حكم أمير المؤمنين عليه السلام - حکم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حکم - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


حكم أمير المؤمنين عليه السلام

باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام

ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله والكلام القصير الخارج في سائرأغراضه

1 - قَال عليه السلام : كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ[1] ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ .

2 - وقَالَ عليه السلام : أَزْرَى[2] بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ[3] الَّطمَعَ ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ ]عَنْ ضُرِّهِ[ ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ[4] عَلَيْهَا لِسَانَهُ .

3 - وقال عليه السلام : الْبُخْلُ عَارٌ ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ[5] .

4 - وقال عليه السلام : الْعَجْزُآفَةٌ ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ[6] ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى .

5 - وقال عليه السلام : الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ ، وَالادابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ .

6 - وقال عليه السلام : صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ[7]الْمَوَدَّةِ ، وَالاِحْتَِمالُ[8] قَبْرُ العُيُوبِ .

وروي أنّه عليه السلام قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً : المُسالَمَةُ خِبَاء[خَبءُ] الْعُيُوبِ .

7 - وقال عليه السلام : مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ ، والصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ .

8 - وقال عليه السلام : اعْجَبُوا لِهذَا الاِْنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْم[9] ، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْم[10] ، وَيَسْمَعُ بِعَظْم[11] ، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ [في] خَرْم ! !

9 - وقال عليه السلام : إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ ، وَإِذَا أَدبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .

10 - وقال عليه السلام : خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .

11 - وقال عليه السلام : إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .

12 - وقال عليه السلام : أَعْجَزُ النَّاس مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .

13 - وقال عليه السلام : إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ[12] فَـلاَ تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا[13] بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .

14 - وقال عليه السلام : مَنْ ضَيَّعَهُ الاَْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ[14] الاَْبْعَدُ .

15 - وقال عليه السلام : مَا كُلُّ مَفْتُون[15] يُعَاتَبُ[16] .

16 - وقال عليه السلام : تَذِلُّ الاُْمُورُ لِلْمَقَادِيرِ ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ[17]فِي التَّدْبِيرِ .

17 - وسئل عليه السلام عن قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - «غَيِّرُوا الشَّيْبَ[18] ،

وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» ، فَقَال عليه السلام : إِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم ذلِكَ

وَالدِّينُ قُلٌّ[19] ، فَأَمَّا الانَ وَقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ[20] ، وَضَرَبَ بَجِرَانِهِ[21] ، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ .

18 - وقال عليه السلام في الذين اعتزلوا القتال معه : خَذَلُوا الْحَقَّ ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ .

19 - وقال عليه السلام : مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ[22] أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ[23] .

20 - وقال عليه السلام : أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ[24] ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُ اللهِ ]بِيَدِهِ يَدُهُ بِيَدِ الله[ يَرْفَعُهُ .

21 ـ وقال عليه السلام : قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ[25] ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ[26] ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ .

22 - وقال عليه السلام : لَنَا حَقٌّ ، فَإِنْ أُعْطِينَاهُ ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الاِْبِلِ ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وهذا من لطيف الكلام وفصيحه ، ومعناه : أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء . وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير ، كالعبد والاسير ومن يجري مجراهما .

23 - وقال عليه السلام : مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ .

24 - وقال عليه السلام : مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ ، وَالتَّنْفِيسُ عَن الْمكْرُوبِ .

25 - وقال عليه السلام : يَابْنَ آدَمَ ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِـعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ .

26 - وقال عليه السلام : مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ ، وصَفَحَاتِ وَجْهِهِ .

27 - وقال عليه السلام : امْش بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ[27] .

28 - وقال عليه السلام : أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ .

29 - وقال عليه السلام : إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبـَار[28] ، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَال[29] ، فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى !

30 - وقال عليه السلام : الْحَذَرَ الْحَذَرَ ! فَوَ اللهِ لَقَدْ سَتَرَ ، حتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ .

31 - وسُئِلَ عليه السلام عَنِ الاْيِمَانِ ، فَقَالَ : الاِْيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ : عَلَى الصَّبْرِ ، والْيَقِينِ ، وَالْعَدْلِ ، وَالْجِهَادِ .

وَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَربَعِ شُعَب : عَلَى الشَّوْقِ ، وَالشَّفَقِ[30] ، وَالزُّهْدِ ، والتَّرَقُّبِ : فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلاَ عَنِ الشَّهَوَاتِ ; وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ المُحَرَّمَاتِ ; وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ ; وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ .

وَالْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب : عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ[31] ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ[32] ، وَسُنَّةِ[33] الاَْوَّلِينَ . فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ ; وَمَنْ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ ; وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الاَْوَّلِينَ .

وَالْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب : عَلَى غائِص الْفَهْمِ ، وَغَوْرِ الْعِلْمِ[34] ; وَزُهْرَةِ الْحُكْمِ[35] ; وَرَسَاخَةِ الْحِلْمِ ، فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ ; وَمَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ[36] ; وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاس حَمِيداً .

وَالْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب : عَلَى الاَْمْرِ بالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ[37] ، وَشَنَآنِ[38] الْفَاسِقِينَ : فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْكَافِرِينَ ; وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ ; وَمَنْ شَنِىءَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ للهِ ، غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

وَالْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ : عَلَى التَّعَمُّقِ[39] ، وَالتَّنَازُعِ ، وَالزَّيْغِ[40] ، وَالشِّقَاقِ[41] : فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ[42] إِلَى الْحَقِّ ; وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ ; وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ ، وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ ، وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ ; وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ[43] عَلَيْهِ طُرُقُهُ ، وَأَعْضَلَ[44] عَلَيْهِ أَمْرُهُ ، وَضَاقَ عَلَيْهِ مَخْرَجُهُ .

وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبِ : عَلَى: الَّتمَارِي[45] ، وَالْهَوْلِ[46] ، وَالتَّرَدُّدِ[47]وَالاْسْتِسْلاَمِ[48] فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ[49] دَيْدَناً[50] لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ[51] ; وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ[52] ; وَمَنْ تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ[53] وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ[54] ; وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وبعد هذا كلامٌ تركنا ذكره خوف الاطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب .

32 - وقال عليه السلام : فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ .

33 - وقال عليه السلام : كُنْ سَمِحاً[55] وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً ، وَكُنْ مُقَدِّراً[56]وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً[57] .

34 - وقال عليه السلام : أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى[58] .

35 - وقال عليه السلام : مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاس بِمَا يَكْرَهُونَ ،قَالُوا فِيهِ بِمَا لاَ يَعْلَمُونَ .

36 - وقال عليه السلام : مَنْ أَطَالَ الاَْمَلَ[59] أَسَاءَ الْعَمَلَ .

37 - وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الانبار[60] ، فترجلوا له[61] واشتدوا بين يديه[62] ، فقال عليه السلام :

مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ ؟ فقالوا : خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا ، فقال : وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ[63] عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ ، وَتَشْقَوْنَ[64]بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ . وَمَا أخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ[65] مَعَهَا الاَْمَانُ مِنَ النَّارِ !

38 - وقال عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام :

يَابُنَيَّ ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً ، وَأَرْبَعاً ، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ : إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ ، وَأَوحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ[66] ، وَأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ .

يَا بُنَيَّ ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الاَْحْمَقِ ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ ; وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ ; وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ[67] ; وإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ[68] : يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ .

39 - وقال عليه السلام : لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ[69] إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِض .

40 - وقال عليه السلام : لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ ، وَقَلْبُ الاَْحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وهذا من المعاني العجيبة الشريفة ، والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه ، إلاّ بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة . والاحمق تسبق حذفاتُ لسانه[70] وفلتاتُ كلامه مراجعةَ فكره[71] ، ومماخضة رأية[72] . فكأن لسان العاقل تابع لقلبه ، وكأن قلب الاحمق تابع للسانه .

41 - وقد روي عنه عليه السلام هذا المعنى بلفظ آخر ، وهو قوله :

قَلبُ الاَْحْمَقِ فِي فِيهِ ، وَلِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ .

ومعناهما واحد .

42 - وقال عليه السلام لبعض أَصحابه في علة اعتلها : جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حطّاً لِسَيِّئَاتِكَ ، فَإِنَّ الْمَرَضَ لاَ أَجْرَ فِيهِ ، وَلكِنَّهُ يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ ، وَيَحُتُّهَا حَتَّ[73] الاَْوْرَاقِ . وَإِنَّمَا الاْجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ ، وَالْعَمَلِ بِالاَْيْدِي وَالاَْقْدَامِ ، وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ الْجَنَّةَ .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه : وأقول صدق عليه السلام ، إن المرض لا أجر فيه ، لانه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض ، لان العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد ، من الالام والامراض ، وما يجري مجرى ذلك . والاجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد ، فبينهما فرق قد بينه عليه السلام ، كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب .

43 - وقال عليه السلام في ذكر خباب بن الاَرتّ : يَرْحَمُ اللهُ خَبَّابَ بْنَ الاَْرَتِّ ، فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً ، وَهَاجَرَ طَائِعاً ، وَقَنِعَ بالْكَفَافِ[74] ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ ، وَعَاشَ مُجَاهِداً .

44ـ وقال عليه السلام : طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ ، وَعَمِلَ لِلْحِسَابِ ، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ .

45 - وقال عليه السلام : لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ[75] الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي ; وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا[76] عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي . وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ; أَنَّهُ قَالَ : «يَا عَلِيُّ ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يُحِبُّكَ مَُنَافِقٌ» .

46 - وقال عليه السلام : سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ حَسَنَة تُعْجِبُكَ .

47 - وقال عليه السلام : قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ ، وَعِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ .

48 - وقال عليه السلام : الظَّفَرُ بالْحَزْمِ ، وَالْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأَيِ ، وَالرَّأَيُ بِتَحْصِينِ الاَْسْرَارِ .

49 - وقال عليه السلام : احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِـعَ .

50 - وقال عليه السلام : قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ .

يتبع

[1] ابن اللَبون - بفتح اللام وضم الباء - ابن الناقة إذا استكمل سنتين .

[2] أزْرَى بها : حَقَرَها .

[3] اسْتَشْعَرَه : تبطّنَه وتخلّق به .

[4] أمّرَ لسانَه : جعله أميراً .

[5] المُقِلّ - بضم فكسر وتشديد اللام - الفقير .

[6] الجُنّة - بالضم - : الوقاية .

[7] الحِبَالَة - بكسر الحاء ، بزِنَة كِتابة - : شَبَكَة الصيد ، ومثله الاحْبُول والاحْبُولَة - بضم الهمزة فيهما - وتقول : حَبَلَ الصيدَ واحْتَبَلَهُ ، إذا أخذه بها .

[8] الاحتمال : تحمّل الاذى .

[9] «يَنْظُرُ بشحْم» : يريد بالشحم شَحْم الحدقة .

[10] «يتَكلّم بلحم» : يريد باللحم : اللسان .

[11] «يَسْمَع بعظْم» : يريد عظام الاذن يضربها الهواء فتقرع عصب الصماخ فيكون السماع .

[12] أطْرَاف النِّعَم : أوائلها .

[13] أقْصاها : أبعدها ، والمراد آخرها .

[14] أُتِيح له : قُدّر له .

[15] المَفْتُون : الداخل في الفتنة .

[16] عاتب عتاباً ومعاتبةً على كذا : اي لامَه .

[17] الحَتْف - بفتح فسكون - : الهلاك .

[18] غَيِّرُوا الشّيْبَ : يريد تغييره بالخِضاب ليراهم الاعداء كُهولاً أقوياء .

[19] قُلّ - بضم القاف - : أي قليل أهله .

[20] النِطَاق - ككتاب - : الحِزام العريض ، واتساعه كناية عن العظم والانتشار .

[21] الجِرَان - على وزن النِطاق - : مقدّم عُنُق البعير يضرب به على الارض إذا استراح وتمكن .

[22] العِنان - ككتاب - : سِير اللجام تُمْسك به الدابة .

[23] «عَثرَ بأجَلِه» : المراد أنه سقط في أجَلِهِ بالموت قبل أن يبلغ ما يريد .

[24] العَثْرَة : السَقْطَة ، وإقالة عَثْرَتِه : رَفْعُهُ من سقطته . والمُرُوءة - بضم الميم - : صفة للنفس تحملها على فعل الخير لانه خير .

[25] قُرِنَتِ الهَيْئة بالخَيْبَة : أي من تهيّب أمراً خاب من إدراكه .

[26] الحَيَاء بالحِرْمَان : أي من أفرط به الخجل من طلب شيء حُرِم منه .

[27] «امْشِ بدائِكَ» : أي ما دام الداء سهل الاحتمـال يمكنك معه العمـل في شؤونك فاعمل ، فان أعياك فاسترح له .

[28] «الادبار» : نقيض الاقبال .

[29] «الموت في إقْبَال» أي : توجه إليك بعد أن تركته خلفك .

[30] الشّفَق - بالتحريك - : الخوف .

[31] تأوّل الحكمة : الوصول إلى دقائقها .

[32] العِبْرَة : الاعتبار والاتعاظ .

[33] سُنّة الاوّلين : طريقتهم وسيرتهم .

[34] غَوْر العلم : سرّه وباطنه .

[35] زُهْرَة الحكم - بضم الزاي - : أي حُسْنه .

[36] الشرائع - جمع شريعة - : أصلها مورد الشاربة ، والمراد هنا الظاهر المستقيم من المذاهب ، و «صدر عنها» :أي رجع عنها بعد ما اغترف ليفيض على الناس مما اغترف فيحسن حكمه .

[37] «الصدق في المَوَاطِن» : مواطن القتال في سبيل الحق .

[38] الشَنَآن - بالتحريك - : البغض .

[39] التَعَمّق : الذهاب خلف الاوهام على زعم طلب الاسرار .

[40] الزَيْغ : الحَيَدَان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيواني .

[41] الشِقَاق : العِناد .

[42] «لم يُنِبْ» : أي لم يرجع ، أناب يُنِيب : رجع .

[43] وَعُرَ الطريقُ : كَكَرُمَ ووعد وولع : خَشُنَ ولم يسهل السير فيه .

[44] أعْضَلَ : اشتدّ وأعجزت صعوبته .

[45] الَتمَارِي : التجادُل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق الحق .

[46] الهَوْل - بفتح فسكون - : مخافتك من الامر لا تدري ما هجم عليك منه فتدهش .

[47] الترَدّد : انتقاض العزيمة وانفساخها ثم عودها ، ثم انفساخها .

[48] الاسْتِسْلام : إلقاء النفس في تيار الحادثات .

[49] المِرَاء - بكسر الميم - : الجدال .

[50] الدَيْدَن : العادة .

[51] «لم يصبح ليله» : أي لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين .

[52] نَكَصَ على عَقِبَيْه : رجع متقهقراً .

[53] الرَيْب : الظنّ ، أي الذي يتردد في ظنه ولا يعقد العزيمة في أمره .

[54] سَنَابِكُ الشياطين ـ جمع سُنْبُك بالضم ـ : وهو طَرَف الحافر ، ووطئته : داسته . أي تستنزله شياطين الهوى فتطرحه في الهَلَكة .

[55] «كن سَمِحاً» : اي كن من اهل الجود ، ولكن لا تكن مسرفاً .

[56] المُقَدّر : المُقْتَصِد ، كأنه يقدّر كل شيء بقيمته فينفق على قدره .

[57] المُقَتّر : المُضَيّق في النفقة ، كأنه لا يعطي إلاّ القتر ، أي الرمقة من العيش .

[58] المُنى ـ جمع مُنْيَة ـ : وهي ما يتمناه الانسان لنفسه ، وفي تركها غنى كامل ، لان من زهد شيئاً استغنى عنه .

[59] طول الامَل : الثقة بحصول الاماني بدون عمل لها .

[60] الدَهَاقِين ـ جمع دِهْقان ـ : وهو زعيم الفلاحين في العَجَم . والانْبار من بلاد العراق .

[61] «تَرَجّلُوا» أي نزلوا عن خيولهم مُشاةً .

[62] اشتدّوا : أسرعوا .

[63] تَشُقُّون - بضم الشين وتشديد القاف - : من المشقّة .

[64] تَشْقَوْن الثانية - بسكون الشين - : من الشَقَاوَة .

[65] الدَعَة - بفتحات - : الراحة .

[66] العُجْب - بضم فسكون - الاعجاب بالنفس ومن أعجب بنفسه مقته الناس ، فلم يكن له أنيس وبات في وحشة دائمة .

[67] التافه : القليل .

[68] السَرَاب : ما يراه السائر الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا .

[69] النوافِل : جمع نافلة . وهي ما يتطوع به من الاعمال الصالحات زيادة على الفرائض المكتوبة . والمراد أن المتطوّع بما لم يكتب عليه لا يقربه إلى الله تطوّعه إذا قصّر في أداء الواجب .

[70] حَذَفَاتُ اللسان : ما يلقيه الاحمق من العبارات العَجْلَى بدون روية ولا تفكير .

[71] مراجَعَة الفِكر أي : التروي فيما سبق به اللسان .

[72] مُمَاخَضَة الرأي : تحريكه حتى يظهر زُبْده ، وهو الصواب .

[73] حَتّ الورق عن الشجرة : قَشْرُهُ والصبر على العلّة : رجوع إلى الله واستسلام لقدره ، وفي ذلك خروج اليه من جميع السيئات وتوبة منها ، لهذا كان يَحُتّ الذنوب .

[74] الكَفَاف : العيش الوسط الذي يكفي الانسان حاجاته الاصلية .

[75] الخَيْشُوم : أصل الانف .

[76] الجمّات ـ جمع جَمّة - بفتح الجيم - وهو من السفينة مُجْتَمَعُ الماء المترشّح من ألواحها ، والمراد لو كفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها .

/ 8