إنّه تعالى يفعل لغرض وحكمة
قال المصنّـف ـ رفع الله درجته ـ(1):
المطلب الرابع
في أنّ الله تعالى يفعل لغرض وحكمة
قالت الإمامية: إنّ الله تعالى إنّما يفعل لغرض وحكمة وفائدة ومصلحة ترجع إلى المكلّفين، ونفع يصل إليهم(2).
وقالت الأشاعرة: إنّه لا يجوز أن يفعل شيئاً لغرض، ولا لمصلحة ترجع إلى العباد، ولا لغاية من الغايات(3).
ولزمهم من ذلك محالات:
منها: أن يكون الله تعالى لاعباً عابثاً في فعله، فإنّ العابث ليس إلاّ الذي يفعل لا لغرض وحكمة بل مجّاناً، والله تعالى يقول: ( وما خلقنا
(1) نهج الحقّ: 89.
(2) الذخيرة في علم الكلام: 108 وما بعدها، تقريب المعارف: 114 وما بعدها، قواعد المرام في علم الكلام: 110.
(3) الاقـتصاد في الاعتقاد ـ للغـزّالي ـ: 115، نهاية الإقدام في علم الكلام: 397، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 296، المواقف: 331، شرح المواقف 8 / 202.