قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(1): الثالث: فهم المكلّف; فلا يصحّ تكليف من لا يفهم الخطاب قبل فهمـه(2). وخالفت الأشاعرة في ذلك، فلزمهم التكليف بالمهمل وإلزام المكلّف معرفته ومعرفة المراد منه، مع أنّه لم يوضع لشيء ألبتّة، ولا يراد منه شيء أصلا(3). فهل يجوز للعاقل أن يرضى لنفسه المصير إلى هذه الأقاويل؟! (1) نهج الحقّ: 135. (2) العدّة في أُصول الفقه 2 / 451 وما بعدها. (3) انظر: تفسير الفخر الرازي 2 / 13، الإحكام في أُصول الأحكام ـ للآمدي ـ 1 / 144، فواتح الرحموت 1 / 143 ـ 144.