قلت: المراد بالصفة مطلق ما يفيد الكمال أو النقص لمن ثبت له واتّصف به، كما يشهد به إرجاع الفضل لبعض الأمثلة التي ألزمهم بها المصنّف إلى صفة النقص أو الكمال، وبهذا الاعتبار يوصف الله تعالى بالحكمة والغنى والرزق والإحياء، ونحوها.
ولو سُلّم أنّ خلق القبيح ليس صفة نقص في الخالق، فلا شكّ أنّه مستلزم للنقص في صفاته; لأنّه يعود إلى النقص في القدرة أو العلم أو الحكمة.
ومن المضحك تعليله لكون الخلق غير الفعل، بأنّه لا قبح بالنسبة إليه، ضرورة أنّه لا يقتضي المغايرة بينهما، وإنّما يقتضي أن لا يكون صدور القبيح منه قبيحاً، سواء سمّى صدوره خلقاً أم فعلا.
وأمّا قوله: " ولا واجب عليه "..
فقد عرفت أنّه مناف لمقتضى الحكمة والعدل، ومخالف لنصّ الكتاب، حيث قال تعالى: ( كتب ربّـكم على نفسه الرحمة )(1).. ( وعلى الله قصد السـبيل )(2).. و ( إنّ علينا لَلهدى )(3).
كما عرفتَ بطلان نسبة القبح إلى المحلّ الذي لا أثر له أصلا، ونفيه عن المؤثّر الموجد، فإنّه خلاف الضرورة.