وأقـول:
لم يُرِد الخصم بقوله: " فاعلا مستقلاًّ في الكسب " تأثير قدرته فيه، فإنّه مناف لقولهم: لا مؤثّر في الوجود إلاّ الله تعالى.
بل أراد مجرّد محلّـيّته للفعل بلا تأثير له في الفعل والمحلّـيّة، غاية الأمر أنّه يقترن بالفعل قدرة له واختيار، وهما لا يصحّحان أمره ونهيه ما لم يكن لهما تأثير ألبتّـة.
فيرد عليهم ما ذكره المصنّـف (رحمه الله)، فليس أمر العباد ونهيهم إلاّ بمنزلة أمر الجمادات ونهيها!