الإنسان مريدٌ لأفعالـه
قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):
المطلب الخامس عشر
في الإرادة
ذهبت الإماميـة وجميع المعتزلة إلى أنّ الإنسان مريد لأفعاله، بل كلّ قادر فإنّه مريد; لأنّها صفة تقتضي التخصيص، وأنّها نفس الداعي(2).
وخالفت الأشاعرة في ذلك، فأثبتوا صفة زائدة عليه(3).
وهذا من أغرب الأشياء وأعجبها; لأنّ الفعل إذا كان صادراً عن الله تعالى ومسـتنداً إليه، وكان لا مؤثّـرَ إلاّ الله تعـالى، فأيّ دليل حينئذ يدلّ على ثبوت الإرادة؟! وكيف يمكن ثبوتها لنا؟!
(1) نهج الحقّ: 131.
(2) الذخيرة في علم الكلام: 165 ـ 166، شرح جمل العلم والعمل: 92 ـ 93، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 97 ـ 98، المنقذ من التقليد 1 / 162، تجريد الاعتقاد: 199، المحيط بالتكليف: 232، شرح الأُصول الخمسة: 324 ـ 347، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 344.
(3) الإبانة عن أُصول الديانة: 123 وما بعدها، تمهيد الأوائل: 299 و 317، الملل والنحل 1 / 82 ـ 83، الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 207، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين: 243، المسائل الخمسون: 52 و 53، شرح المقاصد 4 / 128 و 274، شرح العقائد النسفية: 124 ـ 125، شرح المواقف 8 / 44 ـ 45.