ومن خطبة له عليه السلام
تعرف بخطبة الاشباح
[1063] وهي من جلائل خطبهعليه السلام
روى مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن
محّمد8 أنّه قال: خطب أمير المؤمنين عليه
السلام بهذه الخطبة على منبر الكوفة ،
وذلك أن رجلاً أتاه فقال له: يا أمير المؤمنين
صف لنا ربّنا مثلما نراه عياناً لنزداد له
حباً وبه معرفة ، فغضب ونادى: الصلاة جامعة ،
فاجتمع الناس حتى غصّ المسجد بأهله ، فصعد
المنبر وهو مغضب متغير اللون ، فحمد الله
وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله
وسلم ، ثمّ قال:
وصف الله تعالى
الْحَمْدُ لله الَّذِي لاَ يَفِرُهُالْمَنْعُ وَالْجُمُودُ [1064] ، وَلاَ يُكْدِيهِ [1065]
الاِْعْطَاءُ وَالْجُودُ ; إِذْ كُلُّ
مُعْط مُنْتَقَصٌ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَانِع
مَذْمُومٌ مَا خَلاَهُ ; وَهُوَ الْمَنَّانُ
بِفَوَائِدِ النِّعَمِ ، وَعَوائِدِ
المْزَيِدِ وَالْقِسَمِ ; عِيَالُهُ
الْخَلاَئِقُ ، ضَمِنَ أَرْزَاقَهُمْ ،
وَقَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ ، وَنَهَجَ سَبِيلَ
الرَّاغِبِينَ إِلَيْهِ ، وَالطَّالِبِينَ
مَا لَدَيْهِ ، وَلَيْسَ بِمَا سُئِلَ
بِأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ يُسْأَلْ .
الاَوَّلُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْلٌ
فَيَكُونَ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَالاخِرُ
الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَعْدٌ فَيَكُونَ
شَيْءٌ بَعْدَهُ ، وَالرَّادِعُ
أَنَاسِيَّ الاَْبْصَارِ عَنْ أَنْ
تَنَالَهُ أَوْ تُدْرِكَهُ [1066] ، مَا اخْتَلَفَ
عَلَيْهِ دَهْرٌ فَيَخْتَلِفَ مِنْهُ
الحَالُ ، وَلاَ كَانَ فِي مَكَان
فَيَجُوزَ عَلَيْهِ الاِنْتِقَالُ . وَلَوْ
وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ [1067] عَنْهُ مَعَادِنُ
الْجِبَالِ ، وَضَحِكَتْ [1068] عَنْهُ
أَصْدَافُ الْبِحَارِ ، مِنْ فِلِزِّ
اللُّجَيْنِ وَالْعِقْيَانِ [1069] ،
وَنُثَارَةِ الدُّرِّ [1070] وَحَصِيدِ
الْمَرْجَانِ [1071] ، مَا أَثَّرَ
ذلِكَ فِي جُودِهِ ، وَلاَ أَنْفَدَ سَعَةَ
مَا عِنْدَهُ ، وَلَكَانَ عِنْدَهُ مِنْ
ذَخَائِرِ الانْعَامِ مَا لاَتُنْفِدُهُ [1072]
مَطَالِبُ الاَنَامِ ، لاَِنَّهُ الْجَوَادُ
الَّذِي لاَ يَغِيضُهُ [1073] سُؤَالُ
السَّائِلِينَ، وَلاَ يُبْخِلُهُ [1074]
إِلْحَاحُ المُلِحِّينَ.
صفاته تعالى في القرآن
فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ :فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ
صِفَتِهِ فَأتَمَّ بِهِ [1075] وَاسْتَضِىءْ
بِنُورِ هِدَايَتِهِ ، وَمَا كَلَّفَكَ
الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي
الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ ، وَلاَ فِي
سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ ،
فَكِلْ [1076] عِلْمَهُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ
، فَإِنَّ ذلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ
عَلَيْكَ . وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِينَ
فِي الْعِلْمِ هُمُ الَّذِينَ أَغْنَاهُمْ
عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ [1077]
الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُيُوبِ ،
الاِْقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا
تَفْسِيرَهُ مِنَ الْغيْبِ الَْمحْجُوبِ ،
فَمَدَحَ اللهُ اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ
عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ
عِلْماً ، وَسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ
فِيَما لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ
كُنْهِهِ رُسُوخاً ، فَاقْتَصِرْ عَلَى
ذلِكَ ، وَلاَ تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللهِ
سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ
فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ . هُوَ
الْقَادِرُ الَّذِي إِذَا ارْتَمَتِ
الاَوْهَامُ [1078] لِتُدْرِكَ
مُنْقَطَعَ [1079] قُدْرَتِهِ .
وَحَاوَلَ الْفِكْرُ الْمُبَرَّأُ [1080] مِنْ
خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ أَنْ يَقَعَ
عَلَيْهِ فِي عَمِيقَاتِ غُيُوبِ
مَلَكُوتِهِ ، وَتَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ
إِلَيْهِ [1081] ، لِتَجْرِيَ فِي
كَيْفِيَّةِ صِفَاتِهِ ، وَغَمَضَتْ [1082]
مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِى حَيْثُ لاَ
تَبْلُغُهُ الصِّفَاتُ لِتَنَاوُلِ ) لِتَنال(
عِلْمِ ذَاتِهِ ، رَدَعَهَا [1083] وَهِيَ
تَجُوبُ مَهَاوِيَ [1084] سُدَفِ [1085]
الْغُيُوبِ ، مُتَخَلِّصَةً إِلَيْهِ ـ
سُبْحَانَهُ ـ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ [1086] مُعْتَرِفَةً
بِأَنَّهُ لاَ يُنَالُ بِجَوْرِ
الاِعْتِسَافِ [1087] كُنْهُ
مَعْرِفَتِهِ ، وَلاَ تَخْطُرُ بِبَالِ
أُولِي الرَّوِيَّاتِ [1088] خَاطِرَةٌ مِنْ
تَقْدِيرِ جَلاَلِ عِزَّتِهِ . الَّذِي
ابْتَدَعَ الْخَلْقَ [1089] عَلَى غَيْرِ
مِثَال امْتَثَلَهُ [1090] ، وَلاَ مِقْدَار
احْتَذَى عَلَيْهِ [1091] ، مِنْ خَالِق
مَعْبُود ) معهود (كَانَ قَبْلَهُ ،
وَأَرَانَا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ ،
وَعَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثَارُ
حِكْمَتِهِ ، وَاعْتِرَافِ الْحَاجَةِ مِنَ
الْخَلْقِ إ لَى أَنْ يُقِيمَهَا
بِمِسَاكِ [1092] قُوَّتِهِ ، مَا
دَلَّنا بِاضْطِرَارِ قِيَامِ الْحُجَّةِ
لَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ ، فَظَهَرَتِ ) وظهرت(
الْبَدَائِعُ الَّتِي أَحْدَثَهَا آثَارُ
صَنْعَتِهِ ، وَأَعْلاَمُ حِكْمَتِهِ ،
فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ
وَدَلِيلاً عَلَيْهِ ; وَإِنْ كَانَ خَلْقاً
صَامِتاً ، فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ
نَاطِقَةٌ ، وَدَلاَلَتُهُ عَلَى
الْمُبْدِعِ قَائِمَةٌ .
فَأَشْهَدُ ) وأشهد( أَنَّ مَنْ
شَبَّهَكَ بِتَبَايُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِكَ ،
وَتَلاَحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ [1093]
الُْمحْتَجِبَةِ [1094] لِتَدْبِيرِ
حِكْمَتِكَ ، لَمْ يَعْقِدْ غَيْبَ
ضَمِيرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِكَ ، وَلَمْ
يُبَاشِرْ قَلْبَهُ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ
لاَ نِدَّ لَكَ ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ
تَبَرُّءُ التَّابِعِينَ مِنَ
الْمَتْبُوعِينَ إِذْ يَقُولُونَ : (تَاللهِ
إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَل مُبِين إِذْ
نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [1095]
! كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِكَ [1096] ،
إِذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ ،
وَنَحَلُوكَ حِلْيَةَ [1097] الْمَخْلُوقِينَ
بِأَوْهَامِهمْ ، وَجَزَّؤوكَ تَجْزِئَةَ
الْمُجَسَّمَاتِ بِخَوَاطِرِهِمْ ،
وَقَدَّرُوكَ [1098] عَلَى
الْخِلْقَةِ الُمخْتَلِفَةِ الْقُوَى ،
بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاكَ
بِشَيْء مِنْ خَلْقِكَ فَقَدْ عَدَلَ بِكَ ،
وَالْعَادِلُ بِكَ كَافِرٌ بِمَا
تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْكَمَاتُ آيَاتِكَ ،
وَنَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ
بَيِّنَاتِكَ ، وَانَّكَ أَنْتَ اللهُ
الَّذِي لَمْ تَتَنَاهَ فِي الْعُقُولِ ،
فَتَكُونَ في مَهَبِّ فِكْرِهَا مُكَيَّفاً [1099]
، وَلاَ فِي رَوِيَّاتِ خَوَاطِرِهَا
فَتَكُونَ مَحْدُوداً مُصَرَّفاً [1100] .
ومنها : قَدَّرَ مَا خَلَقَ
فَأَحْكَمَ تَقْدِيرَهُ ، وَدَبَّرَهُ
فَأَلْطَفَ تَدْبِيرَهُ ، وَوَجَّهَهُ
لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ يَتَعَدَّ حُدُودَ
مَنْزِلَتِهِ ، وَلَمْ يَقْصُرْ دُونَ
الاِْنْتِهَاءِ إِلى غَايَتِهِ ، وَلَمْ
يَسْتَصْعِبْ [1101] إِذْ أُمِرَ
بِالْمُضِيِّ عَلَى إِرَادَتِهِ ، فَكَيْفَ
وَإِنَّمَا صَدَرَتِ الامُورُ عَنْ
مَشِيئَتِهِ ؟ الْمُنْشِىءُ أَصْنَافَ
الاَْشْيَاءِ بِلاَ رَوِيَّةِ فِكْر آلَ
إِلَيْهَا ، وَلاَ قَريحَةِ غَرِيزَة [1102]
أَضْمَرَ عَلَيْهَا ، وَلاَ تَجْرِبَة
أَفَادَهَا [1103] مِنْ حَوَادِثِ
الدُّهُورِ ، وَلاَ شَرِيك أَعَانَهُ عَلَى
ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الاُْمورِ ، فَتَمَّ
خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ ، وَأَذْعَنَ
لِطَاعَتِهِ ، وَأَجَابَ إِلى دَعْوَتِهِ
، لَم يَعْتَرِضْ دُونَهُ رَيْثُ
الْمُبْطِىءِ [1104] ، وَلاَ أَنَاةُ
الْمُتَلَكِّىءِ [1105] ، فَأَقَامَ مِنَ
الاَْشْيَاءِ أَوَدَهَا [1106] ، وَنَهَجَ [1107]
حُدُودَهَا ، وَلاَءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَيْنَ
مُتَضَادِّهَا ، وَوَصَلَ أَسْبَابَ
قَرَائِنِهَا [1108] ، وَفَرَّقَهَا
أَجْنَاساً مُخْتَلِفَات فِي الْحُدُودِ
وَالاَْقْدَارِ ، وَالْغرَائِزِ [1109]
وَالْهَيْئَاتِ ، بَدَايَا [1110]
خَلاَئِقَ أَحْكَمَ صُنْعَهَا ، وَفَطَرَهَا
عَلَى مَا أَرَادَ وَابْتَدَعَهَا !
ومنها في صفة السماء
وَنَظَمَ بِلاَ تَعْلِيق رَهَوَاتِفُرَجِهَا [1111] ، وَلاَحَمَ
صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا [1112] ، وَوَشَّجَ
بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَزْوَاجِهِا [1113] ،
وَذَلَّلَ لِلْهَابِطِينَ [1114]
بِأَمْرِهِ ، وَالصَّاعِدِينَ بِأَعْمَالِ
خَلْقِهِ ، حُزُونَةَ [1115] مِعْرَاجِهَا ،
وَنَادَاهَا بَعْدَ إِذْ هِيَ دُخَانٌ ،
فَالْتَحَمَتْ عُرَى أَشْرَاجِهَا [1116]
وَفَتَقَ بَعْدَ الاِرْتِتَاقِ صَوَامِتَ [1117]
أَبْوَابِهَا ، وَأَقَامَ رَصَداً [1118] مِنَ
الشُّهُبِ الثَّوَاقِبِ [1119] عَلَى نِقَابِهَا [1120]
، وَأَمْسَكَهَا مِنْ أَنْ تَمُورَ [1121] فِي
خَرْقِ الْهَوَاءِ بِأَيْدِهِ [1122] ،
وَأَمَرَهَا أَنْ تَقِفَ مُسْتَسْلِمَةً
لاَِمْرِهِ ، وَجَعَلَ شَمْسَهَا آيَةً
مُبْصِرَةً [1123] لِنَهَارِهَا ،
وَقَمَرَهَا آيَةً مَمْحُوَّةً [1124] مِنْ
لَيْلِهَا ، وَأَجْرَاهُمَا فِي مَنَاقِلِ [1125]
مَجْرَاهُمَا ، وَقَدَّرَ سَيْرَهُمَا
فِي مَدَارِجِ دَرَجِهِمَا ، لُِيمَيِّزَ
بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِهِمَا ،
وَلِيُعْلَمَ عَدَدُ السِّنِينَ
والْحِسَابُ بِمَقَادِيرِهِمَا ، ثُمَّ
عَلَّقَ فِي جَوِّهَا فَلَكَهَا [1126] ،
وَنَاطَ [1127] بِهَا زِينَتَهَا ، مِنْ
خَفِيَّاتِ دَرَارِيِّهَا [1128] ،
وَمَصَابِيحِ كَوَاكِبِهَا ، وَرَمَى
مُسْتَرِقِي السَّمْعِ بِثَوَاقِبِ
شُهُبِهَا ، وَأَجْرَاها عَلَى أَذْلاَلِ [1129]
تَسْخِيرِهَا مِنْ ثَبَاتِ ثَابِتِهَا ،
وَمَسِيرِ سَائِرِهَا ، وهُبُوطِهَا
وَصُعُودِهَا ، وَنُحُوسِهَا وَسُعُودِهَا.
ومنها في
صفة الملائكة
ثُمَّ خَلَقَ سُبْحَانَهُلاِِسْكَانِ سَموَاتِهِ ، وَعِمَارَةِ
الصَّفِيحِ [1130] الاَعْلَى مِنْ
مَلَكُوتِهِ ، خَلْقاً بَدِيعاً مِنْ
مَلاَئِكَتِهِ ، وَمَلاََ بهِمْ فُرُوجَ
فِجَاجِهَا ، وَحَشَا بِهمْ فُتُوقَ
أَجْوَائِها [1131] ، وَبَيْنَ
فَجَوَاتِ تِلْكَ الْفُرُوجِ زَجَلُ [1132]
الْمُسَبِّحِينَ مِنْهُمْ فِي حَظَائِرِ [1133]
القُدْسِ [1134] ، وَسُتُرَاتِ [1135]
الْحُجُبِ ، وَسُرَادِقَاتِ [1136] المجْدِ
، وَوَرَاءَ ذلِكَ الرَّجِيجِ [1137] الَّذِي
تَسْتَكُّ [1138] مِنْهُ
الاَْسْمَاعُ سُبُحَاتُ [1139] نُور تَرْدَعُ
الاَْبْصَارَ عَنْ بُلُوغِهَا ، فَتَقِفُ
خَاسِئَةً [1140] عَلَى حُدُودِهَا
. وَأَنْشَأَهُمْ عَلَى صُوَر مُخْتَلِفَات ،
وَأَقْدَار مُتَفَاوِتَات، أُولِي
أَجْنِحَة تُسَبِّحُ جَلاَلَ عِزَّتِهِ ،
لاَ يَنْتَحِلُونَ مَا ظَهَرَ فِي الْخَلْقِ
مِنْ صُنْعِهِ ، وَلاَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ
يَخْلُقُونَ شَيْئاً مَعَهُ مِمَّا
انْفَرَدَ بِهِ ، (بَلْ عِبَادٌ
مُكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ) [1141]
جَعَلَهُمُ الله فِيَما هُنَالِكَ أَهْلَ
الاَْمَانَةِ عَلَى وَحْيِهِ ،
وَحَمَّلَهُمْ إِلى الْمُرْسَلِينَ
وَدَائِعَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ،
وَعَصَمَهُمْ مِنْ رَيْبِ الشُّبُهَاتِ ،
فَمَا مِنْهُمْ زَائِغٌ عَنْ سَبِيلِ
مَرْضَاتِهِ . وَأَمَدَّهُمْ بِفَوَائِدِ
المَعُونَةِ ، وَأَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ
تَوَاضُعَإِخْبَاتِ [1142] السَّكِينَةِ ،
وَفَتَحَ لَهُمْ أَبْوَاباً ذُلُلاً [1143]
إِلى تَمَاجِيدِهِ ، وَنَصَبَ لَهُمْ
مَنَاراً [1144] وَاضِحَةً عَلَى
أَعْلاَمِ [1145] تَوْحِيدِهِ ،
لَمْ تُثْقِلْهُمْ مَوصِرَاتُ الاثَامِ [1146]
وَلَمْ تَرْتَحِلْهُمْ [1147] عُقَبُ [1148]
اللَّيَالِي وَالاَْيَّام ، وَلَمْ تَرْمِ
الشُّكُوكُ بِنَوَازِغِهَا [1149]
عَزِيمَةَ إِيمَانِهمْ ، وَلَمْ تَعْتَرِكِ
الظُّنُونُ عَلَى مَعَاقِدِ [1150]
يَقِينِهمْ ، وَلاَ قَدَحَتْ قَادِحَةُ
الاِْحَنِ [1151] فِيما بَيْنَهُمْ
، وَلاَ سَلَبَتْهُمُ الْحَيْرَةُ مَا لاَقَ [1152]
مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمَائِرِهمْ ، وَمَا
سَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَهَيْبَةِ
جَلاَلَتِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهمْ ،
وَلَمْ تَطْمَعْ فِيهِمُ الْوَسَاوِسُ
فَتَقْتَرِعَ [1153] بِرَيْنِهَا [1154]
عَلى فِكْرِهمْ . وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ في
خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ [1155] ، وَفي
عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ ، وَفي
قَتْرَةِ [1156] الظَّـلاَمِ
الاَْيْهَمِ [1157] ، وَمِنْهُمْ مَنْ
قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ
الاَْرْض السُّفْلَى ، فَهِيَ كَرَايَات
بِيض قَدْ نَفَذَتْ فِي مَخَارِقِ [1158]
الْهَوَاءِ ، وَتَحْتَهَا رِيحٌ هَفَّافَةٌ [1159]
تَحْبِسُهَا عَلَى حَيْثُ انْتَهَتْ مِنَ
الْحُدُودِ الْمُتَنَاهِيَةِ ، قَدِ
اسْتَفْرَغَتْهُمْ [1160] أَشْغَالُ
عِبَادَتِهِ ، وَوَصَلَتْ حَقَائِقُ
الاِْيمَانِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
مَعْرِفَتِهِ ، وَقَطَعَهُمُ الاِْيقَانُ
بِهِ إِلى الْوَلَهِ [1161] إِليْهِ ، وَلَمْ
تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلى
مَا عِنْدَ غَيْرِهِ . قَدْ ذَاقُوا
حَلاَوَةَ مَعْرِفَتِهِ ، وَشَرِبُوا
بِالْكَأْس الرَّوِيَّةِ [1162] مِنْ
مَحَبَّتِهِ ، وَتَمَكَّنَتْ مَنْ
سُوَيْدَاءِ [1163] قُلُوبِهمْ
وَشِيجَةُ [1164] خِيفَتِهِ ،
فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَةِ اعْتِدَالَ
ظُهُورِهمْ ، وَلَمْ يُنْفِدْ [1165] طُولُ
الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ مَادَّةَ
تَضَرُّعِهِمْ ، وَلاَ أَطْلَقَ عَنْهُمْ
عَظِيمُ الزُّلْفَةِ رِبَقَ [1166]
خُشُوعِهمْ ، وَلَمْ يَتَوَلَّهُمُ
الاِْعْجَابُ فَيَسْتَكْثِرُوا مَا سَلَفَ
مِنْهُمْ ، وَلاَ تَرَكَتْ لَهُمُ
اسْتِكَانَةُ [1167] الاِْجْلاَلِ
نَصِيباً فِي تَعْظِيمِ حَسَنَاتِهمْ ،
وَلَمْ تَجْرِ الْفَتَرَاتُ فِيهِمْ عَلَى
طُولِ دُؤُوبِهِمْ [1168] ، وَلَمْ تَغِضْ [1169]
رَغَبَاتُهُمْ فَيُخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ
رَبِّهِمْ ، وَلَمْ تَجِفَّ لِطُولِ
الْمُنَاجَاةِ أَسَلاَتُ [1170]
أَلْسِنَتِهمْ ، وَلاَ مَلَكَتْهُمُ
الاَْشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْس الْجُؤَارِ [1171]
إِلَيْهِ أَصْوَاتُهُمْ ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ
فِي مَقَاوِمِ [1172] الطَّاعَةِ
مَنَاكِبُهُمْ ، وَلَمْ يَثْنُوا إِلَى
رَاحَةِ التَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ
رِقَابَهُمْ ، وَلاَ تَعْدُوا [1173] عَلَى
عَزِيمَةِ جِدِّهِم بَلاَدَةُ الْغَفَلاَتِ
، وَلاَ تَنْتَضِلُ فِي هِمَمِهِمْ
خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ [1174] . قَدِْ
اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْش ذَخِيرَةً لِيَوْمِ
فَاقَتِهمْ [1175] ، وَيَمَّمُوهُ [1176]
عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلى
الَمخْلُوقِينَ بِرَغْبَتِهمْ ، لاَ
يَقْطَعُونَ أَمَدَ غَايَةِ عِبَادَتِهِ ،
وَلاَ يَرْجِعُ بِهمُ الاِسْتِهْتَارُ [1177]
بِلُزُومِ طَاعَتِهِ ، إِلاَّ إِلَى
مَوَادَّ [1178] مِنْ قُلُوبِهمْ
غَيْرِ مُنْقَطِعَة مِنْ رَجَائِهِ
وَمَخَافَتِهِ ، لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ
الشَّفَقَةِ [1179] مِنْهُمْ ،
فَيَنُوا [1180] في جِدِّهِمْ ،
وَلَمْ تَأْسِرْهُمُ الاَْطْمَاعُ
فَيُؤْثِرُوا وَشِيكَ السَّعْيِ [1181] عَلَى
اجْتِهَادِهِمْ . لَمْ يَسْتَعْظِمُوا مَا
مَضَى مِنْ أَعْمَالِهِمْ ، وَلَوِ
اسْتَعْظَمُوا ذلِكَ لَنَسَخَ الرَّجَاءُ
مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ [1182] ،
وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي رَبِّهمْ
بِاسْتِحْواذِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ .
وَلَمْ يُفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ ،
وَلاَ تَوَلاَّهُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ ،
وَلاَ تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرِّيَبِ [1183] ،
وَلاَ اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْيَافُ [1184]
الْهِمَمِ ، فَهُمْ أُسَرَاءُ إِيمَان
لَمْ يَفُكَّهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَيَغٌ
وَلاَ عُدُولٌ وَلاَ وَنىً [1185] وَلاَ
فُتُورٌ ، وَلَيْسَ في أَطْبَاقِ السَّمَاءِ
مَوْضِعُ إِهَاب [1186] إِلاَّ
وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ ، أَوْ سَاع
حَافِدٌ [1187] ، يَزْدَادُونَ
عَلَى طُولِ الطَّاعَةِ بِرَبِّهمْ عِلْماً
، وَتَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِي
قُلُوبِهِمْ عِظَماً .[1063] الاشباح : الاشخاص،
والمراد بهم ها هنا الملائكة.
[1064] يَفِرُهُ المنعُ :
يزيد في ماله. وهو من وَفَرَ وُفُوراً.
[1065]
يُكْدِيه : يُفْقِره ويُنْفِذُ خزائنه.
[1066] أناسيّ : جمع
إنسان، وإنسان البصر : هو ما يرى وسط الحدقة
ممتازاً عنها في لونها.
[1067] تَنَفّس المعادن :
كناية عن انغلاقها عن الجواهر.
[1068] ضحك الاصداف :
كناية عن انفتاحها عن الدّرّ وتشققها.
[1069]
الفِلِزّ ـ بكسر الفاء واللام ـ : الجوهر
النفيس، واللّجَيْن : الفضة الخالصة،
والعِقْيان : ذهب ينمو في معدنه.
[1070] نُثَارة الدرّ ـ
بالضم ـ : مَنْثُورُه.
[1071]
حَصِيد المَرْجان : محصوده، يشير إلى أن
المرجان نبات.
[1072] أنفده : بمعنى
أفناه، ونَفِدَ ـ كفرح ـ أي فَنِيَ.
[1073] يَغِيض ـ بفتح حرف
المضارعة ـ : من «غاض» المتعدي يقال : غاض
الماء لازماً، وغاضه ا لله متعدياً. ويقال :
أغاضه أيضاً، وكلاهما بمعنى أنقصه وأذهب ما
عنده.
[1074]
يُبْخِلُهُ بالتخفيف : من«أبخلت فلاناً»
وَجَدْته بخيلاً .
[1075] «ائْتَمّ به» أي :
اتبعه فصفْه كما وصفه اقتداء به.
[1076] كل علمه : فَوّضْ
علمه.
[1077] السَّدَد : جمع
سدة، وهي الرتاج.
[1078] ارتَمَتِ الاوهام
: ذهبت أمام الافكار كالطليعة لها.
[1079]
مُنْقَطَع الشيء : ما اليه ينتهي.
[1080]
المبَرّأ : المجرد.
[1081] تَوَلّهَت القلوب
اليه : اشتد عشقها حتى أصابها الوَلَهُ ـ وهو
الحَيْرة ـ وقوي ميلها لمعرفة كنهه.
[1082]
غمضت : خفيت طرق الفكر ودقت، وبلغت في الخفاء
والدقة حداً لا يبلغه الوصف.
[1083] رَدَعَها : رَدّها.
[1084] المَهَاوي:
اَلمهَالِك.
[1085]
السّدَف - بضم ففتح ـ : جمع سدفة، وهي القطعة من
الليل المظلم.
[1086]
جُبِهَت ـ بالبناء للمجهول ـ : ضُرِبَتْ
جَبْهَتُها : والمراد عادت خائبة.
[1087] الجَوْر : العدول
عن الطريق، والاعتساف : السلوك على غير جادّة.
[1088] الرّوِيّات: جمع
رَوِيّة، وهي الفكر.
[1089]
ابتدعَ الخلقَ : أوجده من العدم المحض على غير
مثال سابق.
[1090] امتَثَلَهُ :
حاذاه وحاكاه.
[1091]
«لامقدار سابق احتَذَى عليه» : قاس وطبق عليه.
[1092] المِسَاك ـ بكسر
الميم ـ : ما يمسك الشيء كالمِلاك ما به يملك.
[1093] الحِقاق : جمع
حُقّة ـ بضم الحاء ـ وهو رأس العظم عند
المَفْصِل.
[1094]
احتجاب المفاصل : استتارها باللحم والجلد.
[1095] الشعراء : 97 ، 98 .
[1096]
العادلون بك : الذين عدلوا بك غيرك، أي سوّوْه
بك وشبّهوك به.
[1097] نَحَلُوكَ:
أعطَوْك، وحِلْية المخلوقين: صفاتهم الخاصة
بهم من الجسمانية وما يتبعها.
[1098] قَدّرُوك : قاسوك.
[1099] مُكَيّفاً : ذا
كيفية مخصوصة.
[1100] «مُصَرّفاً» أي
تُصَرّفُكَ العقولُ بأفهامها في حدودك.
[1101] اسْتَصْعَبَ
الركوبُ : لم يَنْقَدْ في السير لراكبه.
[1102] غريزة : طبيعة
ومزاج، أي ليس له مزاج كما للمخلوقات الحساسة
فينبعث عنه إلى الفعل، بل هو انفعال بما له
بمقتضى ذاته، لا بأمر عارض.
[1103]
أفادها : استفادها.
[1104] الرّيْث : التثاقل
عن الامر.
[1105] الانَاة : تُؤدَة
يمازجها رَوِيّة في اختيار العمل وتركه.
والمتلكىء : المتعلل.
[1106]
أودَها : اعوجاجها.
[1107]
نَهَجَ : عَيّنَ وَرَسَمَ.
[1108] قرائنها : جمع
قرينة، وهي النفس أي وصل حبال النفوس ـ وهي
عالم النور ـ بالابدان، وهي من عالم الظلمة.
[1109] الغرائز : الطبائع.
[1110]
بَدَايَا : جمع بَدِيء، أي مصنوع.
[1111] رَهَوَات : جمع
رَهْوَة. أي المكان المرتفع. ويقال للمنخفض
أيضاً، فهو من الاضداد. والفُرَج : جمع
فُرْجَة ـ بضم فسكون ـ وهي المكان الخالي.
[1112] لاحَمَ، أي :
ألصقَ، والصّدوع جمع صَدْع، وهو الشّق، أي ما
كان فى الجِرْم الواحد منها من صدْع لَحَمَهُ
سبحانه، وأصلحه فسوّاه.
[1113]
«وَشّجَ» ـ بالتضعيف ـ أي : شَبّك، من «وَشّجَ
مَحْمِلهُ» إذا شبّكه بالاربطة حتى لا يسقط
منه شيء. وأزواجها : أمثالها وقرائنها
من الاجرام الاخرى.
[1114] يريد بالهابطين
والصاعدين الارواح السّفْلِيّة والعُلْوية.
[1115]
الحزُونة : الصّعوبة.
[1116] الاشْرَاج : جمع
شرَج ـ بالتحريك ـ وهي العُرْوة، وهي مقبض
الكُوز والدّلْو وغيرهما، وتسمى مَجَرّة
السماء شرَجاً، تَشبيهاً بشرَج العَيْبة،
وأشار بـإضافة العُرَى للاشراج إلى أن كل جزء
من مادتها عُرْوة للاخر يجذبه إليه ليتماسك
به، فكلٌ ماسك وكلّ ممسوك : فكلّ عُرْوة وله
عُرْوة.
[1117] صَوَامِتُ : أي لا
فراغ فيها.
[1118]
الرّصَد : الحَرَس.
[1119]
الشُّهُب الثواقب : النجوم الشديدة الضياء.
[1120]
النِّقاب : جمع نقب، وهو الخرق.
[1121] تَمُور : تضطرب في
الهواء.
[1122]
«بِأيْدِهِ» : بقوته.
[1123] «مُبْصِرَة» أي:
جعل شمس هذه الاجرام السماوية مضيئةً يبصر
بضوئها مدة النهار كله دائماً.
[1124] مَمْحُوّة : يمحى
ضوؤها في بعض أطراف الليل في أوقات من الشهر،
وفي جميع الليل أياماً منه.
[1125]
مَنَاقِل مَجْرَاها : الاوضاع التي ينقلان
فيها من مَدَارَيْهما .
[1126] فَلَكَهَا : هو
الجسم الذي ارتكزت فيه، وأحاط بها، وفيه
مَدارها.
[1127]
«نَاطَ بها» : عَلِقَ بها وأحاطها.
[1128] دَرَارِيّها :
كواكبها وأقمارها.
[1129] أذْلال ـ على وزن
أقْفال ـ : جمع ذِلّ ـ بالكسر ـ ، وهو مَحَجّة
الطريق.
[1130] الصّفيح : السماء.
[1131] الاجوْاء : جمع جوّ.
[1132]
الزّجَل : رفع الصوت.
[1133] الحَظائر : جمع
حَظِيرة، وهي الموضع يحاط عليه لتأوي اليه
الغنم والابل توقّياً من البرد والريح، وهو
مجاز ها هنا عن المقامات المقدسة للارواح
الطاهرة.
[1134]
القُدُس ـ بضمّتين أو بضم فسكون ـ : الطهر.
[1135]
السّتُرَات : جمع سُتْرة، وهي ما يُسْتَتَرُ
به.
[1136]
السُّرَادِقَات : جمع سُرَادِق، وهو ما
يُمَدّ على صحن البيت فيغطيه.
[1137] الرّجيج : الزلزلة
والاضطراب.
[1138]
«تَسْتَكُّ منه» : تصمّ منه الاذان لشدته.
[1139]
«سُبُحات نور» : طبقات نور، وأصل السّبُحات
الانوار نفسها.
[1140] خاسئة : مدفوعة
مطرودة عن الترامي اليها.
[1141] الانبياء : 26 ، 27 .
[1142] الاخْبات :
الخضوع، والخشوع.
[1143]
ذُلُل : جمع ذَلُول : خلاف الصّعْب.
[1144] مَناراً : جمع
مَنَارة.
[1145]
الاعْلام : مايقام للاهتداء به على أفواه
الطرق ومرتفعات الارض والكلام تمثيل لما أنار
به مداركهم حتى انكشف لهم سر توحيده.
[1146]
مُوصِرات الاثام : مُثْقِلاتها.
[1147] ارْتَحَلَهُ : وضع
عليه الرّحْلَ ليركبه.
[1148]
العُقَب: جمع عقبة وهي النّوْبة.
[1149]
النّوازغ : جمع نازغة من النزغ ، اي :
بمفسِداتها ومُغرياتها .
[1150] مَعَاقِد : جمع
مَعْقِد : مَحَلّ العَقْد، بمعنى الاعتقاد.
[1151] الاحَن : جمع
إحْنة، وهي الحِقد والضغينة.
[1152]
لاَقَ : لَصَقَ.
[1153] تَقْتَرِع ـ
بالقاف المثناة ـ : من الاقتراع بمعنى ضرب
القُرْعة .
[1154]
الرّيْن ـ بفتح الراء ـ : الدّنَس ، وما
يُطْبَعُ على القلب من حُجُب الجهالة .
[1155] الدّلَح ـ بضم
الدال ـ : جمع دَالِح ، وهو :الثقيل بالماء من
السحاب .
[1156]
القَتْرة هنا : الخفاء والبطون ، ومنها قالوا :
أخذه على قَتْرَة ، أي من حيث لا يدري .
[1157]
الايْهم ـ بالياء المثنّاة ـ : الذي لا يهتدى
فيه . ومنه «فلاة يَهْماء» .
[1158] مَخَارق : جمع
مَخْرِق ، أي موضع الخَرْق .
[1159]
ريح هَفّافة : طيّبة ساكنة .
[1160] استفرغتهم :
جعلتهم فارغين من الاشتغال بغيرها .
[1161] الوَلَه : شدة
الشوق .
[1162] الرّوِيّة : التي
تروي وتطفىء العطش .
[1163]
السّوَيْداء : حبّة القلب ومحلّ الروح
الحيواني منه .
[1164] الوَشِيجة: أصلها
عِرْقُ الشجرة أراد منها ها هنا بواعث الخوف
من الله .
[1165]
لم يُنْفِذْ : لم ينقطع ولم يفن مادة
تضرّعهم بسبب طول الرغبة اليه .
[1166] رِبَق : جمع
رِبْقة ـ بالكسر ، والفتح ـ وهي : العُرْوة من
عُرَى الرّبْق ـ بكسر الراء ـ : وهو حبل فيه
عدة عُرى تُرْبَطُ فيه البُهْم .
[1167] الاستكانة : ميل
للسكون من شدة الخوف ، ثم استعملت في الخضوع .
[1168] الدّؤوب : من
دَأبَ في العمل : بالغ في مداومته حتى أجهده .
[1169]
لم تَغِضْ : لم تنقص .
[1170] أسَلَةَ اللسان :
طرفه .
[1171] الهمس : الخفي من
الصوت ، والجُؤار : رفع الصوت بالتضرع .
[1172]
المَقَاوِم : جمع مَقام ، والمراد الصفوف .
[1173] لا تَعْدُو على
عزيمة : لا تَسْطو عليها .
[1174] انْتَضَلَتِ
الابل : رمت بأيديها في السير مسرعة . وخدائع
الشهوات للنفس ما تزيّنه لها ، أي : لم تسلك
خدائع الشهوات طريقاً في هممهم .
[1175] فاقَتهم : حاجتهم .
[1176]
يَمّمُوه : قصدوه بالرغبة والرجاء عندما
انقطع الخَلْق سواهم إلى المخلوقين .
[1177] الاستهتار :
التولّع .
[1178]
مواد : جمع مادّة ، أصلها من«مدّ البحر» إذا
زاد ، وكل ما أعنت به غيرك فهو مادّة .
[1179] الشفقة هنا :
الخوف .
[1180]
يَنُوا : من وَنى يَنِي إذا تأنّى .
[1181] وشيك السعي :
مقاربه وهيّنه .
[1182] الشفقات : تارات
الخوف وأطواره . والوجل : الخوف أيضاً .
[1183] تشعبتهم : فرقتهم
صروف الريب : جمع ريبة ، وهي ما لا تكون النفس
على ثقة من موافقته للحق .
[1184] الاخْياف : جمع
خَيْف ـ بالفتح ـ وهو في الاصل : ما انحدر عن
سفح الجبل ، والمراد هنا سواقط الهمم .
[1185] الونَى : مصدر وني
ـ كتعب ـ أي : تأنى .
[1186]
الاهاب : جلد الحيوان .
[1187] حافد : خفيف ، سريع
.