وقال الفضـل(1):
قد عرفتَ في الفصـل الذي ذُكـر فيه " تـكليف ما لا يطـاق "، أنّ مـا لا يطاق على ثلاث مراتب، ولا يجوز التكليف بالوسطى دون الثالث.
والأوّل واقع بالاتّفاق، كتكليف أبي لهب بالإيمان وهذا بحسب التجويز العقلي، والاسـتقراء يحكم بأنّ التكليف بما لا يطاق لم يقع، ولقوله تعالى: ( لا يُكلّف الله نفساً إلاّ وُسعها )(2)، وهذا مذهب الأشاعرة(3).
والعجب من هذا الرجل أنّه يفتري الكذب ثمّ يعترض عليه، فكأنّه لم يتّفق له مطالعة كتاب في الكلام على مذهب الأشاعرة، وسمع عقائدهم من مشايخه من الشيعة وتقرّر بينهم أنّ هذه عقائد الأشاعرة.
ثمّ لم يستحِ من الله تعالى ومن الناظر في كتابه، وأتى بهذه الترّهات والمزخرفات.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 2 / 176.
(2) سورة البقرة 2: 286.
(3) تقدّم في الصفحة 99 ـ 100 من هذا الجزء.