التكتف في الصلاة بدعة أم سُنّة
؟
لقد اتفق الفقهاء من مختلف
المذاهب الإسلامية على أن العبادات
توقيفية لا يتم إثبات شيء منها إلاّ بدليل
من الكتاب والسُنّة، فإذا تم الدليل
القرآني أو النبوي على جزئية جزء في عبادة
من العبادات فهو، وإلاّ كان إدخال ذلك
الجزء في العبادة وإتيانه بقصد التقرب على
أنه جزء حراماً قطعياً عند جميع فقهاء
المسلمين، لصدق البدعة عليه، وكونه حينئذ
من الافتاء بغير ما أنزل الله سبحانه
وتعالى. والبحث هنا يدور بين طرفين: أحدهما
ينفي وجود دليل شرعي على التكتف، ويثبت
بذلك كونه بدعة وتشريع محرّم، وآخر يحاول
أن يثبت وجود دليل شرعي عليه، بمعنى أن
القائل بالحرمة قائل بكون التكتف بدعة
وتشريع محرّم، والقائل بجوازه أو
استحبابه قائل بكونه سُنّة نبوية.
وحينئذ، ففي مناقشتنا لهذه
المسألة لابد وأن نستعرض أدلة القائلين
بالجواز والاستحباب، ثم ننظر هل أنّها
أدلة حقيقية تعود الى الكتاب والسُنّة أم
لا؟!