اللفظ، مثل: مصطلح (العصمة)، ومصطلح (التقية) وغيرهما من المصطلحات، حيث وجدنا أن العصمة الوهابية تختلف اختلافاً جوهرياً عن العصمة الاثني عشرية؛ لأن العصمة الوهابية تلازم النبوة، في حين لا ملازمة بين العصمة والنبوة عند الاثني عشرية فقد كانت مريم معصومة ولم تكن نبية. ومن هنا فعصمة الإمام علي عند الاثني عشرية هي كعصمة مريم.
وبسبب هذا الاختلاف فلن يتم التقريب بين الاثني عشرية والوهابية(1).
ويأتي هذا الكتاب كمحاولة للتقريب بين المسلمين المتحاورين من الاثني عشريين والوهابيين، حتى يتبين للجميع أن هنالك مشتركاتٍ كثيرةً بين الاثني عشرية وبين الوهابية.
والذين يقولون إنه لا يمكن التقريب بين الوهابية وبين الاثني عشرية، إنما هُم في الحقيقة لم يدركوا لا حقيقة الاثني عشرية ولاحقيقة الوهابية.
وهذا الكتاب هو محاولة للتقريب بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، ومحاولة لرفع الخصومة بين الاثني عشرية والوهابية، ومحاولة جديدة لتبيين وتوضيح القواسم المشتركة بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ـ الاثني عشريين والوهابيين ـ، وكلا الطائفتين على يقين أنه لا يمكن أن تتجاهل إحداهما الأخرى.
والحمد لله إن عقلاء الطائفتين يحترم بعضهم بعضاً، ولعلماء الطائفتين الحق في الاختيار، كما أن لكل واحد منهم الحق في أن يعقب على الرأي الآخر الذي لا يقبله.
وفي الحقيقة أن التقريب الذي تم بين السنّة والاثني عشرية في بدايات هذا القرن هو الذي شجعني على الدعوة إلى التقريب بين الاثني عشرية والوهابية.
(1) منذ ثلاثة عشر عاماً وأنا أُنادي بضرورة تأسيس جماعة للتقريب بين الاثني عشرية والوهابية، وقد بدأت بوادر هذه الفكرة لدى بعض المحققيين الوهابيين الذين التقيت بهم. واعتبر ان تأسيس هذه الجماعة من أهمّ الواجبات الإسلامية التي يجب أن نسعى إليها؛ لأن الصراع بين الاثني عشرية والوهابية أصبح مادة يستفيد منها خصوم الإسلام من أجل تمزيق الصف الإسلامي.