وأقـول:
لو سُلّم أنّ الخالق غير الفاعل فلا يرتفع السفه; لأنّه إنّما ينشأ من إيجاد الشخص سـبّ نفسه وما ينقصه، سواء سمّي خلقاً أم فعلا، فإنّ مجـرّد الاصطلاح لا يدفع المحذور.
ولكنّ هذا ليس بأعظم من قوله بإرادة الله سبحانه إدخال عبده النار، فيتسـبّب إليه بجعله محلاًّ لسـبّه وسائر القبائـح، مع عجزه عن الدفع لتحصل الغاية، وهي تعذيب عبده الضعيف الأسير بأشدّ العذاب!
والحال أنّه لا حاجة إلى هذا التسبّب المستهجن; لأنّه يصحّ عندهم أن يعذّب عبده ابتداء وبلا سبب، فما أعجب أقوال هؤلاء وما أقبحها وما أجرأهم على الله العظيم!