كالحيّ والميّت والأبيض والأسود، ونحوها. ومنها: غير ذلك كما سـبق بـيانه(1). فحينئذ لا وجه لنقض الخصم بالأسود في محلّ الكلام، من نحو الظالم والعابث واللاعب، كما لا ريب في صدق هذه المشتقّات على من أوجد مبادئها، وهي الظلم والعبث واللعب، لا سيّما إذا اختصّت مصنوعاته بهذه المبادئ. وأمّا ما أورده من النقض بخلق الخنزير ونحوه، بدعوى أنّها قبائح، فقد مرّ أنّها لم تُخلق إلاّ لحِكم ومصالح فيها، فلا توصف بالقبح واقعاً وإنْ وُصفت به تسامحاً وببعض الجهات(2).. على أنّ القبح المتنازع فيه هو القبح في الأفعال، وهو المعنى الثالث الذي ذكره(3)، والقبح في الأعيان لا يكون إلاّ بالمعنى الثاني، وهو معنى الملاءمة والمنافرة الذي ليس هو محلاًّ للنزاع باعترافهم. (1) انظر ج 2 / 233. (2) انظر الصفحة 26 من هذا الجزء. (3) راجع ردّ الفضل في ج 2 / 327.