دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فضمّن الجواب العدول عمّا سأل ; لانّه عدل فيه عن مطابقة السؤال ; لانّ فرعون سأل عن ماهيّته سبحانه وتعالى، وموسى أجابه عن قدرته وصفاته، فجاز له ـ حين خلط في السؤال وأخطأ، وسأل عمّا لا يمكن إدراكه ـ العدولُ عن سؤاله.فقال فرعون: (ألا تستمعونَ)(1) أنا أسأله عن شيء، فيجيب عن غيره.فقال موسى (عليه السلام) (ربُّكم وربُّ آبائِكم الاولينَ)(2) .فلما قال موسى (عليه السلام) ذلك استشعر فرعون أنّه أخطأ في السؤال، فخشي أن يدرك ذلك جلساؤه، فقال: (إنَّ رسولَكُم الذي أُرسل إليكم لمجنونٌ) رماه بذلك حتّى يتخلص ويصير موسى (عليه السلام)في مقام لا يُلتفت الى قوله، ولا يؤخذ به.فتأمّل ـ أرشدك الله عزّ وجلّ وهداك الى الحقّ ـ كيف أنّ ذلك معلوم عند الانبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وغيرهم عدم العلم بالذات والكيف ؟فلا أجهل ولا أعمى بصيرة مّمن فرعون أهدى منه في معرفته بالعجز عن درك ذاته ![قول أهل التحقيق من أهل السنة والجماعة بالتأويل]قال الامام الحافظ محمّد بن علي الترمذي ـ صاحب التصانيف المشهورة ـ:
____________(1) الشعراء: 25.(2) الدخان: 8.