وأقـول:
ما ذكره المصنّـف من التلطّف في الاستدعاء ونحوه دليلٌ ضروريٌّ على كون العبد موجِداً لفعله ومؤثّراً فيه، كما هو مذهبنا، ومجرّد محلّـيّـته لفعـل فاعـل آخـر مع عـدم الأثر له أيضـاً في المحلّـيّة ـ كما هو مذهبهم ـ لا يصحّح التلطّف ونحوه، وهذا من أوّليّات الضروريّات.
ولكنّ الخصم يستعمل المغالطة والتمويه، فادّعى أنّهم يقولون بمباشرة العبد للفعل، وأنّها غير الإيجاد.
فإنْ أراد أنّها فِعل آخر للعبد من آثاره فهو مخالف لمذهبه..
وإنْ أراد أنّها عبارة عن محلّيّة العبد لفِعل الله بلا أثر للعبد فيها أصلا، لم يرتفع الإشكال بمخالفتهم للحكم الضروري كما أوضحه المصنّـف.
وليت شعري إذا استعمل الإنسان التمويه في دينه اليوم، فهل يراه منجيه غداً يوم تكشف الحقائق ويظهر الكاذب من الصادق؟!
فليحذر العاقل! وليعتبر من يريد خلاص نفسه يوم حلوله في رمسه!