وبعضهم قال: إنّه محبٌّ لها، وكلّ الطاعات التي لم تصدر عن الكفّار مكـروهة لله تعـالى غير مريـد لها، وإنّه تعـالى أمر بما لا يريد ونهى عمّـا لا يكره، وإنّ الكافر فعل في كفره ما هو مراد لله تعالى وترك ما كره الله تعالى من الإيمان والطاعة منه(1). وهذا القول يلزم منه محالات، منها: نسبة القبيح إلى الله تعالى; لأنّ إرادة القبيح قبيحة، وقد بيّـنّـا أنّه تعالى منزّه عن فعل القبائح كلّها(2). (1) انظر: الأربعين في أُصول الدين ـ للفخر الرازي ـ 1 / 343 ـ 345، شرح المواقف 8 / 173 وقال: " منهم ـ أي الأشاعرة ـ من جوّز أن يقال: الله مريـد للكـفر والفسـق والمعصيـة " وذكـر في ص 174 أنّ خالـق الشيء بلا إكراه مريدٌ له بالضرورة، وفيه أيضاً: أنّ عدم إيمان الكافر مراد لله.. فلاحظ! (2) راجع كلام العلاّمة الحلّي (قدس سره) في ج 2 / 334 المبحث الحادي عشر من هذا الكـتاب.