قال المصنّـف ـ أجزل الله ثوابه ـ(1): ونقول في الثاني: إنّ ما علمه تعالى إن وجب ولزم بسبب هذا الوجوب خروج القادر منّا عن قدرته وإدخاله في الموجب، لزم في حقّ الله تعالى ذلك بعينه، وإن لم يقتض سقط الاستدلال. فقد ظهر من هذا أنّ هذين الدليلين آتيان في حقّ الله تعالى، وهما إن صحّا لزم خروج الواجب عن كونه قادراً، ويكون موجباً. وهذا هو الكفر الصريح، إذ الفارق بين الإسلام والفلسفة هو هذه المسألة. والحاصل: إنّ هؤلاء إن اعترفوا بصحّة هذين الدليلين لزمهم الكفر، وإن اعترفوا ببطلانهما سقط احتجاجهم بهما. (1) نهج الحقّ: 124.