وأمّا خامساً: فلأنّ قوله: " والثواب والعقاب يترتّب على المحلّـيّة، كالإحراق الذي يترتّب على الحطب "، ظاهر الفساد، فإنّه يستلزم صحّة العقاب على الطول والقصر; لأنّه محلّ لهما، ولا يكون الاختيار فارقاً ما دام غير مؤثّر، ولذا قاس الإنسان على الحطب، وقاس كفره على يبوسة الحطب، وهذا القياس فاسد; لعدم الضرر والأذى على الحطب لانتفاء الشعور والإحساس عنه، ولذا لا يكون الإحراق ظلماً له، بخلاف عذاب الحسّاس الذي لا ذنب منه ولا أثر له بالمعصية أصلا. فيا عجباً ممّن يتفوّه بهذه الكلمات، ويزعم أنّه لا تبقي معها شبهة، وأنّ صاحبها على متن الصراط، وما هو إلاّ كبيته الذي سمّاه شعراً!!