رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إذن فأين المفر عن الأمثلة البديهية الوجدانية التي ذكرها عمانوئيل وأمثالها.رمزي: وقيل أيضا ما معناه إنا إن سلمنا بثبوت الحسن والقبح العقليين في أفعال البشر فإنه لا يمكن أن نسلم بإمكان تحكم البشر والعقل على جلال الله مالك الملك فيقال هذا الفعل حسن بحيث يقبح من الله تركه فيجب أن يفعله. هذا الفعل قبيح فيجب أن يتركه.من ذا الذي يكون له الحكم على الله مالك الملك الفعال لما يريد. أم يكون ذلك بقياسه على المخلوق المملوك المحكوم عليه بالأمر والنهي كيف يصح هذا القياس مع هذا الفارق العظيم.الشيخ: إن الحسن والقبح لا يكونان بتحكم العقل بل هما صفتان حقيقيتان لازمتان للأفعال والتروك يدركهما العقل بنورانيته إدراكا ويدرك أن ارتكاب الفعل القبيح أو الترك القبيح صفة نقص تنافر الكمال أن يتلوث بصفة النقص والسقوط. لم يقبح فعل الانسان أو تركه ولم يقبح صدور القبيح منه لمحض كونه إنسانا مخلوقا مملوكا بل يقبح صدور ذلك منه لأنه نقص ومنافر للكمال وقد أنعم الله على الانسان بأن جعله مستعدا للكمال.والجهة التي يدور العقل مدارها في التحسين والتقبيح هي صفة الفعل وكمال الفاعل ولذا لا يحكم على البهائم كما يحكم على الانسان بالنقص واستحقاق الذم بارتكاب بعض الأفعال والتروك. إذن فجلال الله وقدسه وكماله أولى بالتنزه من نقائص بعض الأعمال والتروك. وهل يعمى العقل فلا ينزه جلال الله وكماله من منقصة الكذب والخداع. وعن الغضب على مطيعه فاعل الحسن وتقبح فعله وعقابه عليه.