ومن خطبة له عليه السلام
وهي من الخطب العجيبة وتسمى «الغراء» وفيهانعوت الله جل شأنه ، ثم الوصية بتقواه ثم
التنفير من الدنيا ، ثم ما يلحق من دخول
القيامة ، ثم تنبيه الخلق إلى ما هم فيه من
الاعراض، ثم فضله عليه السلام في التذكير
صفته جل شأنه
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَلاَبِحَوْلِهِ [766] ، وَدَنَا
بِطَوْلِهِ [767] ، مَانِحِ كُلِّ
غَنِيمَة وَفَضْل ، وَكَاشِفِ كُلِّ
عَظِيمَة وَأَزْل [768] . أَحْمَدُهُ عَلَى
عَوَاطِفِ كَرَمِهِ ، وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ [769] ،
وَأُومِنُ بِهِ أَوَّلاً بَادِياً [770] ،
وَأَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً ،
وَأَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً ،
وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،
أَرْسَلَهُ لاِنْفَاذِ أَمْرِهِ ،
وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ [771] وَتَقْدِيمِ
نُذُرِهِ [772] .
الوصية بالتقوى
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَىاللهِ الَّذِى ضَرَبَ الاَْمْثَالَ [773] ،
وَوَقَّتَ لَكُمُ الاجَالَ [774] ، وَأَلْبَسَكُمُ
الرِّيَاشَ [775] ، وَأَرْفَغَ
لَكُمُ الْمَعَاشَ [776] ، وَأَحَاطَ
بِكُمُ الاحْصَاءَ [777] ، وَأَرْصَدَ
لَكُمُ الْجَزَاءَ [778] ، وَآثَرَكُمْ
بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ ، وَالرِّفَدِ [779] الرَّوَافِغِ [780]
، وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ [781]
، فَأَحْصَاكُمْ عَدَدَاً ، وَوَظَّفَ
لَكُمْ مُدَداً [782] ، فِي قَرَارِ
خِبْرَة [783] ، وَدَارِ عِبْرَة ، أَنْتُمْ
مُخْتَبَرُونَ فِيهَا ، وَمُحَاسَبُونَ
عَلَيْهَا .
التنفير من الدنيا
فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ [784]مَشْرَبُهَا ، رَدِغٌ [785] مَشْرَعُهَا ،
يُونِقُ [786] مَنْظَرُهَا ، وَيُوبِقُ [787] مَخْبَرُهَا
. غُرُورٌ حَائِلٌ [788] ، وَضَوْءٌ آفِلٌ [789]
، وَظِلٌّ زَائِلٌ ، وَسِنَادٌ مَائِلٌ [790]
، حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا ،
وَاطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا [791] ، قَمَصَتْ
بِأَرْجُلِهَا [792] ، وَقَنَصَتْ
بِأَحْبُلِهَا [793] ، وَأَقْصَدَتْ [794]
بِأَسْهُمِهَا ، وَأَعْلَقَتِ [795]
الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ [796]
قَائِدَةً لَهُ إِلى ضَنْكِ الْمَضْجَعِ [797]
، وَوَحْشَةِ الْمَرْجِعِ ، وَمُعَايَنَةِ
الْمَحَلِّ [798] وَثَوَابِ
الْعَمَلِ [799] ، وَكَذلِكَ
الْخَلَفُ بِعَقْبِ السَّلَفِ [800] ، لاَ
تُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً [801]
، وَلاَ يَرْعَوِي الْبَاقُونَ [802]
اجْتِرَاماً [803] ، يَحْتَذُونَ
مِثَالاً [804] ، وَيَمْضُونَ
أَرْسَالاً [805] ، إِلَى غَايَةِ
الاِْنْتِهَاءِ ، وَصَيُّورِ الْفَنَاءِ [806] .
بعد الموت البعث
حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورِ، وَتَقَضَّتِ الدُّهُورُ ، وَأَزِفَ
النُّشُورُ [807] ، أَخْرَجَهُمْ
مِنْ ضَرَائِحِ [808] الْقُبُورِ ،
وَأَوْكَارِ الطُّيُورِ ، وَأَوْجِرَةِ [809] السِّبَاعِ
، وَمَطَارِحِ الْمَهَالِكِ ، سِرَاعاً
إِلَى أَمْرِهِ ، مُهْطِعِينَ [810] إِلَى
مَعَادِهِ ، رَعِيلاً صُمُوتاً [811] ،
قِيَاماً صُفُوفاً ، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ [812]
، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، عَلَيْهِمْ
لَبُوسُ الاِسْتِكَانَةِ [813] ، وَضَرَعُ [814]
الاِسْتِسْلاَمِ وَالذِّلَّةِ . قَدْ
ضَلَّتِ الْحِيَلُ ، وَانْقَطَعَ الاَْمَلُ
، وَهَوَتِ الاَْفْئِدَةُ [815] كَاظِمَةً [816]
، وَخَشَعَتِ الاَْصْوَاتُ مُهَيْنَمَةً [817] ،
وَأَلْجَمَ الْعَرَقُ [818] ، وَعَظُمَ
الشَّفَقُ [819] ، وَأُرْعِدَتِ [820]
الاَْسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي [821]
إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ [822] ، وَمُقَايَضَةِ [823]
الْجَزَاءِ ، وَنَكَالِ [824] الْعِقَابِ ،
وَنَوَالِ الثَّوَابِ .
تنبيه الخلق
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً ،وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً [825] ،
وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَارَاً [826] ،
وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً [827] ،
وَكَائِنُونَ رُفَاتاً [828] ، وَمَبْعُوثُونَ
أَفْرَاداً ، وَمَدِينُونَ جَزَاءً [829]
، وَمُمَيَّزُونَ حِسَاباً [830] . قَدْ
أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْمَخْرَجِ ،
وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ [831] ;
وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ [832]
، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ [833]
، وَخُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِيَادِ [834]
، وَرَوِيَّةِ الاِرْتِيَادِ [835] ،
وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ [836]
، فِي مُدَّةِ الاَْجَلِ ، وَمُضْطَرَبِ
الْمَهَلِ [837] .
فضل التنكير
فَيَالَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً [838]، وَمَواعِظَ شَافِيَةً ، لَوْ صَادَفَتْ
قُلُوباً زَاكِيَةً ، وَأَسْمَاعاً
وَاعِيَةً ، وَآرَاءً عَازِمَةً ،
وَأَلْبَاباً حَازِمَةً ! فَاتَّقُوا اللهَ
تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ ،
وَاقْتَرَفَ [839] فَاعْتَرَفَ ،
وَوَجِلَ [840] فَعَمِلَ ،
وَحَاذَرَ فَبَادَرَ [841] ، وَأَيْقَنَ
فَأَحْسَنَ ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ [842]
، وَحُذِّرَ فَحَذِرَ ، وَزُجِرَ
فَازْدَجَرَ [843] ، وَأَجَابَ
فَأَنَابَ [844] ، وَرَاجَعَ) رجع(
فَتَابَ ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى [845] ،
وَأُرِيَ فَرَأَى ، فَأَسْرَعَ طَالِباً ،
وَنَجَا هَارِباً ، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً [846]
، وَأَطَابَ سَرِيرَةً ، وَعَمَّرَ مَعَاداً ،
وَاسْتَظْهَرَ زَاداً [847] ، لِيَوْمِ
رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ [848] ،
وَحَالِ حَاجَتِهِ ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ ،
وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ جِهَةَ مَا
خَلَقَكُمْ لَهُ ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ
كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ،
وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ
بِالتَّنَجُّزِ [849] لِصِدْقِ
مِيعَادِهِ ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ
مَعَادِهِ .
التذكير بضروب النعم
ومنها : جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاًلِتَعِيَ مَا عَنَاهَا [850] ، وَأَبْصَاراً
لِتَجْلُوَ [851] عَنْ عَشَاهَا [852]
، وَأَشْلاَءً [853] جَامِعَةً
لاَِعْضَائِهَا ، مُلاَئِمَةً
لاَِحْنَائِهَا [854] ، فِي تَرْكِيبِ
صُوَرِهَا ، وَمُدَدِ عُمُرِهَا ،
بِأَبْدَان قَائِمَة بِأَرْفَاقِهَا [855]
، وَقُلُوب رَائِدَة [856] لاَِرْزَاقِهَا ،
فِي مُجَلِّلاَتِ [857] نِعَمِهِ ،
وَمُوجِبَاتِ مِنَنِهِ ، وَحَوَاجِزِ [858] ) جَوائِز
(عَافِيَتِهِ . وَقَدَّرَ لَكُم أَعْمَاراً
سَتَرَهَا عَنْكُمْ ، وَخَلَّفَ لَكُمْ
عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ
، مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهمْ [859] ،
وَمُسْتَفْسحِ خَنَاقِهِمْ [860] .
أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا [861] دُونَ
الامَالِ ، وَشَذَّبَهمْ عَنْهَا [862]
تَخَرُّمُ [863] الاجَالِ لَمْ
يَمْهَدُوا [864] فِي سَلاَمَةِ
الاَْبْدَانِ ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا فِي
أُنُفِ [865] الاَْوَانِ . فَهَلْ يَنْتَظِرُ
أَهْلُ بِضَاضَةِ [866] الشَّبَابِ إِلاَّ
حَوَانِيَ الْهَرَمِ ؟ وَأَهْلُ غَضَارَةِ [867]
الصِّحَّةِ إِلاَّ نَوَازِلَ السَّقَمِ ؟
وَأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلاَّ آوِنَةَ
الْفَنَاءِ ؟ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ [868]
، وَأُزُوفِ [869] الاِنْتِقَالِ ،
وَعَلَزِ [870] الْقَلَقِ
وَأَلَمِ الْمَضَضِ [871] ، وَغُصَصِ
الْجَرَضِ [872] وَتَلَفُّتِ
الاِسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ
وَالاَْقْرِبَاءِ ، وَالاَْعِزَّةِ
وَالْقُرَنَاءِ ! فَهَلْ دَفَعَتِ
الاَْقَارِبُ ؟ أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ [873] ؟
، وَقَدْ غُودِرَ [874] فِي مَحَلَّةِ
الاَْمْوَاتِ رَهِيناً [875] ، وَفِي
ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً ، قَدْ هَتَكَتِ
الْهَوَامُّ [876] جِلْدَتَهُ ،
وَأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ [877]
جِدَّتَهُ ، وَعَفَتِ [878] الْعَواصِفُ
آثَارَهُ ، وَمَحَا الْحَدَثَانُ
مَعَالِمَهُ [879] ، وَصَارَتِ
الاَْجْسَادُ شَحِبَةً [880] بَعْدَ
بَضَّتِهَا [881] ،
وَالْعِظَامُ نَخِرَةً [882] بَعْدَ
قُوَّتِهَا ، وَالاَْرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً
بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا [883] ، مُوقِنَةً
بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا ، لاَ تُسْتَزَادُ
مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا ، وَلاَ
تُسْتَعْتَبُ [884] مِنْ سَيِّىءِ
زَلَلِهَا [885] ! أَوَ لَسْتُمْ
أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالابَاءَ ،
وَإِخْوَانَهُمْ وَالاَْقْرِبَاءَ ؟
تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ ،
وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُم [886] ،
وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ [887] ؟!
فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا ،
لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا ، سَالِكَةٌ في
غَيْرِ مِضْمَارِهَا ! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ
سِوَاهَا [888] ، وَكَأَنَّ
الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا .
التحذير من هول الصراط
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ [889]عَلَى الصِّرَاطِ وَمَزَالِق ِدَحْضِهِ [890] ،
وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ ، وَتَارَاتِ
أَهْوَالِهِ [891] ; فَاتَّقُوا اللهَ
عِبَادَ اللهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ
التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ ، وَأَنْصَبَ
الْخَوْفُ بَدَنَهُ [892] ، وَأَسْهَرَ
التَّهَجُّدُ غِرَارَ [893] نَوْمِهِ ،
وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ [894] يَوْمِهِ ،
وَظَلَفَ [895] الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ ،
وَأَوْجَفَ [896] الذِّكْرُ
بِلِسَانِهِ ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ
لاَِمَانِهِ ، وَتَنَكَّبَ [897] الْمَخَالِجَ [898]
عَنْ وَضَحِ [899] السَّبِيلِ ،
وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكِ [900] إِلَى
النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ [901]
فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ ، وَلَمْ تَعْمَ [902]
عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الاُْمُورِ ،
ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى ، وَرَاحَةِ
النُّعْمَى [903] ، فِي أَنْعَمِ
نَوْمِهِ ، وَآمَنِ يَوْمِهِ . قَدْ عَبَرَ
مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ [904] حَمِيداً ،
وَقَدَّمَ زَادَ الاجِلَةِ سَعِيداً ،
وَبَادَرَ مِنْ) عن( وَجَل [905] ، وَأَكْمَشَ [906]
فِي مَهَل ، وَرَغِبَ فِي طَلَب ، وَذَهَبَ
عَنْ هَرَب ، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ ،
وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ [907] . فَكَفَى
بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً ، وَكَفَى
بِالنَّار عِقَاباً وَوَبَالاً ! وَكَفَى
بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً ! وَكَفَى
بِالْكِتَابِ حَجِيجاً وَخَصِيماً [908] !
الوصية بالتقوى
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِيأَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ ، وَاحْتَجَّ بِمَا
نَهَجَ ، وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي
الصُّدُورِ خَفِيّاً ، وَنَفَثَ فِي
الاذَانِ نَجِيّاً [909] ، فَأَضَلَّ
وَأَرْدَى ، وَوَعَدَ فَمَنَّى [910] ،
وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ ،
وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ ، حَتَّى
إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ [911] ،
وَاسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ [912] ،
أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ [913] ، وَاسْتَعْظَمَ
مَا هَوَّنَ ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ .
ومنها في صفة خلق
الانسان
أَمْ هـذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِيظُلُمَاتِ الاَْرْحَامِ ، وَشُغُفِ
الاَْسْتَارِ [914] ، نُطْفَةً
دِهَاقاً [915] ، وَعَلَقَةً
مِحَاقاً [916] ، وَجَنِيناً [917]
وَرَاضِعاً ، وَوَلِيداً وَيَافِعاً [918]
، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً ،
وَلِساناً لاَفِظاً ، وَبَصَراً لاَحِظاً ،
لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً ، وَيُقَصِّرَ
مُزْدَجِراً ; حَتَّى إِذَا قَامَ
اعْتِدَالُهُ ، وَاسْتَوَى مِثَالُهُ [919]
، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً ، وَخَبَطَ سَادِراً [920]
، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ [921] ،
كَادِحاً [922] سَعْياً
لِدُنْيَاهُ ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ ،
وَبَدَوَاتِ [923] أَرَبِهِ ; ثُمَّ
لاَ يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً [924] ، وَلاَ يَخْشَعُ
تَقِيَّةً [925] ; فَمَاتَ فِي
فِتْنَتِهِ غَرِيراً [926] ، وَعَاشَ فِي
هَفْوَتِهِ [927] يَسِيراً ، لَمْ
يُفِدْ [928] عِوَضاً ، وَلَمْ يَقْضِ
مُفْتَرَضاً . دَهِمَتْهُ [929] فَجَعَاتُ
الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ [930]
، وَسَنَنِ [931] مِرَاحِهِ ،
فَظَلَّ سَادِراً [932] ، وَبَاتَ
سَاهِراً ، فِي غَمَرَاتِ الاْلاَمِ ،
وَطَوَارِقِ الاَْوْجَاعِ وَالاَْسْقَامِ ،
بَيْنَ أَخ شَقِيق ، وَوَالِد شَفِيق ،
وَدَاعِيَة بِالْوَيْلِ جَزَعاً ،
وَلاَدِمَة [933] لِلصَّدْرِ
قَلَقاً ; وَالْمَرْءُ فِي سَكْرَة مُلْهِثَة
، وَغَمْرَة [934] كَارِثَة ،
وَأَنَّة [935] مُوجِعَة ،
وَجَذْبَة مُكْرِبَة [936] ، وَسَوْقَة [937]
مُتْعِبَة . ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ
مُبْلِساً [938] ، وَجُذِبَ
مُنْقَاداً سَلِساً [939] ، ثُمَّ أُلْقِيَ
عَلَى الاَْعْوَادِ رَجِيعَ وَصَب [940] ،
وَنِضْوَ [941] سَقَم ،
تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ [942] الْوِلْدَانِ ،
وَحَشَدَةُ [943] الاِْخْوَانِ ،
إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ ، وَمُنْقَطَعِ
زَوْرَتِهِ [944] ، وَمُفْرَدِ
وَحْشَتِهِ ; حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ
الْمُشَيِّعُ ، وَرَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ ،
أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً
لِبَهْتَةِ [945] السُّؤَالِ ،
وَعَثْرَةِ [946] الاِمْتِحَانِ .
وَأَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ
الْحَمِيم [947] ، وَتَصْلِيَةِ
الْجَحِيمِ [948] ، وَفَوْرَاتُ
السَّعِيرِ ، وَسَوْرَاتُ الزَّفِيرِ [949] ،
لاَ فَتْرَةٌ [950] مُرِيحَةٌ ، وَلاَ
دَعَةٌ [951] مُزِيحَةٌ ، وَلاَ قُوَّةٌ
حَاجِزَةٌ ، وَلاَ مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ [952]
وَلاَ سِنَةٌ [953] مُسَلِيَةٌ ،
بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ [954] ،
وَعَذَابِ السَّاعَاتِ ! إِنَّا بِاللهِ
عَائِذُونَ !
عِبَادَ اللهِ ، أَيْنَ الَّذِينَ
عُمِّرُوا فَنَعِمُوا [955] ، وَعُلِّمُوا
فَفَهِمُوا ، وَأُنْظِرُوا فَلَهَوْا ،
وَسَلِمُوا فَنَسُوا ! أُمْهِلُوا طَوِيلاً ،
وَمُنِحُوا جَمِيلاً ، وَحُذِّرُوا أَلِيماً
، وَوُعِدُوا جَسِيماً ! احْذَرُوا
الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ [956] ،
وَالْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ . أُولِي
الاَْبْصَارِ وَالاَْسْمَاعِ ،
وَالْعَافِيَةِ وَالْمَتَاعِ ، هَلْ مِنْ
مَنَاص [957] أَوْ خَلاَص ، أَوْ مَعَاذ أَوْ
مَلاَذ ، أَوْ فِرَار أَوْ مَحَار [958] ! أَمْ
لاَ ؟ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [959] ! أَمْ
أَيْنَ تُصْرَفُونَ ! أَمْ بِمَاذَا
تَغْتَرُّونَ ! وَإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ
مِنَ الاَْرْضِ ، ذَاتِ الطُّولِ
وَالْعَرْضِ ، قِيدُ قَدِّهِ [960] ،
مُتَعَفِّراً [961] عَلَى خَدِّهِ !
الانَ عِبَادَ اللهِ وَالْخِنَاقُ [962] مُهْمَلٌ ،
وَالرُّوحُ مُرْسَلٌ ، فِي فَيْنَةِ [963]
الاِْرْشَادِ ، وَرَاحَةِ الاَْجْسَادِ ،
وَبَاحَةِ الاِحْتِشَادِ [964] ، وَمَهَلِ
الْبَقِيَّةِ ، وَأُنـُفِ الْمَشِيَّةِ [965]
، وَإِنْظَارِ التَّوْبَةِ ، وَانْفِسَاحِ
الْحَوْبَةِ [966] ، قَبْلَ
الضَّنْكِ [967] وَالْمَضِيقِ ،
وَالرَّوْعِ [968] وَالزُّهُوقِ [969]
، وَقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ
الْمُنْتَظَرِ [970] وَأخْذَةِ
الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ .
قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: وفي الخبر : أنه عليه السلام لما خطب بهذه
الخطبة اقشعرت لها الجلود ، وبكت العيون ،
ورجفت القلوب ، ومن الناس من يسمي هذه الخطبة :
« الغراء » .[766] عَلاَ بحَوْلهِ :
عزّ وارتفع عن جميع ما سواه، لقوته المستعلية
بسلطة الايجاد على كل قوّة .
[767] «دَنا بِطَوْلِهِ» أي : إنه مع علوّه
سبحانه وارتفاعه في عظمته دنا وقَرُبَ من
خلقه بطَوْله أي : عطائه وإحسانه .
[768] الازْل - بالفتح -
الضيق والشدة .
[769] سوابِغ النّعَم : كوامِلُها - من
سَبَغَ الظلّ : إذا عمّ وشَمِلَ .
[770] أوّلاً بادياً : أي
سابقاً كلّ شيء من الوجود . ظاهراً بذَاتِهِ
مُظْهراً لغيره .
[771] إنهاء عُذْرِه :
إبلاغه، والعذر هنا كناية عن الحجج العقلية
والنقلية التي أقيمت ببعثة النبيصلى الله
عليه وآله وسلم .
[772] النّذُرُ : جمع نذير : الاخبار
الالهية المنذرة بالعقاب على سوء الاعمال .
[773] ضرَبَ الامثال : جاء
بها في الكلام; لايضاح الحجج، وتقريرها في
الاذهان .
[774] وَقّتَ الاجالَ :
جعلها في أوقات محدودة لا متقدم عنها ولا
متأخر .
[775] الرّياش : ماظهر من اللباس .
[776] أرْفَغَ لكم المعاشَ، أي : أوْسعَ،
يقال : رَفَغَ عَيْشُهُ - بالضم - رَفَاغَةً،
أي : اتّسعَ .
[777] أحاطكم بالاحصاء :
أي جعل إحصاء أعمالكم والعلم بها عملاً
كالسّور لاتنفذون منه ولاتتعدّونه .
[778] أرصد لكم الجزاءَ : أعدّه لكم فلا
محيصَ عنه .
[779] الرِّفَد : جمع رِفْدة - ككِسرة. وهي
العطية .
[780] الرّوَافِغ :
الواسعة .
[781] الحجج البَوَالِغ : الظاهرة البيّنة
.
[782] «وَظّفَ لكم
مُدَداً» : أي قَدّرَ لكم، والمدد جمع مدّة،
أي : عيّن لكم أزمنةً تَحْيَوْنَ فيها .
[783] «في قرارِ خِبرة» أي : في دار ابتلاء
واختبار، وهي دار الدنيا .
[784] رَنِقٌ - كَفَرِح - :
كَدِرٌ .
[785] رَدِغٌ : كثير الطين والوحل -
واَلمشرَع : مَوْرِد الشاربة للشرب .
[786] يُونِقُ : يُعْجِبُ .
[787] يُوبِقُ : يُهْلِك .
[788] حائِل : أسم فاعل من
«حال» إذا تحول وانتقل .
[789] «وَضَوْءٌ آفِلٌ» غائب لا يلبث أن
يظهر حتى يغيب .
[790] السّنَاد - بالكسر - ما يستند إليه ،
أو دعامة يُسْنَدُ بها السقف .
[791] اطمأَنّ ناكرُها :
ناكرها : اسم فاعل من «نَكِرَ الشيءَ» من باب
علم - أي : جَهِله فأنكره .
[792] قَمَصَ الفرس وغيره يقمص - من بابي
ضرب ونصر - قَمْصاً وقماصاً . أي : استَنّ - وهو
أن يرفع يَدَيْهِ ويطرحهما معاً .
[793] «قَنَصَتْ
بأحْبُلِها» اصطادت بشباكها وحبالها .
[794] أقْصَدَت : قَتَلَتْ مكانها من غير
تأخير .
[795] أعْلَقَتْ به : رَبَطَتْ بعُنُقِهِ .
[796] أوْهاق المنِيّة : جمع وَهَق -
بالتحريك - أو بفتح فسكون، كما يقال : «نَهَر
ونَهْر» أي حبال الموت .
[797] ضَنْك المضْجَع :
ضيق المَرْقَد، والمراد القبر .
[798] مُعاينة المحَلِّ : مشاهدة مكانه من
النعيم والجحيم .
[799] ثواب العَمَل :
جزاؤه الاعمّ من شقاء وسعادة .
[800] الخلَفُ : المتأخرون - والسّلَف :
المتقدمون . بِعَقْب : بباء الجر وسكون القاف
بمعنى بعد . وأصله جرى الفرس بعد جريه، يقال :
لهذا الفرس عقب حسن .
[801] «لا تُقْلعُ اَلمنِيّةُ اخْتِراماً»
: أي لا تكفّ المنية عن اخترامها، أي :
استئصالها للاحياء .
[802] «لا يرعوي الباقون»
أي : لا يرجعون و لا يكُفّون .
[803] الاجترام : افتعال من الجرم، أي
اقتراف السيئات .
[804] «يَحْتَذونَ مِثالاً» أي : يشاكلون
بأعمالهم صور أعمال من سبقهم، ويقتدون بهم .
[805] «يَمْضُون أرْسالاً» : جمع رَسَلَ -
بالتحريك - وهو القطيع من الابل والغنم والخيل .
[806] صَيّور الامر -
كتنّور - مصيرُه و ما يؤول إليه .
[807] أزِفَ النّشور» :
قرب البعث .
[808] الضرائح : جمع ضريح، وهو الشّقّ وسط
القبر .
[809] الاوْجِرة : جمع وجار - ككتاب وسحاب -
وهو الحُجَرْ .
[810] مُهْطِعين : أي
مسرعين إلى معاده، سبحانه، الذي وعد أن
يعيدهم فيه .
[811] «رعيلاً صُموتاً»الرّعيل
: القطعة من الخيل ; شبههم في تلاحق بعضهم ببعض
برعيل الخيل - أي:الجملة القليلة منها - لان
الاسراع لا يدع أحداً منهم ينفرد عن الاخر
.
[812] «يَنْفُذُهُمُ البَصرُ» : يجاوزهم،
أي : يأتي عليهم ويحيط بهم، والمراد : لا
يَعْزُبُ واحد منهم عن علم الله .
[813] لَبُوسُ
الاسْتِكانةِ : اللّبُوس - بالفتح - : ما يلبس،
والاستكانة : الخضوع .
[814] ضرَعَ - بالتحريك - : الوَهْن،
والضعف، والخشوع .
[815] «هَوَتِ
الافْئِدَة» : خَلَتْ من المسرّة والامل من
النجاة .
[816] كاظِمة : ساكنة - كاتمة لما يزعجها من
الفزع .
[817] مُهَيْنَمَة : أي
متخافية والهيْنَمة الكلام الخفي .
[818] ألْجَمَ العَرَقُ : كثر حتى امتلات
به الافواه لغزارته فمنعها من النطق، وكان
كاللّجام .
[819] الشّفَق - محركة - : الخوف .
[820] أُرعدَت : عَرَتْها الرعدة .
[821] زَبْرَة الدّاعي :
صوته وصيحته، ولا يقال «زبرة» إلا إذا كان
فيها زَجْر وانتهار، فانها واحدة الزبر أي
الكلام الشديد .
[822] فَصْل الخِطاب : بتّ الحكومة بين
الله وبين عباده في الموقف .
[823] «مُقايَضَة الجزاء» المقايضة :
المعاوضة، أي : مبادلة الجزاء الخير بالخير،
والشر بالشر .
[824] النّكال : العذاب .
[825] «مربوبون» :
مملوكون، والاقتسار الغَلَبَة والقهر .
[826] أصل الاحتضار :
حضور الملائكة لقبض الروح .
[827] الاجداث، جمع جَدَث - بفتحتين - وهو
القبر، واجْتَدَثَ الرجلُ : اتخذ جدَثَاً،
ويقال : جَدَف بالفاء - «مُضَمّنَونَ الاجداثَ»
مجعولون في ضِمْنِها .
[828] الرّفات : الحُطام، ويقال رَفَتَهُ -
كنصر وضرب - أي كسره ودَقّهُ أي : فته بيده كما
يُفَتّ اَلمدَرُ والعظْمُ البالي .
[829] مَدِينون أي :
مَجْزِيّون، والدّين : الجزاء، قال تعالى :
مالك يوم الدّين الفاتحة : 4 .
[830] مُمَيّزُون حِساباً : كلّ يحاسب على
عمله منفصلاً عمن سواه : ولا تَزِرُ وازرة
وزْرَ أُخرى فاطر : 18 .
[831] المنهج : الطريقة
الواضحة التي دلت عليها الشريعة المطهرة .
[832] «وَعُمّرُوا مَهَلَ اُلمسْتَعْتِب»
- اُلمسْتَعْتِب : المسترضي - أي : أُوتوا من
العمر مُهْلَة مَنْ ينالُ الرضى لو أحسن
العمل .
[833] سُدَفَ الرّيَب :
السّدَف : جمع سَدْفة - بالفتح - وهي الظلمة،
والرّيَب : جمع رِيبة . وهي الشبهة وإبهام
الامر .
[834] «خُلّوا لمضمار الجِياد» : خُلّوا :
تُرِكوا في مجال يتسابقون فيه إلى الخيرات .
والجياد من الخيل : كرامها . والمضمار :
المكان الذي تضمّرُ فيه الخيل . والمدة التي
تضمر فيها أيضا .
[835] رَوِيّة الارْتِياد : إعمال الفكر في
الامر ليأتي على أسلم وجوهه، والارتياد هنا :
طلب ما يراد .
[836] وأناة المُقْتَبِس
المُرْتاد : الاناة : الانتظار والتؤدة،
والمقتبس المرتاد، أي : الذي أخذ بيده مصباحا
ليرتاد في ضوئه شيئاً غاب عنه .
[837] المضطرَب : مدة الاضطراب . أي : الحركة
في العمل .
[838] صائبة : غير عادلة
عن الصواب .
[839] اقترف : اكتسب ،
ومثله «قرف يقرف لعياله» أي : كسب يكسب وفي
التنزيل : وَلْيَقْتَرِفُوا ما هم
مُقْتَرِفُونالانعام : 113 .
[840] وَجِلَ : خافَ .
[841] بادر : سارع .
[842] «عُبّرَ
فاعْتَبَرَ» : عُبّر - مبني للمجهول مشدد
الباء - أي عرضت عليه العِبرُ مراراً كثيرة،
فاعتبر، أي اتعظ .
[843] ازدجر، أي : امتنع عن الشيء وانتهى .
[844] أناب الى الله : رجع
إليه .
[845] احتذى : شاكَلَ بين عمله عمل مقتداه :
أي : أحسنَ القُدْوَةَ .
[846] أفاد الذخيرة :
استفادها واقتناها، وهو من الاضداد .
[847] اسْتَظْهَرَ زاداً
: حمل زاداً حمّله ظَهْرَ راحلته إلى الاخرة،
والكلام تمثيل .
[848] وَجْهُ السبيل : المقصد الذي يُرْكبُ
السبيلُ لاجله .
[849] تَنَجّزُ الوَعْدِ
: طلب وفائه على عجل.
[850] تعي ماعناها : تحفظ
ما أهمّها .
[851] تجلو : تكشف .
[852] العَشَا : مقصور،
مصدر من عَشِيَ فهو عَش إذا أبصر نهاراً ولم
يبصر ليلاً .
[853] الاشْلاء : جمع شِلْو وهو العضو .
[854] الاحْناء : جمع حِنْو - بالكسر - وهو
كل ما اعوجّ من البدن ومُلاءَمة الاعضاء لها :
تناسبها معها .
[855] الارْفاق جمع
رِفْق - بالكسر - المنفعة ، أو ما يستعان به
عليها .
[856] رائدة: طالبة.
[857] مُجَلِّلات - على
صيغة اسم الفاعل - من «جلّلة» بمعنى غطّاه، أي
: غامرات نعمه . يقولون : سحاب مجلّلٌ، أي يطبق
الارض .
[858] حواجز : موانع .
[859] الخَلاق : النصيب
الوافر من الخير .
[860] الخَنَاق - بالفتح - حبل يخنق به .
[861] أْرهَقَتْهُمُ :
أعْجْلتهُم .
[862] شَذّبَهُمْ عنها : قَطّعَهُمْ
ومزّقهم من تشذيب الشجرة وهو تقشرها .
[863] تَخَرّمُ الاجل : أستأصالِهِ
واقتطاعه .
[864] لم يَمْهَدُوا في سلامةِ الابْدان :
أي لم يمهدوا لانفسهم بإصلاحها .
[865] أُنُف - بضمتين -
يقال : أمر أُنُف، أي مُسْتَأنَف لم يَسْبِقْ
به قَدَرٌ .
[866] البَضَاضَة : رخص
الجلد ورقته وامتلاؤه .
[867] الغَضَارة :
النعمة والسعة والخصب .
[868] الزِّيال : مصدر
زَايَلَهٌ مُزايَلَةً وِزيالاً : أي
فَارَقَهُ .
[869] الازُوف : الدنوّ
والقرب .
[870] العَلَز : قلق وخفة
وهلع يصيب المريض واُلمحْتَضرَ .
[871] المَضَض : بلوغ
الحزن من القلب .
[872] الجَرَض : الريق .
[873] النّوَاحِب : جمع
ناحبة وهي الرافعة صوتها بالبكاء .
[874] غُودِرَ : تُرِك
وبقي .
[875] رَهيناً :
حَبِيساً .
[876] «هَتَكَتِ
الهَوَامّ جِلْدَتَه» : جذبت جلدته فقطعتها،
والهوامّ : الحيّات وكل ذي سم يقتل .
[877] النّواهِك : جمع
ناهكة وهي ما يُنْهِكُ البدنَ: أي يُبْليه .
[878] عَفَت : دَرَسَتْ .
[879] الحدَثانُ : مصدر
يدل على الاضطراب بمعنى مايحدث .
[880] الشّحِبَةُ - بفتح
الشين - أي : الهالكة .
[881] البَضّة هنا
الواحد من البضّ; وهو : مصدر بَضّ الماءُ إذا
ترشّحَ قليلاً قليلاً، أي بعد أمتلائها حتى
كأن الماء يترشح منها .
[882] نَخِرة : بالية .
[883] الاعْباء :
الاثقال، جمع عِبْء، أي : حمْل .
[884] ولا تُسْتَعْتَبُ
: مبني للمفعول أي لا يُطْلَبُ منها تقديم
العُتْبى، أي : التوبة عن العمل القبيح، أو
مبني للفاعل ، أي : لا يمكنها أن تطلب
الرضى والاقالة من خطئها السيّىء .
[885] زَلَلِها : خطئها
وأصله انزلاق القدم .
[886] القِدّة - بكسر
فتشديد - : الطريقة .
[887] «تَطَأونَ
جادّتَهُم» : تسيرون على سبيلهم بلا انحراف
عنهم في شيء .
[888] «كأنّ المَعْنيّ»
أي : المقصود بالتكاليف الشرعية .
[889] مجازكم : مصدر ميمي
من جاز يجوز، أي قطع المكان واجتازه .
[890] مَزالِق دَحْضِه :
الدّحْض : هو انقلاب الرّجْل بغتةً فيسقط
المارّ، والمزالق مواضع الزّلل والانزلاق .
[891] التارات : النّوَبُ والدّفَعَات .
[892] أنْصَبَ الخوْفُ
بَدَنَهُ : أتعبه .
[893] أسْهَرَ التّهَجّدُ غِرارَ نومه -
الغِرار - بالكسر : القليل من النوم وغيره و «أسهره
التهجد» أي : أزال قيامُ الليل نومَهُ القليل،
فأذهبه بالمرة .
[894] الهَواجر : جمع
هاجرة، وهي نصف النهار عند اشتداد الحر .
[895] ظَلَفَ الزّهْدُ شَهَوَاتِه، أي :
منعها .
[896] «أوْجَفَ الذّكْرُ
بِلسانه» : أي أسرع، كأن الذكر لشدة تحريكه
اللسان مُوجِفٌ به كما تُوجِفُ الناقةُ
براكبها .
[897] تَنَكّبَ الشيءَ : مال عَنْه .
[898] المخَالِج : الامور المختلجة
الجاذبة .
[899] الوَضَح - محركة - :
الجادّة .
[900] أقْصَد المسالك : أقْوَمُها .
[901] لم تَفْتِلْه : لم
تردّه ولم تَصرِفْه .
[902] «لم تَعْمَ عليه» من عمي يعمى أي : لم
تَخْفَ عليه الامورُ المشتبهة .
[903] النّعْمى - بالضم -
سعة العيش ونعيمه .
[904] العاجِلة : الدنيا،
وسميت مَعْبَراً لانها طريق يُعْبَرُ منها
إلى الاخرة، وهي الاجلة .
[905] «بَادَرَ من وَجَل» : أي : سبق إلى خير
الاعمال خوفاً من لقاء الاهوال .
[906] أكْمَشَ : أسرع،
ومثله انكمش، وكَمّشْتُهُ تكميشاً :
أعْجَلْتُهُ، والمراد جِدّ السير في مُهْلة
الحياة .
[907] القُدُم - بضمتين -
المضيّ إلى أمام، أي مضى متقدماً .
[908] «حَجِيجاً وخصيماً»
أي : مُقْنِعاً لمن خالفه بأنه قد جلب الهلاكَ
على نفسه .
[909] النّجِيّ : من
تحادثه سراً .
[910] «وَعَدَ فَمَنّى»
أي : صَوّر الاماني كذباً .
[911] اسْتَدْرَج
قرينَتَه : القرينه : النفس التي يقارنها
الشيطان بالوسوسة . واستدرجها : أنزلها من
درجة الرّشد إلى درجته من الضلالة .
[912] اسْتَغْلَق رَهينتَه : جعله بحيث لا
يمكن تخليصه .
[913] « أنْكَرَ مازَيّنَ» : تبرأ الشيطان
ممن أغواه .
[914] شُغُف الاسْتَار :
جمع شَغاف - مثل سَحاب وسُحُب - وهو في الاصل
غلاف القلب، استعارة لِلْمَشِيمَة .
[915] دِهاقاً :
متتابعاً، «دهقها» صبّها بقوة . وقد تفسر
الدّهاق بالممتلئة أي : ممتلئة من جراثيم
الحياة .
[916] «عَلَقَةً مِحاقاً ومُحاقاً» أي :
خَفِيَ فيها ومُحِقَ كلّ شكل وصورة .
[917] الجَنين : الولد بعد تصويره مادام في
بطن أُمه .
[918] اليافع : الغلام رَاهَقَ العشرين .
[919] «استوى مثالُه» أي
: بلغت قامته حدّ ما قُدّرَ لها من النماء .
[920] «خَبَطَ سادِراً» : خَبَطَ البعيرُ :
إذا ضرب بيديه الارض لا يَتَوَقّى شيئاً،
والسادر : المتحيّر والذي لا يهتم ولا يبالي
ماصنع .
[921] مَتَحَ الماءَ :
نزعه وهو في أعلى البئر . والماتح : الذي ينزل
البئر إذا قلّ ماؤها فيملا الدلو . والغَرْبُ :
الدّلْوُ العظيمة .
[922] الكَدْح : شدة السعي .
[923] بَدَوَاتِ : جمع
بَدْأة وهي ما بدا من الرأي ، والاَرَب : -
بفتحتين - الحاجة ، أي ذاهباً فيما يبدو من
رغائبه وحاجته .
[924] «لا يَحْتَسِبُ رَزِيّة» أي : لا
يظنها، ولا يفكر في وقوعها .
[925] لا يخشع من التّقِيّة : أي الخوف من
الله تعالى .
[926] غَريراً -
برَائَيْنِ مهملتين - أي مغروراً .
[927] «عاش في هَفْوَته...» عاش في أخطائه
وخطيئاته الناشئة عن الخطأ في تقدير العواقب .
[928] لم يُفِدْ : أي : لم يستفد ثواباً ولم
يكتسب .
[929] دَهِمته :
غَشِيَتْهُ .
[930] غُبّر جِماحه : بقايا تَعَنّته على
الحق .
[931] السَّنَن : الطريقة ، والمِراح :
شدَّة الفَرَح والنشاط .
[932] «ظلّ سادراً» أي
حائراً بَدأ به المرض كأنَّه سكران .
[933] اللادِمة: الضاربة.
[934] الغَمْرة : الشدة تحيط بالعقل
والحواس، والكارثة القاطعة للامال .
[935] الانّة - بفتح
فتشديد - الواحدة من الانّ أي التوجّع .
[936] «جَذْبَة مُكْرِبة» أي : جذبات
الانفاس عند الاحتضار .
[937] السّوْقَة : من ساق المريض نفسه عند
الموت سَوْقاً وسِياقاً; وسِيقَ - على المجهول
- أسرع في نزع الروح .
[938] أبْلَس يُبْلِسُ ;
فهو مُبْلِس : الذي ييأس من رحمة الله ، ومنه
سُمّيَ ابليس .
[939] «سَلِساً» أي : سهلاً لعدم قدرته
على الممانعة .
[940] الرّجِيع من
الدواب : ما رجع به من سفر إلى سفر فَكَلّ;
والوَصَب التعب .
[941] نِضو - بكسر النون - : مهزول .
[942] الحَفَدَة هنا : الاعوان .
[943] الحشَدَة : المسارعون في التعاون .
[944] مُنْقَطَع
الزّوْرَة : القبر حيث لا يُزَارُ .
[945] بَهْتَةُ السؤال :
حَيْرَتُهُ .
[946] العَثْرة : السّقْطة .
[947] الحمِيم : في الاصل
: الماء الحار .
[948] التصلية : الاحراق . والمراد هنا دخول
جهنم .
[949] السّوْرة : الشدة;
والزفير : صوت النار عند توقّدها .
[950] الفَتْرة : السكون; أي لا يَفْتُرُ
العذاب حتى يستريح المعذّب من الالم .
[951] دَعَة - راحة - «مُزيحة» تزيح ما
أصابه من التعب .
[952] ناجزة : حاضرة .
[953] السّنَة - بالكسر - والتخفيف - أوائل
النوم .
[954] «أطوار المَوْتات»
: كلّ نَوْبة من نُوَب العذاب، كأنها موت
لشدّتها . وأطوار هذه الموتات : ألوانها،
وأنواعها .
[955] «عُمّرُوا
فَنَعِمُوا» : عاشوا فتنعموا .
[956] الُموَرّطة :
اُلمهْلكة .
[957] مَنَاص : ملجأ
ومفرّ .
[958] «مَحَار» أي : مرجع
إلى الدنيا بعد فراقها .
[959] تُوْفَكُون : تُقْلَبُون، أي
تنقلبون .
[960] القِيد : - بكسر
القاف - المقدار، والقيد - بكسر القاف وفتحها -
القامة، والمراد مضجعه من القبر لانه بمقدار
قامة الانسان .
[961] متعفّراً : قد لازم العَفَر أي
التراب .
[962] الخِناق: الحبل الذي يُخْنَقُ به،
وإهماله: عدم شدّهِ على العنق مدى الحياة.
[963] الفَيْنة - بالفتح -
الحال والساعة والوقت.
[964] باحَةُ الدار : ساحتها .
[965] أُنـُف - بضمتين -
مستأنف . واَلمشِيّة : بتسهيل الهمزة وتشديد
الياء، أي المشيئة والارادة .
[966] الحَوْبة : الحاجة والارَب;
وانفساحها : سَعَتُها .
[967] الضّنْك : الشدة .
[968] الرّوْع : الخوف .
[969] الزّهُوق : الاضمحلال .
[970] الغائب المنتظر :
الموت .