ومن خطبة له عليه السلام
في الاستسقـاءأَلاَ وَإِنَّ الاَْرْضَ الَّتِي
تُقِلُّكُمْ ) تحملكم( ، وَالسَّمَاءَالَّتِي
تُظِلّكُمْ [1844] ، مُطِيعَتَانِ
لِرَبِّكُمْ ، وَمَا أَصْبَحَتَا تَجُودَانِ
لَكُمْ بِبَرَكَتِهِمَا تَوَجُّعاً لَكُمْ ،
وَلاَ زُلْفَةً [1845] إِلَيْكُمْ ، وَلاَ
لِخَيْر تَرْجُوَانِهِ مِنْكُمْ ، وَلكِنْ
أُمِرَتَا بِمَنَافِعِكُمْ فَأَطَاعَتَا ،
وَأُقِيمَتَا عَلَى حُدُودِ مَصَالِحِكُمْ
فَقَامَتَا ) فأقامتا( .
إِنَّ اللهَ يَبْتَلِي عِبَادَهُ
عِنْدَ الاَْعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ
الَّثمَرَاتِ ، وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ ،
وَإِغْلاَقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ ،
لِيَتُوبَ تَائِبٌ ، وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ ،
وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، وَيَزْدَجِرَ
مُزْدَجِرٌ . وَقَدْ جَعَلَ اللهُ
سُبْحَانَهُ الاِسْتِغْفَارَ سَبَباً
لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ ،
فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ
لَكُمْ أَنْهَاراً) [1846] . فَرَحِمَ اللهُ
امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ ،
وَاسْتَقَالَ خَطِيئَتَهُ ، وَبَادَرَ
مَنِيَّتَهُ !
اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا
إِلَيْكَ مِنْ تَحْتِ الاَْسْتَارِ
وَالاَْكْنَانِ ، وَبَعْدَ عَجِيجِ
الْبَهَائِمِ وَالْوِلْدَانِ ، رَاغِبِينَ
فِي رَحْمَتِكَ ، وَرَاجِينَ فَضْلَ
نِعْمَتِكَ ، وَخَائِفِينَ مِنْ عَذَابِكَ
وَنِقْمَتِكَ . اللَّهُمَّ فَاسْقِنَا
غَيْثَكَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ
الْقَانِطِينَ ، وَلاَ تُهْلِكْنَا
بِالسِّنِينَ [1847] ، (وَلاَ
تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ
مِنَّا) [1848] يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَيْكَ
نَشْكُو إِلَيْكَ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ ،
حِينَ أَلْجَأَتْنَا الْمَضَايِقُ
الْوَعْرَةُ [1849] ، وَأَجَاءَتْنَا [1850]
الْمَقَاحِطُ [1851] الُْمجْدِبَةُ ،
وَأَعْيَتْنَا الْمَطَالِبُ
الْمُتَعَسِّرَةُ ، وَتَلاَحَمَتْ [1852]
عَلَيْنَا الْفِتَنُ الْمُسْتَصْعِبَةُ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأ لُكَ أَلاَّ
تَرُدَّنَا خَائِبِينَ ، وَلاَ تَقْلِبَنَا
وَاجِمِينَ [1853] . وَلاَ
تُخَاطِبَنَا بِذُنُوبِنَا ، وَلاَ
تُقَايِسَنَا بِأَعْمَالِنَا . اللَّهُمَّ
انْشُرْ عَلَيْنَا غَيْثَكَ وَبَرَكَتَكَ ،
وَرِزْقَكَ وَرَحْمَتَكَ; وَاسْقِنَا
سُقْيَا نَافِعَةً مُرْوِيَةً مُعْشِبَةً ،
تُنْبِتُ بِهَا مَا قَدْ فَاتَ ، وَتُحْيِي
بِهَا مَا قَدْ مَاتَ ، نَافِعَةَ الْحَيَا [1854]
، كَثِيرَةَ الُمجْتَنَى ، تُرْوِي بِهَا
الْقِيعَانَ [1855] ، وَتُسِيلُ
الْبُطْنَانَ [1856] ، وَتَسْتَوْرِقُ
الاَْشْجَارَ [1857] ، وَتُرْخِصُ
الاَْسْعَارَ ; إِنَّكَ عَلى مَا تَشَاءُ
قَدِيرٌ.
ومن خطبة له عليه السلام
مبعث الرسلبَعَثَ اللهُ رُسُلَهُ بِمَا
خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ ،
وَجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ ،
لِئَلاَّ تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ
الاِْعْذَارِ إِلَيْهِمْ ، فَدَعَاهُمْ
بِلِسَانِ الصِّدْقِ إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ
. أَلاَ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ كَشَفَ
الْخَلْقَ [1858] كَشْفَةً ; لاَ أ نّهُ
جَهِلَ مَا أَخْفَوْهُ مِنْ مَصُونِ
أَسْرَارِهِمْ وَمَكنُونِ ضَمَائِرِهمْ
وَلكِنْ لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ
عَمَلاً ، فَيَكُونَ الثَّوَابُ جَزَاءً ،
وَالْعِقَابُ بَوَاءً [1859] .
فضل أهل البيت :
أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا ؟
كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنَا ، أَنْ
رَفَعَنَا اللهُ وَوَضَعَهُمْ ،
وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ ، وَأَدْخَلَنَا
وَأَخْرَجَهُمْ . بِنَا يُسْتَعْطَى
الْهُدَى ، وَيُسْتَجْلَى الْعَمَى . إِنَّ
الاَْئِمَّةَ مِنْ قُرَيش غُرِسُوا فِي هذَا
الْبَطْنِ مِنْ هَاشِم ; لاَ تَصْلُحُ عَلَى
سِوَاهُمْ ، وَلاَ تَصْلُحُ الْوُلاَةُ مِنْ
غَيْرِهمْ .
أهل الضلال
منها : آثَرُوا عَاجِلاً وَأَخَّرُواآجِلاً ، وَتَرَكُوا صَافِياً ، وَشَرِبُوا
آجِناً [1860] كَأ نّي أَنْظُرُ إِلَى
فَاسِقِهِمْ وَقَدْ صَحِبَ الْمُنكَرَ
فَأَلِفَهُ ، وَبَسْىءَ بِهِ [1861]
وَوَافَقَهُ ، حَتَّى شَابَتْ عَلَيْهِ
مَفَارِقُهُ ، وَصُبِغَتْ بِهِ خَلاَئِقُهُ [1862]
، ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّيَّارِ
لاَ يُبَالِي مَا غَرَّقَ ، أَوْ كَوَقْعِ
النَّارَ فِي الْهَشِيمِ لاَ يَحْفِلُ [1863]
مَا حَرَّقَ !
أَيْنَ الْعُقُولُ
الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِيحِ الْهُدَى ،
وَالاَْبْصَارُ الْلاَّمِحَةُ إِلَى
مَنَارِ التَّقْوَى ! أَيْنَ الْقُلُوبُ
الَّتِي وُهِبَتْ لله ، وَعُوقِدَتْ عَلَى
طَاعَةِ اللهِ ازْدَحَمُوا عَلَى الْحُطَامِ [1864]
، وَتَشَاحُّوا عَلَى الْحَرَامِ; وَرُفِعَ
لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ،
فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ وُجُوهَهُمْ ،
وَأَقْبَلُوا إِلَى النَّارِ
بِأعْمَالِهِمْ ; وَدَعَاهُمْ رَبُّهُمْ
فَنَفَرُوا وَوَلَّوْا ، وَدَعَاهُمُ
الشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَأَقْبَلُوا !
ومن خطبة له عليه السلام
فناء الدنياأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أ نْتُمْ
فِي هذِهِ الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ [1865]
فِيهِ الْمَنَايَا ، مَعَ كُلِّ جُرْعَة
شَرَقٌ ، وَفي كُلِّ أَكْلَة غَصَصٌ ! لاَ
تَنَالُونَ مِنْهَا نِعْمَةً إِلاَّ
بِفِرَاقِ أُخْرَى ، وَلاَ يُعَمَّرُ
مُعَمَّرٌ مِنْكُمْ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ
إِلاَّ بِهَدْمِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ ، وَلاَ
تُجَدَّدُ لَهُ زِيَادَةٌ فِي أَكْلِهِ
إِلاَّ بَنَفَادِ مَا قَبْلَهَا مِنْ
رِزْقِهِ; وَلاَيَحْيَى لَهُ أَثَرٌ ، إِلاَّ
مَاتَ لَهُ أَثَرٌ ; وَلاَ يَتَجَدَّدُ لَهُ
جَدِيدٌ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ يَخْلَقَ [1866]
لَهُ جَدِيدٌ ; وَلاَتَقُومُ لَهُ نَابِتَةٌ
إِلاَّ وَتَسْقُطُ مِنْهُ مَحْصُودَةٌ .
وَقَدْ مَضَتْ أُصُولٌ نَحْنُ فُرُوعُهَا ،
فَمَا بَقَاءُ فَرْع بَعْدَ ذَهَابِ
أَصْلِهِ !
ذم البدعة
منها : وَمَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌإِلاَّ تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ . فَاتَّقُوا
الْبِدَعَ ، وَالْزَمُوا الْمَهْيَعَ [1867]
.إِنَّ عَوَازِمَ الاُْمُورِ [1868]
أَفْضَلُهَا ، وَإِنَّ مُحْدَثَاتِهَا
شِرَارُهَا .
ومن كلام له عليه السلام
لعمر بن الخطاب وقد استشاره في الشخوصلقتال الفرس بنفسه
إِنَّ هذَا الاَْمْرَ لَمْ يَكُنْ
نَصْرُهُ وَلاَ خِذْلاَنُهُ بِكَثْرَة وَلاَ
بِقِلَّة . وَهُوَ دِينُ اللهِ الَّذِي
أَظْهَرَهُ ، وَجُنْدُهُ الَّذِي أَعْدَّهُ
وَأَمَدَّهُ ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ ،
وَطَلَعَ حَيْثُما طَلَعَ ; وَنَحْنُ
عَلَى مَوْعُود مِنَ اللهِ ، وَاللهُ
مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ، وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ .
وَمَكَانُ الْقَيِّمِ [1869] بِالاَْمْرِ
مَكَانُ النِّظَامِ [1870] مِنَ الْخَرَزِ
يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ : فَإِنِ ) فاذا(
انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ
وَذَهَبَ ، ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ
بِحَذَافِيرِهِ [1871] أَبَداً .
وَالْعَرَبُ الْيَومَ ، وَإِنْ كَانُوا
قَلِيلاً ، فَهُمْ كَثِيرُونَ
بِالاِْسْلاَمِ ، عَزِيزُونَ
بِالاِجْتَِماعِ ! فَكُنْ قُطْباً ،
وَاسْتَدِرِ الرَّحَا بِالْعَرَبِ ،
وَأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ ،
فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ [1872] مِنْ هذِهِ
الاَرْض انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ
مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا ، حَتَّى
يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ
الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا
بَيْنَ يَدَيْكَ .
إِنَّ الاَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا
إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا : هذَا أَصْلُ
الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ
اسْتَرَحْتُمْ ، فَيْكُونُ ذلِكَ أَشَدَّ
لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وَطَمَعِهِمْ فِيكَ
. فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ
الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ المُسْلِمِينَ ،
فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ
لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ . وَهُوَ أَقْدَرُ
عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَهُ .
وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ
عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ
نُقَاتِلُ فِيَما مَضَى بِالْكَثْرَةِ ،
وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ
وَالْمَعُونَةِ !
ومن خطبة له عليه السلام
الغاية من البعثةفَبَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، بِالْحَقِّ
لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ
الاَْوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ ، وَمِنْ
طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ ،
بِقُرْآن قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ ،
لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ
جَهِلُوهُ ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ
جَحَدُوهُ ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ
أَنْكَرُوهُ . فَتَجَلَّى لَهُمْ
سُبْحَانَهُ [1873] فِي كِتَابِهِ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ بِمَا
أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِ ، وَخَوَّفَهُمْ
مِنْ سَطْوَتِهِ ، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ
مَحَقَ بِالْمَثُـلاَتِ [1874] . وَاحْتَصَدَ
مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ !
الزمان المقبل
وَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ مِنْبَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شَيٌْ أَخْفَى
مِنَ الْحَقِّ ، وَلاَ أَظْهَرَ مِنَ
الْبَاطِلِ ، وَلاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ
عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ; وَلَيْسَ عِنْدَ
أَهْلِ ذلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ
مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ
تِلاَوَتِهِ ، وَلاَ أَنْفَقَ مِنْهُ [1875]
إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ; وَلاَ فِي
الْبِلاَدِ شَيْءٌ أَنْكَرَ مِنَ
الْمَعْرُوفِ ، وَلاَ أَعْرَفَ مِنَ
الْمُنْكَرِ ! فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ
حَمَلَتُهُ ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ ;
فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذ وَأَهْلُهُ
طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ ، وَصَاحِبَانِ
مُصْطَحِبَانِ فِي طَرِيق وَاحِد لاَ
يُؤْوِيهِمَا مُؤْو . فَالْكِتَابُ
وَأَهْلُهُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ فِي
النَّاس وَلَيْسَا فِيهِمْ ، وَمَعَهُمْ
وَلَيْسَا مَعَهُمْ ! لاَِنَّ الضَّلاَلَةَ
لاَ تُوَافِقُ الْهُدَى ، وَإِنِ اجْتَمَعَا
. فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ ،
وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ ،
كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ
الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ
عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ اسْمُهُ ، وَلاَ
يَعْرِفُونَ إِلاَّ خَطَّهُ وَزَبْرَهُ [1876]
. وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا [1877] بِالصَّالِحِينَ
كُلَّ مُثْلَة ، وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ
عَلَى اللهِ فِرْيَةً [1878] ، وَجَعَلُوا فِي
الْحَسَنَةِ عُقُوبَةَ السَّيِّئَةِ .
وَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ وَتَغَيُّبِ
آجَالِهِمْ ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ
الْمَوْعُودُ [1879] الَّذِي تُرَدُّ
عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ ، وَتُرْفَعُ عَنْهُ
التَّوْبَةُ ، وَتَحُلُّ مَعَهُ
الْقَارِعَةُ [1880] وَالنِّقْمَةُ .
عظة الناس
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ مَنِاسْتَنْصَحَ اللهَ وُفِّقَ ، وَمَنِ
اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِيلاً هُدِيَ لِلَّتِي
هِيَ أَقْوَمُ ; فَإِنَّ جَارَ اللهِ آمِنٌ ،
وَعَدُوَّهُ خَائِفٌ; وَإِنَّهُ لاَ
يَنْبَغِي لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللهِ
أَنْ يَتَعَظَّمَ ، فَإِنَّ رِفْعَةَ
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ مَا عَظَمَتُهُ أَنْ
يَتَوَاضَعُوا لَهُ ، وَسَلاَمَةَ الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ مَا قُدْرَتُهُ أَنْ
يَسْتَسْلِمُوا لَهُ . فَـلاَ تَنْفِرُوا
مِنَ الْحَقِّ نِفَارَ الصَّحِيحِ مِنَ
الاَْجْرَبِ ، وَالْبَارِي [1881] مِنْ ذِي السَّقَمِ [1882]
. وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا
الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي
تَرَكَهُ ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمِيثَاقِ
الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي
نَقَضَهُ ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى
تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَهُ; فَالَْتمِسُوا
ذلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ ، فَإِنَّهُمْ
عَيْشُ الْعِلْمِ ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ .
هُمُ الَّذِينَ يُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ
عَنْ عِلْمِهِمْ ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ
مَنْطِقِهِمْ ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ
بَاطِنِهِمْ; لاَ يُخَالِفُونَ الدِّينَ
وَلاَ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ; فَهُوَ
بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ ، وَصَامِتٌ
نَاطِقٌ .
ومن كلام له عليه السلام
في ذكر أهل البصرةكُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يَرْجُو
الاَْمْرَ لَهُ ، وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ
دُونَ صَاحِبِهِ ، لاَ يَمُتَّانِ [1883] إِلَى
اللهِ بِحَبْل ، وَلاَ يَمُدَّانِ إِلَيْهِ
بَسَبَب [1884] . كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا حَامِلُ
ضَبٍّ [1885] لِصَاحِبِهِ ، وَعَمَّا قَلِيل
يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ ! وَاللهِ لَئِنْ
أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ
لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا ،
وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا . قَدْ
قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، فَأَيْنَ
الُْمحْتَسِبُونَ [1886] ! فَقَدْ سُنَّتْ
لَهُمُ السُّنَنُ ، وَقُدِّمَ لَهُمُ
الْخَبَرُ . وَلِكُلِّ ضَلَّة عِلَّةٌ ،
وَلِكُلِّ نَاكِث شُبْهَةٌ . وَاللهِ لاَ
أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ [1887] ،
يَسْمَعُ النَّاعِيَ ، وَيَحْضُرُ
الْبَاكِىَ ، ثُمَّ لاَ يَعْتَبِرُ !
ومن كلام له عليه السلام
قبل موته
أَيُّهَا النَّاسُ ، كُلُّ امْرِىءلاَق مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ ،
والاَْجَلُ مَسَاقُ النَّفْس [1888] .
وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ . كَمْ
أَطْرَدْتُ [1889] الاَيَّامَ
أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الاَمْرِ ،
فَأَبَى اللهُ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ .
هَيْهَاتَ ! عِلْمٌ مَخْزُونٌ ! أَمَّا
وَصِيَّتِي : فَاللهُ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئاً ، وَمُحَمَّداً صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَـلاَ تُضَيِّعُوا
سُنَّتَهُ . أَقِيمُوا هذَيْن
الْعَمُودَيْنِ ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ
الْمِصْبَاحَيْنِ ، وَخَلاَكُمْ ذَمُّ [1890]
مَا لَمْ تَشْرُدُوا [1891] . حُمِّلَ كُلُّ
امْرِىء مِنْكُمْ مَجْهُودَهُ ، وَخُفِّفَ
عَنِ الْجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحِيمٌ وَدِينٌ
قَوِيمٌ ، وَإِمَامٌ عَلِيمٌ .أَنَا
بِالاَْمْس صَاحِبُكُمْ ، وَأَنَا الْيَوْمَ
عِبْرَةٌ لَكُمْ ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ
! غَفَرَ اللهُ لِي وَلَكُمْ !
إِنْ تَثْبُتِ ) ثَبَتَتِ( الْوَطْأَةُ [1892]
فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ [1893] فَذَاكَ ، وَإِنْ
تَدْحَضِ [1894] الْقَدَمُ
فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ [1895]
أَغْصَان ، وَمَهَابِّ ) مَهَبِّ( رِيَاح ،
وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام ، اضْمَحَلَّ فِي
الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا [1896] ، وَعَفَا [1897]
فِي الارْض مَخَطُّهَا [1898] وَإِنَّمَا
كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي
أَيَّاماً ، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً
خَلاَءً [1899] سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَاك ،
وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق ) نُطُوق(
لِيَعِظْكُمْ هُدُوِّي ، وَخُفُوتُ [1900]
إِطْرَاقِي ، وَسُكُونُ أَطْرَافِي [1901] ،
فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ
الْمَنْطِقِ الْبَلِيغِ وَالْقَوْلِ
الْمَسْمُوعِ . وَدَاعِي لَكُمْ وَدَاعُ
امْرِىء مُرْصِد [1902] لِلتَّـلاَقِي !
غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي ، وَيُكْشَفُ
لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي ، وَتَعْرِفُونَنِي
بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي
مَقَامِي .
ومن خطبة له عليه السلام
يومي فيها إلى الملاحم ويصف فئة من أهل الضلالوَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً
ظَعْنَاً ) طَعناً( فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ ،
وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ .فَـلاَ
تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ ،
وَلاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ
الْغَدُ . فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِل بِمَا
إِنْ أَدْركَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ
يُدْرِكْهُ .وَمَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ
تَبَاشِيرِ [1903] غَد ! يَاقَوْمِ ،
هذَا إِبَّانُ [1904] وُرُودِ كُلِّ
مَوْعُود ، وَدُنُوٍّ [1905] مِنْ طَلْعَةِ مَا
لاَ تَعْرِفُونَ . أَلاَ وَإِنَّ مَنْ
أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاج
مُنِير ، وَيَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ
الصَّالِحِينَ ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً [1906]
، وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً ، وَيَصْدَعَ
شَعْباً [1907] ، وَيَشْعَبَ صَدْعاً [1908] ، فِي
سُتْرَة عَنِ النَّاس لاَ يُبْصِرُ
الْقَائِفُ [1909] أَثَرَهُ وَلَوْ
تَابَعَ نَظَرَهُ . ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ [1910]
فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ [1911]
تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ ،
وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهمْ
، وَيُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ
الصَّبُوحِ [1912] !
منها
وَطَالَ الاَْمَدْ بِهِمْلِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ ،
وَيْسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ [1913] حَتَّى
إِذَا اخْلَوْلَقَ الاَْجَلُ [1914] ،
وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ ،
وَأَشَالُوا [1915] ) واشتالوا( عَنْ
لَقَاحِ حَرْبِهِمْ ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى
اللهِ بِالصَّبْرِ ، وَلَمْ يَسْتَعْظِمُوا
بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ; حَتَّى
إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ
انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ ، حَمَلُوا
بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهمْ [1916] ،
وَدَانُوا لِرَبِّهِمْ بَأَمْرِ
وَاعِظِهِمْ; حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللهُ
رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ،
رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ ،
وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ ، وَاتَّكَلُوا
عَلَى الْوَلاَئِجِ [1917] ، وَوَصَلُوا
غَيْرَ الرَّحِمِ ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ
الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ ،
وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ
، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ .
مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَة ، وَأَبْوَابُ
كُلِّ ضَارِب فِي غَمْرَة [1918] . قَدْ مَارُوا [1919]
فِي الْحَيْرَةِ ، وَذَهَلُوا فِي
السَّكْرَةِ ، عَلَى سُنَّة مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ : مِنْ مُنْقَطِع إِلَى
الدُّنْيَا رَاكِن ، أَوْ مُفَارِق
لِلدِّينِ مُبَايِن .
[1844] تُظِلّكُم : تعلو
فوقكم .
[1845] الزّلْفة :
القُرْبة .
[1846] نوح : 12 .
[1847] السِّنون ـ جمع
سَنَة ـ بمعنى الجدب والقحط .
[1848]
الاعراف : 155 .
[1849] المضايق الوَعْرة
ـ بالتسكين ولا يجوز التحريك ـ الصعبة .
[1850]
أجاءته اليه : ألجأته .
[1851]
المَقَاحِط : جمع مَقْحَطة ، وهي السنة
المُمْحِلة .
[1852] تلاحمت : اتصلت .
[1853] الواجِم : الذي قد
اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام .
[1854] الحَيَا :
الخِصْب والمطر .
[1855] القِيعان : جمع
قاع ، الارض السهلة المطمئنة قد انفرجت عنها
الجبال والاكام .
[1856]
البُطْنان : جمع بطن ، بمعنى ما انخفض من
الارض في ضيق .
[1857] تستورق الاشجار :
تخرج ورقها .
[1858] كشفَ الخلْقَ :
علم حالهم في جميع أطوارهم .
[1859] بَواء : مصدر باء
فلان بفلان : أي قُتِلَ به . والعقاب : القصاص .
[1860] الاجن : الماء
المتغير اللون والطعم واستعاره الامامعليه
السلام للذّات الدنيا ، تشبيهاً بالماء الذي
لا يسوغ شربه لتغير لونه وطعمه .
[1861] بَسِىء به ـ كفرح
ـ ألِفَهُ واستأنس به .
[1862] خلائِقُهُ :
ملكاته الراسخة في نفسه .
[1863] لا يَحْفِل -
كيضرب - لا يبالي .
[1864] «ازْدَحَمُوا
على الحُطام» : استعار لفظ الحُطام
لمُقْتَنَيات الدنيا ، لسرعة فنائها
وفسادها .
[1865] تَنْتَضِل فيه :
تترامى اليه .
[1866] يَخْلَق :
يَبْلَى .
[1867] المَهْيَعْ ـ
كالمقعد ـ الطريق الواضح .
[1868]
عوازم الامور : ما تقادَمَ منها ، وكانت عليه
ناشئة الدين . من قولهم : «ناقة عَوْزَمٌ ـ
كجعفر -» أي عجوز فيها بقية من شباب .
[1869] القيّم بالامر :
القائم به ، يريد الخليفة .
[1870]
النظام : السِّلْك ينظم فيه الخرز .
[1871] بحذافيره : أي
بأصله ، والحذافير جمع حِذْفار ، وهو أعلى
الشيء وناحيته .
[1872] شَخَصْتَ : خرجت .
[1873] «تجلى لهم سبحانه»
: ظهر لهم من غير أن يرى بالبصر .
[1874] المَثُلات ـ بفتح
فضم ـ : العقوبات .
[1875] أنْفَق منه : أروج
منه .
[1876] الزّبْر ـ بالفتح
ـ : الكتابة .
[1877]
مثّلوا : نكّلوا وشنّعوا ، والاسم منه
المُثْلة بضم الميم .
[1878] الفِرْية : بكسر
الفاء - الكذب .
[1879] الموعود : هنا
الموت الذي لا يقبل فيه عذر ولا تفيد بعده
توبة .
[1880] القارعة :
الداهية المهلكة .
[1881] الباري :
المُعَافي من المرض .
[1882]
السّقم : المرض والعلة .
[1883] لا يَمُتّان : لا
يمدّان .
[1884] السبب : الحبل .
[1885]
الضّبّ : بالفتح وبكسر : الحقد . والعرب تضرب
المثل بالضبّ في العقوق .
[1886] الُمحْتَسِبون :
الذين يجاهدون حِسْبَة لله .
[1887] اللّدْم : الضرب
على الصدر والوجه عند النياحة .
[1888] مَسَاق النّفْس :
هو ما تَسُوقها اليه أطوار الحياة حتى
تُوافِيه .
[1889]
أطْرَدَ : أمر بالاخراج والطّرْد .
[1890] «خلاكم ذَمّ» :
برئتم من الذمّ .
[1891] تَشرُدُوا ـ
كتنصروا ـ أي تَنْفِروا وتميلوا عن الحق .
[1892] «إن تَثْبُتِ
الوَطْأةُ» : يريد بثبات الوطأة معافاته من
جراحه .
[1893]
المَزَلّة : محلّ الزّلَل .
[1894]
دَحَضَتِ القدَمُ : زلّت وزَلقت .
[1895] الافْياء : جمع
فَىْء ـ وهو الظلّ ينسخ ضوء الشمس عن بعض
الامكنة .
[1896] مُتَلَفّقُها :
بفتح الفاء ، مجتَمَعُها أي ما اجتمع من
الغيوم في الجو ، والتلفيق : الجمع .
[1897]
عَفَا : اندَرَس وذهب .
[1898]
مَخَطّها : أثر ما خَطّتْ في الارض .
[1899] «جثة خلاء» :
خالية من الروح .
[1900] الخُفُوت :
السكون .
[1901] أطرافه : يداه
ورأسه ورجلاه .
[1902] مُرْصِد : اسم
فاعل من «أرصد» مُنْتَظِر .
[1903] تباشيره : أوائله
.
[1904]
إبّان : بكسر فتشديد - وقت .
[1905]
الدّنُوّ : القرب .
[1906] الرِّبْق ـ بكسر
فسكون ـ حبل فيه عدة عُرَا ، كل عروه رَبْقة ـ
بفتح الراء ـ تُشدّ فيه البُهْم .
[1907] يَصْدَع شَعْباً
: يفرّق جمعاً .
[1908]
«يَشْعَبُ صَدْعاً» : يجمع متفرّقاً .
[1909]
القائف : الذي يعرف الاثار فيتبعها .
[1910] يَشْحَذ : من شحذَ
السكّين إذا حدّدها .
[1911]
القَيْن : الحداد ، والنّصْل : حديدة السيف
والسكين ونحوها .
[1912] يُغْبَقُون ـ
مبني للمجهول ـ يُسْقَون بالمساء .
والصّبُوح : ما يُشرَبُ وقت الصباح .
[1913] الغِيَر ـ بكسر
ففتح ـ احداث الدهر ونوائبه .
[1914] «اخْلَوْلَقَ
الاجَل» : من قولهم «اخلولق السحاب» إذا
استوى وصار خليقاً أن يمطر . والمراد أن
الاجل يشرف على الانقضاء .
[1915] أشَالَتِ النّاقَة ذَنَبَها :
رفعته ،أي رفعوا أيديهم بسيوفهم ليلحقوا
حروبهم على غيرهم ، أي يسعّروها عليهم .
[1916] «حملوا بصائرهم
على أسيافهم» : من ألطف أنواع التمثيل ، يريد
أشهروا عقيدتهم داعين اليها غيرهم .
[1917] الولائج ـ جمع
وليجة ـ : وهي البِطانة وخاصة الرجل من
أهله وعشيرته ، ويراد بها دخائل المكر
والخديعة .
[1918] الغَمْرة :
الشدّة .
[1919] مارُوا : تحركوا واضطربوا .