ويقول ابن حجر الهيتمي في خصوص العلّة التي من أجلها سمّى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)القرآن والعترة بالثقلين: " لأنّ الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن للعلوم اللّدنّية والأسرار والحكم العلّية، والأحكام الشرعية، ولذا حث (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال: "الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت "، وقيل: سمّيا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما "(1). وقال الزمخشري: " نفي الضلال عن التمسك بهما، دلالة على أنّهما على الحقّ دائماً، وإلاّ لما نُفي: فإنّ (لن) تفيد تأبيد النفي كما هو واضح لمن تتبّع استعمالات هذه الكلمة في كلام العرب، وكما صرّح به أهل الخبرة والتتبع منهم"(2). وعلى هذا نقول: لو حدث أن ضللنا باتباعهما، ولو بمصداق واحد لما كان كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيحاً وصادقاً، لإطلاق الكلام وهو في مقام الهداية والبيان. كما أنّ المفهوم من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي "، أنّ الضلال يصدق على من لم يتمسك بهما معاً، فلابد لكل مكلّف من الاقتداء بهما، لأنّهما عروة واحدة لايمكن التفكيك بين حلقاتها المتماسكة، خصوصاً وأنّ أهل البيت(عليهم السلام) هم اللسان الناطق والترجمان الحقيقي لكتاب الله، ومن غير الممكن فهم الكتاب بما فيه من المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ إلاّ عن طريقهم(عليهم السلام). وهم أناس لا يمسّهم الباطل ككتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه المعصوم بإجماع المسلمين، وهم عدل الكتاب لهم ماللكتاب من