وقال الفضـل(1):
نعوذ بالله من التفوّه بهذه المقالة، والاستجراء على تصوير أمثال هذه الترّهات، فإنّ الله تعالى يخلق كلّ شيء، والتعذيب مرتّب على المباشرة والكسب، وخلق الكفر ليس بقبيح; لأنّ غايته دخول الشقي النار، كما يقتضيه نظام عالم الوجود.
والتصرّف في العبد بما شاء ليس بظلم; لأنّه تصرّف في ملكه، وقد عرفت أنّ تصرّف المالك في الملك بما شاء ليس بظلم(2)، والله تعالى وإنْ خلق الكفر في العبد، ولكنّ العبد هو يباشره ويكسـبه.
والله تعالى بعث الأنبياء، وخلق أيضاً قوّة النظر، وبثّ دلائل الوحدانية في الآفاق والأنفس.
فهذه كلّها ألطاف من الله تعالى، والشيطان يضرّ بالإغواء والوسوسة، فأين نسبة اللطيف الهادي ـ وهو الله تعالى ـ بالشيطان الضارّ المضلّ؟! ومن أين لزم هذا؟!
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 2 / 75.
(2) تقدّم في الصفحة 93.