منها: امتناع الجزم بصدق الأنبياء; لأنّ مسيلمة الكذّاب لا فعل له، بل القبيح الذي صدر عنه من الله تعالى عندهم، فجاز أن يكون جميع الأنبياء كذلك.
وإنّما نعلم صدقهم لو علمنا أنّه تعالى لا يصدر عنه القبيح، فلا نعلم حينئذ نبوّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا نبوّة موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء ألبتّـة.
فأيّ عاقل يرضى لنفسه أن يقلّد من لم يجزم بنبيّ من الأنبياء [ألبتّـة] ، وأنّه لا فرق عنده بين نبوّة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين نبوّة مسيلمة الكـذّاب؟!
فليحذر العاقل من اتّباع أهل الأهواء والانقياد إلى طاعتهم، ليبلّغهم مرادهم ويربح هو الخسران بالخلود بالعذاب(2)، ولا ينفعه عذره غداً يوم الحسـاب.