ذنب للحطب؟! وهل هذا الإحراق إلاّ الظلم والجور والعدوان؟!
إنْ حَسُنَ ذلك حَسُنَ أن يقال: لِـمَ جعل الله تعالى الكافر محلّ الكفر ثمّ أحرقه بالنار؟!
والعاقل يعلم أنّه لا يحسن الأوّل فلا يحسن الثاني!
فرّغ جهدك لنيل ما حقّـقناه في هذا المقام في معنى الكسب الأشعري، لئلاّ يبقى لك شبهة، فهذا نهاية التوضيح.
ولكنّ المعتزلي عمي بصره فعظم ضرره، ألقته الشبهة في مهواة غائلة، واغتاله القول(1) في مَـهَـمّة(2) هائلة، ونعم ما قلت شعراً:
ظَهَرَ الحقُّ من الأشعري والنورُ جَلِي
طلعَ الشمسُ ولكن عَمِيَ المعتزلي(3)
طلعَ الشمسُ ولكن عَمِيَ المعتزلي(3)
طلعَ الشمسُ ولكن عَمِيَ المعتزلي(3)
(1) في نسخة إحقاق الحقّ: الغول; ولعلّها الأنسـب.
(2) المَـهَـمّـة: كلّ ما نواه المرء من فعل أو أمر وأراده وعزم عليه وهَـمَّ بأن يفعله; انظر: تاج العروس 17 / 764 و 767 مادّة " همم ".
(3) نـقول: لا ندري ممّ نـتعجّب؟! أمنْ علم هذا الرجل وبراعته في علم الكلام؟! أم من فصاحته وبلاغته ونبوغه في الشعر ومعرفته بالمعاني؟! أم من خُلقه الرفيع العالي؟!
والعجبُ كلّ العجب ممّن يتّبع هذا وأمثاله ويدافع عنهم دون علم ودراية!! ولكن كما قال أبو الطـيّب المتنـبّي:
شـبـيه الشيء منـجـذبٌ إلـيـه
وأشـبـهـنـا بـدنـيـانـا الطـغـامُ
وأشـبـهـنـا بـدنـيـانـا الطـغـامُ
وأشـبـهـنـا بـدنـيـانـا الطـغـامُ