنّ الاستعانة والاستعاذة لأجل أن لا يخلق موجبهما دعوىً شبيهة بالكسب في عدم ظهور معناها، مع إنّها لا تنافي وجه الاستدلال الذي ذكرناه!
فنحن ندعوه سبحانه بأن يعيننا على فعل الخير، ويعيذنا من فعل الشيطان وشـرّه، وباب دعائه تعالى مفتوح للسائلين.
وقد تغافل الخصم عمّا ذكره المصنّف من لزوم بطلان الألطاف والدواعي; لعجزه عن الجواب! ولعلّه عن غفلة; لأنّ من كانت بضاعته دعوى الكسب ونحوه لا يعجز عن الجواب.