ومنها: إنّه يلزم أن تكون جميع المنافع التي جعلها الله تعالى منوطة بالأشياء غير مقصودة ولا مطلوبة لله تعالى، بل وضعها وخلقها عبثاً.
فلا يكون خلق العين للإبصار، ولا خلق الأُذن للسماع، ولا اللسان للنطق، ولا اليد للبطش، ولا الرِجل للمشي، وكذا جميع الأعضاء التي في الإنسان وغيره من الحيوانات.
ولا خلق الحرارة في النار للإحراق، ولا الماء للتبريد، ولا خلق الشمس والقمر والنجوم للإضاءة، ومعرفة الليل والنهار للحساب.
وكلّ هذا مبطل للأغراض والحِكَم والمصالح، ويبطل علم الطبّ بالكلّـيّة، فإنّه لم يخلق الأدوية للإصلاح، ويبطل علم الهيئة، وغيرها.
ويلزم العبث في ذلك كلّه، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.