موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة من حیاة المستبصرین - جلد 1

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وكان الإمام الحسين(عليه السلام) يعلم أنّ تولي يزيد للخلافة سوف يؤدي إلى اضمحلال الدين، وتفشي الضلال في أوساط الأمة، فلهذا كتب إلى معاوية جواباً على رسالته ووصف فيها يزيد بدقة وبصراحة: "... وفهمت ما ذكرت عن يزيد، من اكتماله وسياسته لأمة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، تريد أن توهم الناس في يزيد! كأنّك تصف محجوباً، أو تنعت غائباً، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، وقد دلّ يزيد من نفسه على موضع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ فيه، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السّبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف، وضرب الملاهي تجده باصراً "(1).



ولكن معاوية كان يريد أن يحول الخلافة إلى ملكيّة فلم يبالي بما قيل له، بل حاول تمهيد أرضية الحكم لإبنه وبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك، حتى وصل به الحدّ أن أمر بوضع أحاديث تروّض الناس على الخضوع والذل، وترسّخ عقيدة الجبر في أوساط الأمة، ليؤهل بذلك الأرضية لرضوخها في قبول إبنه كخليفة لله يجب السكوت على تصرفاته مهما كانت، كما في حديث: " من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه، فإنّه من فارق الجماعة شبراً، فمات إلاّ مات ميتة جاهلية "(2).



وكان هذا الاسلوب إحدى طرق التضليل الديني الذي ابتدعه معاوية لتثبيت ملكه وملك بني أُمية! حيث قال له يزيد بعد أن تمّت له البيعة بولاية العهد: " والله ما ندري أنخدع الناس أم يخدعوننا؟! فقال له معاوية: كل من أردت خديعته فتخادع لك حتى تبلغ منه حاجتك فقد خدعته "(3).





1- أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 208.



2- أنظر: صحيح البخاري: 6 / 2588 (6646)، صحيح مسلم: 3 / 1477 (1849).



3- أنظر: الكامل للمبرد: 2 / 636.



/ 581