والجواب الحقيقي: إنّ العبث ما كان خالياً عن الفوائد والمنافع، وأفعاله تعالى محكمة متقنة مشتملة على حِكَم ومصالح لا تحصى، راجعة إلى مخلوقاته تعالى، لكنّها ليست أسباباً باعثة على إقدامه، وعللا مقتضية لفاعليّته، فلا تكون أغراضاً له ولا عللا غائيةً لأفعاله تعالى حتّى يلزم استكماله بها، بل تكون غايات ومنافع لأفعاله وآثاراً مترتّبة عليها، فلا يلزم أن يكون شيء من أفعاله تعالى عبثاً خالياً عن الفوائد.
وما ورد من الظواهر الدالّة على تعليل أفعاله تعالى، فهو محمول على الغاية والمنفعة دون الغرض والعلّة(1).