إنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي
قال المصنّـف ـ قـدّس الله روحه ـ(1):
المطلب الخامس
في أنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي
هذا هو مذهب الإمامية، قالوا: إنّ الله تعالى أراد الطاعات سواء وقعت أم لا، ولا يريد المعاصي سواء وقعت أم لا، [وكره المعاصي سواء وقعت أم لا] ، ولم يكره الطاعات سواء وقعت أم لا(2).
وخالفت الأشاعرة مقتضى العقل والنقل في ذلك، فذهبوا إلى أنّ الله تعالى يريد كلّ ما يقع في الوجود، سواء كان طاعة أم لا، وسواء أمر به أم نهى عنه(3) [وكره كلّ ما لم يقع، سواء كان طاعة أو لا، وسواء أمر به أو نهى عنه] ، فجعلوا كلّ المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك والظلم والجور والعدوان وأنواع الشرور مرادةً لله تعالى، وأنّه تعالى راض بها!
(1) نهج الحقّ: 94.
(2) أوائل المقالات: 57 ـ 58، شرح جمل العلم والعمل: 87، المنقذ من التقليد 1 / 179، تجريد الاعتقاد: 199.
(3) الإبانة في أُصول الديانة: 126 ـ 127، تمهيد الأوائل: 317، الاقتصاد في الاعتـقاد ـ للغـزّالي ـ: 102، الملـل والنحـل 1 / 83، الأربعيـن في أُصـول الديـن ـ للفخر الرازي ـ 1 / 343، المواقف: 320، شرح المقاصد 4 / 274، شرح المواقف 8 / 173.