وأقـول:
لا يخفى أنّ مقصود المصنّـف هو: إنّه يلزم انتفاء الفرق في صحّة نسبة الكتابة إلى ذي اليد أو مقطوعها; لأنّ المفروض عدم دخل القدرة وآلاتها في وجود الأفعال، وذلك باطل بالضرورة.
وكذا الكلام في تأثير الداعي، وليس المقصود امتناع حصول الكتابة مثلا بدون الآلات، فإنّه لا ينكر إمكانه، بل وقوعه في اللوح وغيره.
وأمّا ما ذكره من الفرق بين القدرة والداعي، وبين اللون والطول والقصر بجريان العادة، فليس في محلّه; لأنّ المصنّف (رحمه الله) أراد لزوم عدم الفرق في عدم المدخلية والتأثير، لا لزوم عدم الفرق أصلا، وإلاّ فالفروق كـثيرة.
ولا ريب أنّ عدم الفرق بعدم المدخلية والتأثير خلاف الضرورة، فإنّ كلّ عاقل يدرك مدخلية القدرة والداعي في الفعل وتأثيرهما فيه، دون اللون والطول والقصر.