وقال الفضـل(1):
ونحن نقول: نعوذ بالله من هذه المقالة المزخرفة الباطلة، وهذا شيء نشأ له لعدم الفرق بين الخالق والفاعل، فإنّ الله يخلق الأشياء، فالسـبّ والشتم له ـ وإنْ كانا مخلوقين لله تعالى ـ فبما فعل العبد، والمذمّة للفعل لا للخلق، فلا يلزم كونه شاتماً لنفسه.
وخلق هذه الأفعال ليس سفهاً حتّى يلزم إلحاقه تعالى بالسفهاء، نعوذ بالله من هذا; لأنّ الله تعالى قدّر في الأزل شقاوة الشاتم له، والسابّ له، وأراد إدخاله النار، فيخلق فيه هذه الأفعال، لتحصل الغاية التي هي دخول الشاتم النار، فأيّ سفه في هذا؟!
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 2 / 72.