ومن كلام له عليه السلام
لمّا أريد على البيعة بعد قتل عثمان
دَعُوني وَالتمِسُوا غَيْرِيفَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ
وُجُوهٌ وَألوَانٌ; لاَ تَقُومُ لَهُ
الْقُلُوبُ ، وَلاَ تَثبُتُ عَلَيْهِ
الْعُقُولُ [1306] . وَإِنَّ الافَاقَ
قَدْ أَغَامَتْ [1307] ، وَالْمَحَجَّةَ [1308] قَدْ
تَنَكَّرَتْ [1309] . وَاعْلَمُوا أنّي
إنْ أَجَبتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا
أَعْلَمُ ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ
الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ ، وَإِنْ
تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ;
وَلَعَلّي أسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ
لِمنْ وَلَّيتُمُوهُ أَمْرَكُمْ ، وَأَنَا
لَكُمْ وَزِيراً ، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي
أَمِيراً !
ومن خطبة له عليه السلام
وفيها ينبِّه أَمير المؤمنين عليهالسلام على فضله وعلمه ويبيّن فتنة بني
امية
أَمَّا بَعْد ، ) حَمْدِ اللهِ
وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ( ، أَيُّهَا النَّاسُ
فَإِنيِّ فَقَأتُ [1310] عَيْنَ
الْفِتْنَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِىءَ) ليجرَءُ(
عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي بَعْدَ أَنْ مَاجَ
غَيْهَبُهَا [1311] ، وَاشْتَدَّ
كَلَبُهَا [1312] . فَاسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ
تَفْقِدُونِي ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْء
فِيَما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّاعَةِ ،
وَلاَ عَنْ فِئَة تَهْدِي مائَة وَتُضِلُّ
مائَة إِلاَّ أَنْبَأتُكُمْ بِنَاعِقِهَا [1313]
وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا ، وَمُنَاخِ [1314]
رِكَابِهَا ، وَمَحَطِّ رِحَالِهَا ، وَمَنْ
يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً ، وَمَنْ
يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً . وَلَوْ قَدْ
فَقَدْتُمُونِي وَنَزَلَتْ بِكُمْ
كَرَائِهُ [1315] الاُْمُورِ ،
وَحَوَازِبُ [1316] الْخُطُوبِ ،
لاََطْرَقَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ ،
وَفَشِلَ كَثِيرٌ مِنَ المَسْؤُولِينَ ،
وَذلِكَ إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ [1317]
، وَشَمَّرَتْ عَنْ سَاق ، وَكانَتِ ) وَضَاقَتِ(
الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ ضِيقاً ،
تَسْتَطِيلُونَ مَعَهُ أَيَّامَ الْبَلاَءِ
عَلَيْكُمْ ، حَتَّى يَفْتَحَ اللّهُ
لِبَقِيَّةِ الاَْبْرَارِ مِنْكُمْ.
إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ
شَبَّهَتْ [1318] ، وَإِذَا
أَدبَرَتْ نَبَّهَتْ; يُنْكَرْنَ مُقْبِلاَت
، وَيُعْرَفْنَ مُدْبِرَات ، يَحُمْنَ
حَوْمَ الرِّيَاحِ ، يُصِبْنَ بَلَداً
وَيُخْطِئْنَ بَلَداً . أَلاَ وَإِنَّ
أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِي عَلَيْكُمْ
فِتْنَةُ بَنِي اُمَيَّةَ ، فإِنَّهَا
فِتْنَةٌ عَمْيَاءٌ مُظلِمَةٌ : عَمَّتْ
خُطَّتُهَا [1319] ، وَخَصَّتْ
بَلِيَّتُهَا ، وَأَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ
أَبْصَرَ فِيهَا ، وَأَخْطَأَ الْبَلاَءُ
مَنْ عَمِيَ عَنْهَا . وَايْمُ اللّهِ
لَتَجِدُنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَكُمْ
أَرْبَابَ سُوْء بَعْدِي ، كَالنَّابِ
الضَّرُوس [1320] : تَعْذِمُ [1321]
بِفِيهَا ، وَتَخْبِطُ بِيَدِهَا ،
وَتَزْبِنُ [1322] بِرِجْلِهَا ،
وَتَمْنَعُ دَرَّهَا [1323] ، لاَ يَزَالُونَ
بِكُمْ حَتَّى لاَ يَتْرُكُوا مِنْكُمْ
إِلاَّ نَافِعاً لَهُمْ ، أَوْ غَيْرَ ضَائِر
بِهِمْ . وَلاَ يَزَالُ بَلاَؤُهُمْ
عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ انْتِصَارُ
أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ كَانْتِصَارِ
الْعَبْدِ مِنْ رَبَّهِ ، وَالصَّاحِبِ مِنْ
مُسْتَصْحِبِهِ ، تَرِدُ عَلَيْكُمْ
فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ [1324] مَخْشِيَّةً [1325]
، وَقِطَعاً جَاهِلِيَّةً ، لَيْسَ
فِيهَا مَنَارُ هُدىً ، وَلاَ عَلَمٌ يُرَى [1326]
.
نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنْهَا
بِمَنْجَاة ، وَلَسْنَا فِيهَا بِدُعَاة ،
ثُمَّ يُفَرِّجُهَا اللّهُ عَنْكُمْ
كَتَفْرِيجِ الاَْدِيمِ [1327] : بِمَنْ
يَسُومُهُمْ خَسْفاً [1328] ، وَيَسُوقُهُمْ
عُنْفاً ، وَيَسْقِيهِمْ بِكَأس مُصَبَّرَة [1329]
لاَ يُعْطِيهِمْ إِلاَّ السَّيْفَ ، وَلاَ
يُحْلِسُهُمْ [1330] إِلاَّ الْخَوْفَ
، فَعِنْدَ ذلِكَ تَوَدُّ قُرَيْشٌ ـ
بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ـ لَوْ
يَرَوْنَنِي مَقَاماً وَاحِداً ، وَلَوْ
قَدْرَ جَزْرِ جَزُور [1331] ، لاَِقْبَلَ
مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْيَوْمَ بَعْضَهُ
فَـلاَ يُعْطُونَنِيْهِ !
ومن خطبة له عليه السلام
في وصف الانبياء وفضل الرسول الكريم صلى اللهعليه واله وسلم وأهل بيته الطاهرين :
فَتَبَارَكَ اللهُ الَّذِي لاَ
يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَلاَ
يَنَالُهُ حَدْسُ الْفِطَنِ ، الاَْوَّلُ
الَّذِي لاَ غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهِيَ ،
وَلاَ آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ .
فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ
مُسْتَوْدَع ، وَأَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ
مُسْتَقَرٍّ ، تَنَاسَخَتْهُمْ [1332]
كَرَائِمُ الاَْصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ
الاَْرْحَامِ; كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ
سَلَفٌ ، قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اللّهِ
خَلَفٌ . حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى مُحَمَّد صلى
الله عليه واله وسلم فَأَخْرَجَهُ
مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً [1333]
، وَأَعَزِّالاَْرُومَاتِ [1334]
مَغْرِساً [1335] ; مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي
صَدَعَ [1336] مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ ،
وَانْتَجَبَ [1337] ) وَانْتَخَبَ(
مِنْهَا أُمَنَاءَهُ . عِتْرَتُهُ خَيْرُ
الْعِتَرِ [1338] ،
وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الاُْسَرِ ،
وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ; نَبَتَتْ
فِي حَرَم; وَبَسَقَتْ [1339] فِي كَرَم; لَهَا
فُرُوعٌ طِوَالٌ وَثَمَرٌ لاَ يُنَالُ ) وثَمَرةٌ
لاتُنال( فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى ،
وَبَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى ، سِرَاجٌ لَمَعَ
ضَوْؤُهُ ، وَشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ
وَزَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ ; سِيرَتُهُ
الْقَصْدُ [1340] ، وَسُنَّتُهُ
الرُّشْدُ ، وَكَلاَمُهُ الْفَصْلُ ،
وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ; أَرْسَلَهُ عَلَى
حِينِ فَتْرَة [1341] مِنَ الرُّسُلِ ،
وَهَفْوَة [1342] عَنِ الْعَمَلِ ،
وَغَبَاوَة مِنَ الاُْمَمِ .
عظة النّاس
اعْمَلُوا ، رَحِمَكُمُ اللهُ ، عَلَىأَعْلاَم [1343] بَيِّنَة ،
فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ [1344] يَدْعُو إِلَى
دَارِ السَّلاَمِ ، وَأَنْتُمْ فِي دَارِ
مُسْتَعْتَب [1345] عَلَى مَهَل
وَفَرَاغ ; وَالصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ ،
وَالاَْقْلاَمُ جَارِيَةٌ ، وَالاَْبْدَانُ
صَحِيحَةٌ ، والاَْلْسُنُ مُطلَقَةٌ ،
وَالتَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ ،
وَالاَْعْمَالُ مَقْبُولَةٌ .
ومن خطبة له عليه السلام
يقرر عليه السلام فضيلة الرسول الاكرمصلى الله عليه واله وسلم
بَعَثَهُ وَالنَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي
حَيْرَة ، وَحَاطِبُونَ [1346] ) خابطون( فِي
فِتْنَة ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ
الاَْهْوَاءُ ، وَاسْتَزَلَّتْهُمُ [1347]
الْكِبْرِيَاءُ ، وَاسْتَخَفَّتْهُمُ [1348]
الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلاَءُ [1349] ;
حَيَارَى فِي زَلْزَال مِنَ الاَْمْرِ ،
وَبَلاَء مِنَ الْجَهْلِ ، فَبَالَغَ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي النَّصِيحَةِ ،
وَمَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ، وَدَعَا إِلَى
الْحِكْمَةِ ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
.
ومن خطبة له عليه السلام
الْحَمْدُ لله الاَْوَّلِ فَـلاَشَيْءَ قَبْلَهُ ، وَالاخِرِ فَـلاَ شَيْءَ
بَعْدَهُ ، وَالظَّاهِرِ فَلاَ شَيْءَ
فَوْقَهُ ، وَالْبَاطِنِ فَـلاَ شَيْءَ
دُونَهُ .
منها
في ذكر الرسولصلى الله عليه واله وسلم
مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ،
وَمَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِت ، فِي
مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، وَمَمَاهِدِ [1350]
السَّلاَمَةِ; قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ
أَفْئِدَةُ الاَْبْرَارِ ، وَثُنِيَتْ
إِلَيْهِ أَزِمَّةُ [1351] الاَْبْصَارِ ،
دَفَنَ اللهُ بِهِ الضَّغَائِنَ [1352] ،
وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ [1353] أَ لَّـفَ
بِهِ إِخْوَاناً ، وَفَرَّقَ بِهِ
أَقْرَاناً ، أَعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ ،
وَأَذَلَّ بِهِ الْعِزَّةَ . كَلاَمُهُ
بَيَانٌ ، وَصَمْتُهُ لِسَانٌ .
ومن خطبة له عليه السلام
وَلَئِنْ أَمْهَلَ ) اللّهُ(الظَّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ ،
وَهُوَ لَهُ بِالمِرْصَادِ [1354] عَلَى
مَجَازِ طَرِيقِهِ ، وَبِمَوْضعِ الشَّجَا [1355]
مِنْ مَسَاغِ رِيقِهِ [1356] . أَمَا وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيَظْهَرَنَّ هؤُلاَءِ
الْقَوْمُ عَلَيْكُمْ ، لَيْسَ لاَِنَّهُمْ
أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْكُمْ ، وَلكِنْ
لاِِسْرَاعِهِمْ إِلَى بَاطِلِ صَاحِبِهِمْ
، وَإِبْطَائِكُمْ عَنْ حَقِّي . وَلَقَدْ
أَصْبَحَتِ الاُْمَمُ تَخَافُ ظُلمَ
رُعَاتِهَا ، وَأَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلمَ
رَعِيَّتِي . اسْتَنْفَرْتُكُمْ لِلْجِهَادِ
فَلَمْ تَنْفِرُوا ، وَأَسْمَعْتُكُمْ
فَلَمْ تَسْمَعُوا ، وَدَعَوْتُكُمْ سِرّاً
وَجَهْراً فَلَمْ تَسْتَجِيبُوا ،
وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَلَمْ تَقْبَلُوا ،
أَشُهُودٌ كَغُيَّاب [1357] ؟ وَعَبِيدٌ
كَأَرْبَاب ؟ أَتْلُو عَلَيْكُمُ الْحِكَمَ
فَتَنْفِرُونَ مِنْهَا ، وَأَعِظُكُمْ
بِالمَوْعِظَةِ الْبَالِغَةِ
فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا ، وَأَحُثُّكُمْ
عَلَى جِهَادِ أَهـْلِ الْبَغْيِ فَمَا آتِي
عَلَى آخِرِ قَوْلي حَتَّى أَرَاكُمْ
مُتَفَرِّقِينَ أَيَادِيَ سَبَا [1358] ،
تَرْجِعُونَ إِلى مَجَالِسِكُمْ ،
وَتَتَخَادَعُونَ عَنْ مَوَاعِظِكُمْ ،
أُقَوِّمُكُمْ غُدْوَةً ، وَتَرْجِعُونَ
إِلَيَّ عَشِيَّةً ، كَظَهْرِ الْحَنِيَّةِ [1359]
، عَجَزَ الْمُقَوِّمُ ، وَأَعْضَلَ
الْمُقَوَّمُ [1360] .
أَيُّهَا ) الْقَوْمُ( الشَّاهِدَةُ
أَبْدَانُهُمْ ، الْغَائِبَةُ عَنْهُمْ
عُقُولُهُمْ ، الُْمخْتَلِفَةُ
أَهْوَاؤُهُمْ ، المُبْتَلَى بِهمْ
أُمَرَاؤُهُمْ . صَاحِبُكُمْ يُطِيعُ اللهَ
وَأَنْتُمْ تَعْصُونَهُ ، وَصَاحِبُ أَهْلِ
الشَّامِ يَعْصِي اللهَ وَهُمْ يُطِيعُونَهُ
. لَوَدِدْتُ وَاللهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ
صَارَفَني بِكُمْ صَرْفَ الدِّينَارِ
بِالدِّرْهَمِ ، فَأَخَذَ مِنِّي عَشَرَةً
مِنْكُمْ وَأَعْطَانِي رَجُلاً مِنْهُمْ !
يَاأَهْلَ الْكُوفَةِ ، مُنِيتُ
مِنْكُمْ بِثَـلاَث وَاثنَتَيْنِ : صُمٌّ
ذَوُو أَسْمَاع ، وَبُكْمٌ ذَوُو كَلاَم ،
وَعُمْيٌ ذَوُو أَبْصَار ، لاَ أحْرَارُ
صِدْق عِنْدَ اللِّقَاءِ ، وَلاَ إِخْوَانُ
ثِقَة عِنْدَ الْبَلاَءِ ! تَرِبَتْ
أَيْدِيكُمْ ! يَا أَشْبَاهَ الاِْبِلِ غَابَ
عَنْهَا رُعَاتُهَا ! كُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ
جَانِب تَفَرَّقَتْ مِنْ ) جانب( آخَرَ ،
وَاللهِ لَكَأَنِّي بِكُمْ فِيَما
إِخَالُكُمْ [1361] ) إخالُ( أَنْ لَوْ
حَمِسَ الْوَغَى [1362] ، وَحَمِيَ
الضِّرَابُ ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ
أَبي طَالِب انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ
قُبُلِهَا [1363] . وَإِنِّي
لَعَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي ، وَمِنْهَاج
مِنْ نَبِيِّي ، وَإِنِّي لَعَلَى
الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ أَلْقُطُهُ لَقْطاً [1364]
. انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ
فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ [1365] ، وَاتَّبِعُوا
أَثَرَهُمْ فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدىً
، وَلَنْ يُعِيدُكُمْ فِي رَدىً ، فَإِنْ
لَبَدُوا فَالْبُدُوا [1366] ، وَإِنْ نَهَضُوا
فَانْهَضُوا . وَلاَ تَسْبِقُوهُمْ
فَتَضِلُّوا ، وَلاَ تَتَأَخَّرُوا
عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا . لَقَدْ رَأَيْتُ
أَصْحَابَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ ، فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ
مِنْكُمْ ! لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ
شُعثاً غُبْراً [1367] ، وَقَدْ بَاتُوا
سُجَّداً وَقِيَاماً ، يُرَاوِحُونَ [1368]
بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَخُدُودِهِمْ ،
وَيَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ
ذِكْرِ مَعَادِهِمْ ! كَأَنَّ بَيْنَ
أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى [1369] مِنْ
طُولِ سُجُودِهِمْ ! إِذَا ذُكِرَ اللهُ
هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ
جُيُوبَهُمْ ، وَمَادُوا [1370] كَمَا يَمِيدُ
الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ ،
خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ، وَرَجَاءً
لِلثَّوَابِ!
ومن كلام له عليه السلام
يشير فيه إلى ظلم بني أمية :
وَاللهِ لاَ يَزَالُونَ حَتَّى لاَيَدَعُوا لِلّهِ مُحَرَّماً إِلاَّ
اسْتَحَلُّوهُ [1371] ، وَلاَ عَقْداً
إِلاَّ حَلُّوهُ ، وَحَتَّى لاَ يَبْقَى
بَيْتُ مَدَر وَلاَ وَبَر [1372] إِلاَّ دَخَلَهُ
ظُلْمُهُمْ ، ونَزَلَ بِهِ عَيثُهُمْ
وَنَبَا بِهِ [1373] سُوءُ رَعْيِهِمْ
، وَحَتَّى يَقُومَ الْبَاكِيَانِ
يَبْكِيَانِ : بَاك يَبْكِي لِدِينِهِ ،
وَبَاك يَبْكِي ) يَشكي( لِدُنْيَاهُ ،
وَحَتَّى تَكُونَ نُصْرَةُ أَحَدِكمْ مِنْ
أَحَدِهِمْ كنُصْرَةِ الْعَبْدِ مِنْ
سَيِّدِهِ ، إِذَا شَهِدَ أَطَاعَهُ ،
وَإِذَا غَابَ اغْتَابَهُ ، وَحَتَّى
يَكُونَ أَعْظَمُكُمْ فِيهَا عَنَاءً
أَحْسَنُكُمْ باِلله ظَنّاً ، فَإِنْ
أَتَاكُمُ اللهُ بِعَافِيَة فَاقْبَلُوا ،
وَإِنِ ابْتُلِيتُمْ فَاصْبِرُوا ، فَإِنَّ
الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ .
ومن خطبة له عليه السلام
في التزهيد من الدنيانَحْمَدُهُ عَلَى مَا كَانَ ،
وَنَسْتَعِينُهُ مِنْ أَمْرِنا عَلَى مَا
يَكُونُ ، وَنَسْأ لُهُ الْمُعَافَاةَ فِي
الاَْدْيَانِ ، كَمَا نَسَأ لُهُ
الْمُعَافَاةَ فِي الاَبْدَانِ .
عِبَادَ اللهِ ، أُوصِيكُمْ
بِالرَّفْضِ لِهذِهِ الدُّنْيَا
التَّارِكَةِ لَكُمْ وَإِنْ لَمْ تُحِبُّوا
تَرْكَهَا ، وَالْمُبْلِيَةِ
لاَِجْسَامِكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ تَجْدِيدَهَا ، فَإِنَّمَا
مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَسَفْر [1374]
سَلَكُوا سَبِيلاً فَكَأ نـّهُمْ قَدْ
قَطَعُوهُ ، وَأَمُّوا [1375] عَلَماً فَكَأ نـّهُمْ
قَدْ بَلَغُوهُ . وَكَمْ عَسَى المُجْرِي
إِلَى الْغَايَةِ [1376] أَنْ يَجْرِيَ
إِلَيْهَا حَتَّى يَبْلُغَهَا ! وَمَا عَسَى
أَنْ يَكُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ يَوْمٌ لاَ
يَعْدُوهُ ، وَطَالِبٌ حَثِيثٌ مِنَ
الْمَوْتِ يَحْدُوهُ [1377] وَمُزْعِجٌ فِي
الدُّنْيَا حَتَّى يُفَارِقَهَا رَغْماً ) وطالبٌ
حثيثٌ يحدوه في الدنيا حتى يفارقها( فَـلاَ
تَنَافَسُوا فِي عِزِّ الدُّنْيَا
وَفَخْرِهَا ، وَلاَ تَعْجَبُوا
بِزِينَتِهَا وَنَعِيمِهَا ، وَلاَ
تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وبُؤْسِهَا ،
فَإِنَّ عِزَّهَا وَفَخْرَهَا إِلَى
انْقِطَاع ، وَإِنَّ زِينَتَهَا
وَنَعِيمَهَا إِلَى زَوَال ، وَضَرَّاءَهَا
وَبُؤْسَهَا إِلَى نَفَاد [1378] ، وَكُلُّ مُدَّة
فِيهَا إِلَى انْتِهَاء ، وَكُلُّ حَيٍّ
فِيهَا إِلَى فَنَاء . أَوَلَيْسَ لَكُمْ فِي
آثَارِ الاَْوَّلِينَ مُزْدَجَرٌ [1379] ،
وَفِي آبَائِكُمْ الْمَاضِينَ تَبْصِرَةٌ
وَمُعْتَبَرٌ ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ !
أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِينَ
مِنْكُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ، وَإِلَى
الْخَلَفِ الْبَاقِينَ لاَ يَبْقَوْنَ !
أَوَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا
يُصْبِحُونَ وَيُمْسُونَ عَلَى أَحْوَال
شَتَّى : فَمَيِّتٌ يُبْكَى ، وَآخَرُ
يُعَزَّى ، وَصَرِيعٌ مُبْتَلىً ، وَعَائِدٌ
يَعُودُ ، وَآخَرُ بِنَفْسِهِ يَجُودُ [1380]
، وَطَالِبٌ لِلدُّنْيَا وَالْمَوْتُ
يَطْلُبُهُ ، وَغَافِلٌ وَلَيْسَ بِمَغْفُول
عَنْهُ; وَعَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا
يَمْضِي الْبَاقِي !
أَلاَ فَاذْكُرُوا هَادِمَ اللَّذَّاتِ
،وَمُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ ، وَقَاطِعَ الاُْمْنِيَاتِ
، عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ [1381] لِلاَْعْمَالِ
الْقَبِيحَةِ; وَاسْتَعِينُوا اللهَ عَلَى
أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ ، وَمَا لاَ
يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ
وَإِحْسَانِهِ .
ومن خطبة له عليه السلام
في رسول الله وأهل بيته :الْحَمْدُ لله النَّاشِرِ فِي
الْخَلْقِ فَضْلَهُ ، وَالْبَاسِطِ فِيهمْ
بِالْجُودِ يَدَهُ . نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ
أُمُورِهِ ، وَنَسْتَعِينُهُ عَلَى
رِعَايَةِ حُقُوقِهِ ، وَنََشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلهَ غَيْرُهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ
بِأَمْرِهِ صَادِعاً [1382] ، وَبَذِكْرِهِ
نَاطِقاً ، فَأَدَّى أَمِيناً ، وَمَضَى
رَشِيداً; وَخَلَّفَ فِينَا رَايَةَ
الْحَقِّ ، مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ [1383]
، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ [1384] ، وَمَنْ
لَزِمَهَا لَحِقَ ، دَلِيلُهَا مَكِيثُ
الْكَـلاَمِ [1385] ، بَطِيءُ
الْقِيَامِ [1386] ، سَرِيعٌ إِذَا
قَامَ . فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ
رِقَابَكُمْ ، وَأَشَرْتُمْ إِلَيْهِ
بِأَصَابِعِكُمْ ، جَاءَهُ الْمَوْتُ
فَذَهَبَ بِهِ ، فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا
شَاءَ اللهُ حَتَّى يُطْلِعَ اللهُ لَكُمْ
مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ نَشْرَكُمْ [1387]
، فَـلاَ تَطْمَعُوا فِي غَيْرِ مُقْبِل [1388]
، وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِر [1389] ،
فَإِنَّ الْمُدْبِرَ عَسَى أَنْ تَزِلَّ
بِهِ إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ [1390] ،
وَتَثْبُتَ الاُْخْرى ، فَتَرْجِعَا حَتَّى
تَثْبُتَا جَمِيعاً .
أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّد ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، كَمَثَلِ
نُجُومِ السَّمَاءِ : إِذَا خَوَى نَجْمٌ [1391]
طَلَعَ نَجْمٌ ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ
تَكَامَلَتْ مِنَ اللهِ فِيكُمُ
الصَّنَائِعُ ، وَأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ
تَأْمُلُونَ .[1306] لا تثبت عليه
العقول : لا تصبر له ولا تُطيق احتماله .
[1307]
أغَامَتْ : غُطّيَتْ بالغيم .
[1308]
المَحَجّة : الطريق المستقيمة .
[1309] تنكّرت : تغيرت .
[1310] فَقَأتها :
قَلَعْتُها ، تمثيل لتغلّبه عليها .
[1311] الغَيْهَب :
الظلمة . وموجها: شمولها وامتدادها .
[1312] الكَلَب ـ محركة ـ
: داء معروف يصيب الكلاب ، فكل من عضّته أُصيب
به فَجُنّ ومات إن لم يُبَادَر بالدواء .
[1313] ناعِقُها : الداعي
اليها ، من نَعَقَ بغنمه صاح بها لتجتمع .
[1314]
المُناخ ـ بضم الميم ـ : محلّ البُرُوك .
[1315] الكَرَائِهُ :
جمع كَرِيهة .
[1316]
الحَوَازِب : جمع حازِب ، وهو : الامر الشديد
، حَزَبَهُ الامرُ إذا أصابه واشتدّ عليه .
[1317] قلّصت ـ بتشديد
اللام ـ : تمادَتْ واستمرت .
[1318] شَبّهَتْ : اشتبه
فيها الحق بالباطل .
[1319] الخُطّة ـ بالضم
ـ : الامر «وعمّت خُطتها» : أي شمل أمرها
لانها رئاسة عامة.
[1320] النّاب : الناقة
المُسِنّة . والضَرُوس : السيئة الخُلُق
تعَضّ حالبها .
[1321]
تَعْذِمُ : من عَذَمَ الفرسُ : إذا أكل بجفاء
أو عَضّ .
[1322]
تَزْبِنُ : تضرب .
[1323] دَرّها : لبنها ،
والمراد خيرها .
[1324] شَوْهاء : قبيحة
المنظر .
[1325] مَخْشِيّة :
مَخُوفة مرعبة .
[1326]
عَلَم : دليل يهتدى به .
[1327] الاديم : الجلد ،
وتفريجه : سلخه .
[1328]
يَسومُهم خَسْفاً : يُولِيهم ذُلا .
[1329] مُصَبّرة : مملوءة
إلى أصبارها ، وهي جوانبها ، وكأس مصبَّرة
ممزوجة بالصبر - المرّ - .
[1330]
من أحْلَس البعيرَ : إذا ألبسه الحِلْس ـ بكسر
الحاء ـ وهو كساء يوضع على ظهره تحت
البرْذَعَة، أي لا يكسوهم إلا خوفاً .
[1331] الجَزُور : الناقة
المَجْزُورة .
[1332] تَنَاسَخَتْهُم :
تَنَاقَلَتْهُم .
[1333] مَنْبت كمجلس :
موضع النبات ينبت فيه .
[1334]
الارُومات : جمع أرُومَة : الاصل .
[1335]
المَغْرِس : موضع الغَرْس .
[1336] صَدَعَ : شقّ ،
وانتجب : اصطفى .
[1337]
انتخب : اختار واصطفى .
[1338] عتْرَته : آل بيته
، وعترة الرجل : نَسْله ورَهْطُهُ
الادْنَوْنَ .
[1339] بَسَقَتْ : ارتفعت
.
[1340] القَصْد :
الاستقامة.
[1341] الفَتْرَة :
الزمان بين الرّسولَين .
[1342]
هَفْوَة : زَلّة وانحراف من الناس عن العمل
بما أمر الله على ألسنة الانبياء السابقين .
[1343] يريد بالاعلام
البينة : مَوَاضح الطرق المبينة .
[1344]
نَهْج : واضح ، قويم .
[1345] مُسْتَعْتَب ـ
بفتح التائين ـ : طلب العُتْبى. أي : طلب الرضى
من الله بالاعمال النافعة.
[1346] حاطِبُون : جمع
حاطب ، وهو الذي يجمع الحطب ، يقال لمن يجمع
الصواب والخطأ: حاطِبُ ليل .
[1347] استَزَلّتْهُمْ :
أدّت إلى الزّلَل والسقوط في المضَارّ.
[1348]
استَخَفّتْهُم : طَيّشَتْهُمْ .
[1349] الجَهْلاَء : وصف
مبالغة للجهل .
[1350] المَمَاهد، جمع
مَمْهد كمقعد : ما يُمْهَدُ أي يُبْسَطُ فيه
الفراش ونحوه .
[1351]
الازِمّة : كأئمة ، جمع زِمام . وانْثِنَاء
الازمة إليه كناية عن تَحَوّلها نحوه .
[1352] الضغائن : الاحقاد
.
[1353]
الثوائر جمع ثائرة ، وهي : العداوة الواثبة
بصاحبها على أخيه ليضرّه إن لم يقتله .
[1354] المِرْصاد :
الطريق يُرْصَدُ بها .
[1355] الشّجَا : ما
يَعْتَرِضُ في الحلق من عظم وغيره .
[1356]
مَسَاغ الرّيق : ممرّه من الحلق .
[1357] شُهُود جمع شاهد :
بمعنى الحاضر . وغُيّاب : جمع غائب .
[1358] قالوا : إن سبأ هو
أبو عَرَبِ اليمن كان له عشرة أولاد ، جعل
منهم ستة يميناً له ، وأربعة شمالاً تشبيهاً
لهم باليدين ، ثم تفرّق أولئك الاولاد أشدّ
التفرّق .
[1359] ظَهْر الحَنِيّة :
القَوْس .
[1360] أعْضَلَ : استعصى
واسْتَصْعَبَ .
[1361] إخال : أظنّ .
[1362] حَمِسَ ، كَفَرِحَ
: اشتد والوَغَى : الحرب .
[1363] انفراج المرأة عن
قُبُلها يكون عند الولادة أو عندما يُشْرَعُ
عليها سلاح . وفيه كناية عن العَجْز والدناءة
في العمل .
[1364] اللّقطْ : أخذ
الشيء من الارض .
[1365] السّمْت ـ بالفتح
ـ : طريقهم أو حالهم أو قصدهم .
[1366] لَبَدَ كنصر :
أقام ، أي : إن أقاموا فأقيموا.
[1367] شُعْثاً : جمع
أشْعَث : وهو المغبرّ الرأس . والغُبْر جمع
أغبر، والمراد أنهم كانوا متقشفين.
[1368] المُرَاوحة بين
العملين : أن يعمل هذا مرة ، وهذا مرة ، وبين
الرِّجْلين : أن يقوم على كل منهما مرة ، وبين
جباههم وخدودهم أن يضعوا الخدود مرة والجباه
أخرى على الارض خضوعاً لله وسجوداً .
[1369] رُكَب ـ جمع
رُكْبة ـ : مَوْصِلُ الساقِ من الرّجْل بالفخذ
. وإنما خص رُكَبَ المِعْزَى لِيُبُوستها
واضطرابها من كثرة الحركة .
[1370] مادُوا : اضطربوا
وارتعدوا.
[1371] استحلال المحرّم :
اسْتِبَاحَتُهُ .
[1372] بيوت المَدَر :
المبنيّة من طُوب وحجر ونحوهما، وبيوت
الوَبَر : الخيام.
[1373] «نَبَا به سوء
رَعْيِهم» : أصله من نَبَا به المنزل إذا لم
يوافقه فارتحل عنه .
[1374] السّفْر : ـ بفتح
فسكون ـ جماعة المسافرين .
[1375]
أمّوا : قصدوا .
[1376] الُمجْري إلى
الغاية : يريد الذي يجري فرسه إلى
غاية معلومة ، أي مقدار من الجَرْي
يلزمه حتى يصل إلى غايته .
[1377] يَحْدُوه : يسوقه .
[1378] نَفَاد : فناء .
[1379] مُزْدَجَر : مصدر
ميمي من ازْدَجَرَ ، ومعناه الارتداع
والانزجار .
[1380] «بنفسه يجود» : من
جاد بنفسه إذا قارب أن يقضي نحبه ، كأنه يسخو
بها ويُسْلمها إلى خالقها .
[1381] المُسَاوَرَة :
المُوَاثَبَة . كأنه يرى العمل القبيح ـ لبعده
عن ملاءمة الطبع الانساني بالفطرة الالهية ـ
ينفر من مُقْتَرِفه كما ينفر الوحش ، فلا يصل
إليه المغبون إلا بالوثبة عليه .
[1382] صَادِعاً : فالقاً
به جدران الباطل فهادِمَها .
[1383] مَرَقَ : خرج عن
الدين .
[1384] زَهَقَ : اضمحلّ
وهلك .
[1385]
مَكِيث : رَزِين في قوله ، لا يبادر به من غير
رويّة .
[1386]
بطيء القيام : لا ينبعث للعمل بالطيش ، وإنما
يأخذ له عدة إتمامه .
[1387] يضُمّ نَشْرَكُم :
يصل متفرّقكم .
[1388]
المُقْبِل : المتوجّه إلى الامر ، الطالب له ،
الساعي اليه .
[1389]
المُدْبِر : من أدبرت حاله ، واعترضته الخيبة
في عمله وإن كان لم يَزَلْ طالباً له .
[1390] قائمتاه : رِجْلاه
.
[1391] خَوَى نجم : غاب .