وأقـول:
قد عرفت أنّه لم يشتمل كلامه إلاّ على التمويه، الذي لا ينفعه حين الندامة، ولا يكون له عذراً يوم القيامة، والعجب منه أنّه يجازي المصنّف بما يدلّ على أنّه فاعل مختار.
فإذا كان الله تعالى هو الذي خلق تكفير المصنّف لهم، فلينتصف من الله تعالى لا من المصنّف، وليحارب الله تعالى لا المحلّ الذي لا أثر له أصـلا.
ولينظر العاقل أنّ الذي وقع في البين من المخاصمة والعداء كلّه من الله سبحانه، فيكون لاعباً، أو من عبيـده؟!
وهل يحسـن من الله تعالى أن يفعل ذلك ثـمّ يعاقب غيـره على مـا لا أثر له فيه؟! تعالى الله عمّا يصفون.