وقال الفضـل(1):
قد مرّ مراراً أنّ صدق الأنبياء مجزوم به جزماً مأخوذاً من المعجزة وعدم جريان عادة الله تعالى على إجراء المعجزة على يد الكذّابين، وأنّه يجري مجرى المحال العادي(2).
فنحن نجزم أنّ مسيلمة كذّاب; لعدم المعجزة، ونجزم أنّ الله تعالى لم يظهر المعجزة على يد الكاذب، ويفيدنا هذا الجزم العلم العادي.
فالفرق بينه وبين الأنبـياء ظاهر مسـتند بالعلم العادي، لا بالقبح العقلي الذي يـدّعيه.
وما ذكره من الطامّات والتنفير فهو الجري على عادته في المزخرفات والتـرّهات.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 1 / 385.
(2) الإرشاد ـ للجويني ـ: 273 ـ 275، الاقتصاد في الاعتقاد ـ للغزّالي ـ: 125، المواقف: 341، شرح المواقف 8 / 228 ـ 229.