ومن خطبة له عليه السلام
يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس :خلقة الطيور
ابْتَدَعَهُمْ خَلْقاً عَجِيباً مِنْحَيَوَان وَمَوَات ، وسَاكِن وَذِي حَرَكَات
; فَأقامَ مِنْ شَوَاهِدِ الْبَيِّنَاتِ
عَلَى لَطِيفِ صَنْعَتِهِ ، وَعَظِيمِ
قُدْرَتِهِ ، مَا انْقَادَتْ لَهُ
الْعُقُولُ مُعْتَرِفَةً بِهِ ،
وَمُسَلِّمَةً لَهُ ، وَنَعَقَتْ [2124] فِي
أَسْمَاعِنَا دَلاَئِلُهُ عَلَى
وَحْدَانِيَّتِهِ ، وَمَا ذَرَأَ [2125] مِنْ
مُخْتَلِفِ صُوَرِ الاَْطْيَارِ الَّتِي
أَسْكَنَهَا أَخَادِيدَ [2126] الاَْرْضِ ،
وَخُرُوقَ فِجَاجِهَا [2127] ، وَرَوَاسِي
أَعْلاَمِهَا [2128] ، مِنْ ذَاتِ
أَجْنِحَة مُخْتَلِفَة ، وَهَيْئَات
مُتَبَايِنَة ، مُصَرَّفَة فِي زِمَامِ
التِّسْخِيرِ ، وَمُرَفْرِفَة [2129] بِأَجْنِحَتِهَا
فِي مَخَارِقِ الْجَوِّ [2130] الْمُنْفَسِحِ ،
وَالْفَضَاءِ الْمُنْفَرِجِ . كَوَّنَهَا
بَعْدَ إِذْ لَمْ تَكُنْ فِي عَجائِبِ صُوَر
ظَاهِرَة ، وَرَكَّبَهَا فِي حِقَاقِ [2131]
مَفَاصِلَ مُحْتَجِبَة [2132] ، وَمَنَعَ
بَعْضَهَا بِعَبَالَةِ [2133] خَلْقِهِ أَنْ
يَسْمُوَ [2134] فِي الْهَوَاءِ
خُفُوفاً [2135] ، وَجَعَلَهُ
يَدِفُّ دَفِيفاً [2136] وَنَسَقَهَا [2137]
عَلَى اخْتِلاَفِهَا فِي الاَْصَابِيغِ [2138]
بِلَطِيفِ قُدْرَتِهِ ، وَدَقِيقِ
صَنْعَتِهِ . فَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي
قَالَبِ [2139] لَوْن لاَ يَشُوبْهُ غَيْرُ لَوْنِ
مَا غُمِسَ فِيه; وَمِنْهَا مَغْمُوسٌ فِي
لَوْنِ صِبْغ قَدْ طُوِّقَ [2140]
بِخِلاَفِ مَا صُبِـغَ بِهِ .
الطاووس
وَمِنْ أَعْجَبِهَا خَلْقاًالطَّاوُوسُ الَّذِي أَقَامَهُ فِي أَحْكَمِ
تَعْدِيل ، وَنَضَّدَ ألوَانَهُ فِي
أَحْسَنِ تَنْضِيد [2141] ، بِجَنَاح
أَشْرَجَ قَصَبَهُ [2142] ، وَذَنَب أَطَالَ
مَسْحَبَهُ . إِذَا دَرَجَ [2143] إِلَى الاُْنْثَى
نَشَرَهُ مِنْ طَيِّهِ ، وَسَمَا بِهِ [2144]
مُطِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ [2145] كَأَنَّهُ قِلْعُ [2146] دَارِيٍّ [2147]
، عَنَجَهُ نُوتِيُّهُ [2148] . يَخْتَالُ [2149]
بِألوَانِهِ ، وَيَمِيسُ بِزَيَفَانِهِ [2150]
. يُفْضِي [2151] كَإِفْضَاءِ
الدِّيَكَةِ ، وَيَؤُرُّ بِمَلاَقِحِهِ [2152]
أَرَّ الْفُحُولِ الْمُغْتَلِمَةِ [2153]
لِلضِّرَابِ [2154] أُحِيلُكَ مِنْ
ذلِكَ عَلَى مُعَايَنَة [2155] ، لاَ كَمَنْ
يُحِيلُ عَلَى ضَعِيف إِسْنَادُهُ . وَلَوْ
كَانَ كَزَعْمِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ
يُلْقِحُ بِدَمْعَة تَسْفَحُهَا
مَدَامِعُهُ [2156] ، فَتَقِفُ فِي
ضَفَّتَي [2157] جُفُونِهِ ،
وأَنَّ أُنْثَاهُ تَطْعَمُ [2158] ذلِكَ ،
ثُمَّ تَبِيضُ لاَ مِنْ لِقَاحِ [2159] فَحْل
سِوَى الدَّمْعِ الْمُنْبَجِسِ [2160] ، لَمَا
كَانَ ذلِكَ بَأَعْجَبَ مِنْ مُطَاعَمَةِ
الْغُرَابِ [2161] ! تَخَالُ
قَصَبَهُ [2162] مَدَارِيَ [2163]
مِنْ فِضَّة ، وَمَا أُنْبِتَ عَلَيْهَا مِنْ
عَجِيبِ دَارَاتِهِ [2164] ، وَشُمُوسِهِ
خَالِصَ الْعِقْيَانِ [2165] ، وَفِلَذَ
الزَّبَرْجَدِ [2166] . فَإِنْ
شَبَّهْتَهُ بِمَا أَنْبَتَتِ الاَْرْضُ
قُلْتَ : جَنِيٌّ [2167] جُنِيَ مِنْ
زَهْرَةِ كُلِّ رَبِيع . وَإِنْ ضَاهَيْتَهُ
بِالْمَلاَبِسِ فَهُوَ كَمَوْشِيِّ
الْحُلَلِ [2168] ، أَوْ كَمُونِقِ
عَصْبِ اليَمَنِ [2169] . وَإِنْ
شَاكَلْتَهُ بِالْحُلِيِّ فَهُوَ كَفُصُوص
ذَاتِ ألوَان ، قَدْ نُطِّقَتْ
بِاللُّجَيْنِ الْمُكَلَّلِ [2170] .
يَمْشِي مَشْيَ الْمَرِحِ الُْمخْتَالِ [2171] ،
وَيَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَجَنَاحَيْهِ ،
فَيُقَهْقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ
سِرْبَالِهِ [2172] ، وَأَصَابِيغِ
وِشَاحِهِ [2173] ; فَإِذَا رَمَى
بِبَصَرِهِ إِلَى قَوَائِمِهِ زَقَا [2174]
مُعْوِلاً [2175] بِصَوْت يَكَادُ
يُبِينُ عَنِ اسْتِغَاثَتِهِ ، وَيَشْهَدُ
بِصَادِقِ تَوَجُّعِهِ ، لاَِنَّ
قَوَائِمَهُ حُمْشٌ [2176] كَقَوَائِمِ
الدِّيَكَةِ الْخِلاَسِيَّةِ [2177] . وَقَدْ
نَجَمَتْ [2178] مِنْ ظُنْبُوبِ [2179]
سَاقِهِ صِيصِيَةٌ [2180] خَفِيَّةٌ ،
وَلَهُ فِي مَوْضِعِ الْعُرْفِ قُنْزُعَةٌ [2181]
خَضْرَاءُ مُوَشَّاةٌ [2182] . وَمَخْرَجُ
عَنُقِهِ كالاِْبْرِيقِ ، وَمَغَرزُهَا [2183]
إِلَى حَيْثُ بَطْنُهُ كَصِبْغِ الْوَسِمَةِ [2184]
الَْيمَانِيَّةِ ، أَوْ كَحَرِيرَة
مُلْبَسَة مِرْآةً ذَاتَ صِقَال [2185] ،
وَكَأَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَر
أَسْحَمَ [2186] ; إِلاَّ أَنَّهُ
يُخَيَّلُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ ، وَشِدَّةِ
بَرِيقِهِ ، أَنَّ الْخُضْرَةَ النَّاضِرَةَ
مُمْتَزِجَةٌ بِهِ . وَمَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ
خَطٌّ كَمُسْتَدَقِّ الْقَلَمِ فِي لَوْنِ
الاُْقْحُوَانِ [2187] ، أَبْيَضُ يَقَقٌ [2188] ،
فَهُوَ بِبَياضِهِ فِي سَوَادِ مَا
هُنَالِكَ يَأْتَلِقُ [2189] . وَقَلَّ صِبْغٌ
إَلاَّ وَقَدْ أَخَذَ مِنْهُ بِقِسْط [2190]
، وَعَلاَهُ [2191] بِكَثْرَةِ
صِقَالِهِ ، وَبَرِيقِهِ ، وَبَصِيصِ [2192]
دِيبَاجِهِ وَرَوْنَقِهِ [2193] ، فَهُوَ
كَالاَْزَاهِيرِ الْمَبْثُوثَةِ [2194] ، لَمْ
تُرَبِّهَا [2195] أَمْطَارُ رَبِيع
، وَلاَ شُمُوسُ قَيْظ [2196] . وَقَدْ
يَنْحَسِرُ [2197] مِنْ رِيشِهِ ،
وَيَعْرَى مِنْ لِبَاسِهِ ، فَيَسْقُطُ
تَتْرَى [2198] ، وَيَنْبُتُ تِبَاعاً ،
فَيَنْحَتُّ [2199] مِنْ قَصَبِهِ
انْحِتَاتَ أَوْرَاقِ الاَْغْصَانِ ، ثُمَّ
يَتَـلاَحَقُ نَامِياً حَتَّى يَعُودَ
كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ ، لاَ
يُخَالِفُ سَالِفَ أَلْوَانِهِ ، وَلاَ
يَقَعُ لَوْنٌ فِي غَيْرِ مَكَانِهِ !
وَإِذَا تَصَفَّحْتَ شَعْرَةً مِنْ
شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتْكَ حُمْرَةً
وَرْدِيَّةً ، وَتَارَةً خُضْرَةً
زَبَرْجَدِيَّةً ، وَأَحْيَاناً صُفْرَةً
عَسْجَدِيَّةً [2200] ، فَكَيْفَ تَصِلُ
إِلَى صِفَةِ هذَا عَمَائِقُ [2201] الْفِطَنِ
، أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ الْعُقُولِ ،
أَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ
الْوَاصِفِينَ ! وَأَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ
أَعْجَزَ الاَْوهَامَ أَنْ تُدْرِكَهُ ،
وَالالسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ !
فَسُبْحَانَ
الَّذِي بَهَرَ [2202] الْعُقُولَ عَنْ
وَصْفِ خَلْق جَلاَّهُ [2203] لِلْعُيُونِ ،
فَأَدْرَكَتْهُ مَحْدُوداً مُكَوَّناً ،
وَمُؤَلَّفاً مُلَوَّناً ; وَأَعْجَزَ
الاَْلْسُنَ عَنْ تَلْخِيصِ صِفَتِهِ ،
وَقَعَدَ بِهَا عَنْ تَأدِيَةِ نَعْتِهِ !
وَسُبْحَانَ مَنْ
أَدْمَجَ قَوَائِمَ [2204] الذَّرَّةِ [2205]
وَالْهَمَجَةِ [2206] إِلَى مَا
فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِيتَانِ
وَالْفِيَلَةِ ! وَوَأَى [2207] عَلَى نَفْسِهِ
أَلاَّ يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ
فِيهِ الرُّوحَ ، إِلاَّ وَجَعَلَ
الْحِمَامَ [2208] مَوْعِدَهُ ،
وَالْفَنَاءَ غَايَتَهُ .
منها في صفة الجنة
فَلَوْ رَمَيْتَبِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ
مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ [2209] عَنْ
بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا
مِنْ شَهَوَاتِهَا وَلَذَّاتِهَا ،
وَزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا ، وَلَذَهَلَتْ
بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَاقِ أَشْجَار [2210]
غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ [2211]
الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا ،
وَفِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ
الرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا
وَأَفْنَانِهَا [2212] ، وَطُلُوعِ
تِلْكَ الِّثمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ
أَكْمَامِهَا [2213] ، تُجْنَى [2214]
مِنْ غَيْرِ تَكَلُّف فَتأتي عَلَى مُنْيَةِ
مُجْتَنِيهَا ، وَيُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا
فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالاَْعْسَالِ
الْمُصَفَّقَةِ [2215] ، وَالْخُمُورِ
الْمُرَوَّقَةِ .قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ
الْكَرَامَةُ تَتََمادَى بهِمْ حَتَّى
حَلُّوا دَارَ الْقَرَارِ ، وَأَمِنُوا
نُقْلَةَ الاَْسْفَارِ .فَلَوْ شَغَلْتَ
قَلْبَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ
بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيكَ
مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ [2216]
، لَزَهَقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا ،
وَلَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هذَا إِلَى
مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ
اسْتِعْجَالاً بِهَا . جَعَلَنَا اللهُ
وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى إِلى
مَنَازِلِ الاَْبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ .
تفسير بعض ما في هذه
الخطبة من الغريب
قال السيد الشريفالرضي2 : قَوْلُهُ عليه السلام : «يَؤُرُّ
بِمَلاقِحِهِ» ، الاْرُّ : كِنَايَةٌ عَنِ
النّكَاح ، يُقَالُ : أرّ الرّجُلُ المَرْأةَ
يَؤُرّهَا ، إذَا نَكَحَهَا . وَقَوْلُهُ
عليه السلام : «كَأنّهُ قِلْعُ دَارِيّ
عَنَجَهُ نُوتِيّهُ» القِلْعُ : شِرَاعُ
السّفِينَةِ ، وَدَارِيّ : مَنْسُوبٌ إلى
دَارِينَ ، وَهِيَ بَلْدَةٌ عَلَى الْبَحْرِ
يُجْلَبُ مِنْهَا الطّيبُ . وَعَنَجَهُ : أَيْ
عَطَفَهُ .يُقَالُ : عَنَجْتُ النّاقَةَ ـ
كَنَصَرْتُ ـ أَعْنُجُهَا» عَنْجاً إذَا
عَطَفْتَهَا .وَالنّوتي : الْمَلاّحُ .
وَقَوْلُهُ عليه السلام : «ضَفّتَيْ
جُفُونِهِ أَرَادَ جَانِبَيْ جُفُونِهِ .
وَالضّفّتَانِ :الجّانِبَانِ» . وَقَوْلُهُ
عليه السلام : «وَفِلَذَ الزّبَرْجَدِ»
الْفِلَذُ : جَمْعُ فِلْذَة ، وَهِيَ القِطْعَةُ
. وَقَوْلُهُ عليه السلام : «كَبَائِسِ
اللّؤْلُؤِ الرّطْبِ» الْكِبَاسَة :
الْعِذْقُ [2217] . وَالْعَسَالِيجُ
: الْغُصُونُ ، وَاحِدُهَا عُسْلُوجٌ .
ومن خطبة له عليه السلام
الحث على التآلفلِيَتَأَسَّ [2218]
صَغِيرُكُمْ بِكَبِيرِكُمْ ، وَلْيَرأَفْ
كَبِيرُكُمْ بِصَغِيرِكُمْ; وَلاَ تَكُونُوا
كَجُفَاةِ الْجَاهِلِيَّةِ : لاَ في الدِّينِ
يَتَفَقَّهُونَ ، وَلاَ عَنِ اللهِ
يَعْقِلُونَ ; كَقَيْضِ [2219] بَيْض فِي أَدَاح [2220]
يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً ، وَيُخْرِجُ
حِضَانُهَا شَرّاً .
بنو أمية
ومنها :افْتَرَقُوا بَعْدَ أُلْفَتِهِمْ ،
وَتَشَتَّتُوا عَنْ أَصْلِهِمْ . فَمِنْهُمْ
آخِذٌ بِغُصْن أَيْنَما مالَ مالَ مَعَهُ .
عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى سَيَجْمَعُهُمْ
لِشَرِّ يَوْم لِبَنِي أُمَيَّةَ ، كَمَا
تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ [2221]
يُؤَلِّفُ اللهُ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ
يَجْعَلُهُمْ رُكَاماً كَرُكَامِ [2222]
السَّحَابِ ; ثُمَّ يَفْتَحُ اللّهُ لَهُمْ
أبْوَاباً يَسِيلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ
كَسَيْلِ الْجَنَّتَيْنِ ، حَيْثُ لَمْ
تَسْلَمْ عَلَيْهِ قَارَّةٌ ، وَلَمْ
تَثْبُتْ عَلَيْهِ أَكَمَةٌ [2223] ،
وَلَمْ يَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْد ، وَلاَ
حِدَابُ أَرْض . يُذعْذِعُهُمُ [2224] اللهُ
فِي بُطُونِ أَوْدِيَتِهِ ، ثُمَّ
يَسْلُكُهُمْ يَنَابِيعَ فِي الاَْرْضِ ،
يَأَخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْم حُقُوقَ قَوْم ،
وَيُمَكِّنُ لِقَوْم فِي دِيَارِ قَوْم .
وَأيْمُ اللهِ ، لَيَذُوبَنَّ مَا فِي
أَيْدِيهمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ
وَالَّتمْكِينِ ، كَمَا تَذُوبُ الاليَةُ
عَلَى النَّارِ . أيُّهَا النَّاسُ ، لَوْ
لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ ،
وَلَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ الْبَاطِلِ
، لَمْ يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ
مِثْلَكُمْ ، وَلَمْ يَقْوَ مَنْ قَوِيَ
عَلَيْكُمْ . لكِنَّكُمْ تِهْتُمْ مَتَاهَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَلَعَمْرِي ،
لَيُضَعَّفَنَّ لَكُمُ التَّيهُ مِنْ
بَعْدِي أَضْعافاً [2225] بِمَا
خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ،
وَقَطَعْتُمُ الاَْدْنى ، وَوَصَلْتُمُ
الاَْبْعَدَ . وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ
اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِيَ لَكُمْ ، سَلَكَ
بِكُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ ، وَكُفِيتُمْ
مَؤُونَةَ الاِ عْتِسَافِ ، وَنَبَذْتُمُ الثِّقْلَ
الْفَادِحَ [2226] عَنِ الاعْنَاقِ .
ومن خطبة له عليه السلام
في أول خلافته :إِنَّ اللهَ تعالى
أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ
الْخَيْرَ وَالْشَّرَّ ; فَخُذُوا نَهْجَ
الْخَيْرِ تَهْتَدُوا ، وَاصْدِفُوا [2227]
عَنْ سَمْتِ الشَّرِّ تَقْصِدُوا .
الْفَرَائِضَ
الْفَرَائِضَ ! أَدُّوهَا إِلَى اللهِ
تُؤَدِّكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ .إِنَّ اللهَ
حَرَّمَ حَرَاماً غَيْرَ مَجْهُول ،
وَأَحَلَّ حَلاَلاً غَيْرَ مَدْخُول [2228]
، وَفَضَّلَ حُرْمَةَ الْمُسْلِمِ عَلَى
الْحُرَمِ كُلِّهَا ، وَشَدَّ بِالاِْخْلاَص
وَالتَّوْحِيدِ حُقُوقَ الْمُسْلِمِينَ فِي
مَعَاقِدِهَا [2229] ، فَالْمُسْلِمُ
مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ
وَيَدِهِ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَلاَ يَحِلُّ
أَذَى الْمُسْلِمِ إِلاَّ بَمَا يَجِبُ .
بَادِرُوا أَمْرَ
الْعَامَّةِ وَخَاصَّةَ أَحِدِكُمْ وَهُوَ
الْمَوْتُ [2230] ، فَإنَّ
النَّاسَ أَمَامَكُمْ ، وَإِنَّ السَّاعَةَ
تَحْدُوكُمْ مِنْ خَلْفِكُمْ . تَخَفَّفُوا
تَلْحَقُوا ، فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ
بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ . اتَّقُوا اللهَ
فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ ، فَإِنَّكُمْ
مَسْؤُولُونَ حَتَّى عَنِ الْبِقَاعِ
وَالْبَهَائِمِ . أَطِيعُوا اللهَ وَلاَ
تَعْصُوهُ ، وَإِذَا رَأَيْتُمُ الْخَيْرَ
فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا رَأيْتُمْ الشَّرَّ
فَأَعْرِضُوا عَنْهِ .
ومن كلام له عليه السلام
بعدما بويع بالخلافة ، وقد قال له قوم منالصحابة : لو عاقبت قوماً ممن أجلب على عثمان ؟
فقال عليه السلام :
يَاإِخْوَتَاهُ !
إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ ،
وَلكِنْ كَيْفَ لِي بِقُوَّة وَالْقَوْمُ
الْمُجْلِبُونَ [2231] عَلَى حَدِّ
شَوْكَتِهِمْ [2232] ، يَمْلِكُونَنَا
وَلاَ نَمْلِكُهُمْ ! وهَا هُمْ هؤُلاَءِ
قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُكُمْ ،
وَالْتَفَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ ،
وَهُمْ خِلاَلَكُمْ [2233] يَسُومُونَكُمْ [2234]
مَا شَاؤُوا ; وَهَلْ تَرَوْنَ مْوْضِعاً
لِقُدْرَة عَلَى شَيْء تُرِيدُونَهُ؟ وإِنَّ
هذَا الاَْمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيِّة ،
وَإِنَّ لِهؤُلاَءِ الْقَوْمِ مَادَّةً [2235]
. إِنَّ النَّاسَ مِنْ هذَا الاَْمْرِ ـ إِذَا
حُرِّكَ ـ عَلَى أُمُور : فِرْقَةٌ تَرَى مَا
تَرَوْنَ ، وَفِرقْةٌ تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ،
وَفِرْقَةٌ لاَ تَرَى هذَا وَلاَ ذَاكَ ،
فَاصْبِرُوا حَتَّى يَهْدَأَ النَّاسُ ،
وَتَقَعَ الْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا ،
وَتُؤْخَذَ الْحُقُوقُ مُسْمَحَةً [2236] ;
فَاهْدَؤُوا عَنَّي ، وَانْظُرُوا مَاذَا
يَأْتِيكُمْ بِهِ أَمْرِي ، وَلاَ
تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ [2237]
قُوَّةً ، وَتُسْقِطُ مُنَّةً [2238] ،
وَتُورِثُ وَهْناً [2239] وَذِلَّةً
وَسَأُمْسِكُ الاَْمْرَ مَا اسْتَمْسَكَ .
وَإِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَـآخِرُ
الدَّواءِ الْكَيُّ [2240] .
ومن خطبة له عليه السلام
عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة :إِنَّ اللهَ
بَعَثَ رَسُولاً هَادِياً بِكِتَاب نَاطِق
وَأَمْر قَائم ، لاَ يَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ
هَالِكٌ [2241] . وَإِنَّ
الْمُبْتَدَعَاتِ [2242] الْمُشَبَّهَاتِ [2243]
هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ إِلاَّ مَا حِفِظَ
اللهُ مِنْهَا . وَإِنَّ فِي سُلْطَانِ
اللهِ عِصْمَةً لاَِمْرِكُمْ ، فَاعْطُوهُ
طَاعَتَكُمْ غَيْرَ مُلَوَّمَة [2244] وَلاَ
مُسْتَكْرَه بِهَا . وَاللهِ لَتَفْعَلُنَّ
أَوْ لَيَنْقُلَنَّ اللهُ عَنْكُمْ
سُلْطَانَ الاِْسْلاَمِ ، ثُمَّ لاَ
يَنْقُلُهُ إِلَيْكُمْ أَبَداً حَتَّى
يَأْرِزَ [2245] الاَْمْرُ إِلَى
غَيْرِكُمْ .
إِنَّ هؤُلاَءِ
قَدْ تَمَالَؤُوا [2246] عَلَى سَخْطَةِ [2247]
إِمَارَتي ، وَسَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ
عَلَى جَمَاعَتِكُمْ; فَإِنَّهُمْ إِنْ
تَمَّمُوا عَلَى فَيَالَةِ [2248] هذَا
الرَّأْيِ انْقَطَعَ نِظَامُ
الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّمَا طَلَبُوا هذِهِ
الدُّنْيَا حَسَداً لِمَنْ أَفَاءَهَا [2249]
اللهُ عَلَيْهِ ، فَأَرَادُوا رَدَّ
الاُْمُورِ عَلَى أَدبارِهَا . وَلَكُمْ
عَلَيْنَا الْعَمَلُ بِكِتَابِ اللهِ
تَعَالَى وَسِيرَةِ رَسُولِ اللهِ 6
وَالْقِيَامُ بِحَقِّهِ ، وَالْنَّعْشُ [2250]
لِسُنَّتِهِ .
ومن كلام له عليه السلام
في وجوب اتباع الحقّ عند قيام الحجّةكلّم به بعض العرب وقد أرسله قوم من
أهل البصرة لما قرب عليه السلام منها ليعلم
لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول
الشبهة من نفوسهم ، فبين له عليه السلام من
أمره معهم ما علم به أنّه على الحقّ ، ثمّ قال
له : بايع ، فقال : إني رسول قوم ، ولا أحدِث
حدثاً حتى أرجع إليهم . فقال عليه السلام :
أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ
وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي
لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ ، فَرَجَعْتَ
إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ
الْكَـلاَءِ وَالْمَاءِ ، فَخَالَفُوا إِلى
الْمَعَاطِشِ وَالْمَجادِبِ ، مَا كُنْتَ
صَانِعاً ؟ قال : كُنْتُ تَارِكَهُمْ
وَمُخَالِفَهُمْ إِلى الْكَـلاَءِ
وَالْمَاءِ . فَقَالَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
ـ : فَامْدُدْ إذاً يَدَكَ . فَقَالَ
الرَّجُلُ : فَوَاللهِ مَااسْتَطَعْتُ أَنْ
أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ
عَلَيَّ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِ
الْسَّلاَمُ .
وَالرّجلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبِ
الجَرْمِيّ .
[2124] نَعَقَتْ من
نَعَقَ بغنمه ـ كمنع ـ: صاح .
[2125] ذرا: خلق .
[2126] الاخاديد ـ جمع
أُخدُود ـ : الشقّ في الارض .
[2127] الخُرُوق ـ جمع خَرْق ـ: الارض
الواسعة تتخرق فيها الرياح . والفِجاج ـ جمع
فج ـ: الطريق الواسع .
[2128] الاعلام: جمع عَلَم بالتحريك ، وهو
الجبل .
[2129] مرفرفة : من رفرف
الطائر : بسط جناحيه .
[2130] الَمخَاريق ـ جمع
مَخْرق ـ: الفلاة .
[2131] الحِقاق ـ ككتاب ـ:
جمع حُقّ ـ بالضمّ ـ: مجتمع المَفْصِليْن .
[2132] احتجاب المفاصل: استتارها باللحم
والجلد .
[2133] العَبَالة:
الضخامة وامتلاء الجسد .
[2134] يسمو: يرتفع .
[2135] خُفُوفاً: سرعة وخفة .
[2136] دفيف الطائر:
مروره فُوَيْق الارض .
[2137] نَسَقَها: رتبها .
[2138] الاصابِيغ: جمع أصْباغ ـ بفتح
الهمزة ـ: جمع صِبْغ بالكسر وهو اللون أو ما
يصبغ به .
[2139] القالَب: مثال
تفرغ فيه الجواهر لتأتي على قدره . والطائر ذو
اللون الواحد كأنما أُفرغ في قالب من اللون .
[2140] طُوِّق: أي ان جميع
بدنه بلون واحد إلا لون عنقه فانه يخالف سائر
بدنه ، كأنه طَوْقٌ صِيغَ لِحِلْيَتِه .
[2141] التنضيد: النظم
والترتيب .
[2142] أشْرَج قَصَبَهُ: أي داخَلَ بين
آحاده ونظمها على اختلافها في الطول والقصر .
[2143] دَرَجَ إليه: مشى
اليه .
[2144] سما به: أي ارتفع به ، أي رفعه .
[2145] مطلا على رأسه: مشرفاً عليه كأنه
يظلّله .
[2146] القِلْع ـ بكسر فسكون ـ: شراع
السفينة .
[2147] الدّاريّ: جالب
العطر من دَارِين .
[2148] عَنَجَهُ: جذبه فرفعه ، من عَنَجت
البعير إذا جذبته بخطامه فرددته على رجليه .
النّوتيّ: البحار .
[2149] يختال: يعجب .
[2150] يميس: يتبختر بِزَيَفَانِ ذنبه .
وأصل الزّيَفَان التبختر أيضاً ، ويريد به
هنا حركة ذنب الطاووس يميناً وشمالاً .
[2151] يُفْضي: أي يذهب إلى أُنْثاه ويسفد
كما تذهب الدّيكة ـ جمع ديك .
[2152] يَؤرّ: يَسْفِدُ ،
ومَلاقِحُهُ : أدوات اللِّقاح وأعضاؤه وهي
آلات التناسل .
[2153] أرّ الفُحولِ : أي أرّاً مثلَ أرِّ
الفحول . المغتلمة : ذات الغلمة والشهوة
والشبق .
[2154] الضراب: لقاح الفحل لانثاه .
[2155] على مُعَايَنَة:
أي اذهب وعاين صدق ما أقول .
[2156] تَسْفَحُها: أي
ترسلها أوعية الدمع .
[2157] ضَفّة الجفن ـ بفتح الضاد وتكسر ،
استعارة من ضفتي النهر بمعنى جانبيه .
[2158] تَطْعَمُ ذلك ـ
كتعلم ـ أي تذوقه كأنها تترشّفه .
[2159] لقَاحِ الفحلِ: ماء التناسل يلقح به
الانثى .
[2160] المنبجس: النابع
من العين .
[2161] مُطاعَمَةُ الغراب: تلقيحه لانثاه
. وقالوا: ان مطاعمة الغراب بانتقال جزء من
الماء المستقر في قانصة الذكر إلى الانثى
تتناوله من منقاره .
[2162] القَصَب ـ جمع قَصَبة ـ هي عمود
الريش .
[2163] المَدَاري ـ جمع
مِدْرَى بكسر الميم ـ قال ابن الاثير
المِدْرَى والمِدْرَاة : مصنوع من حديد أو خشب
على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به
الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له .
[2164] الدّارات: هالات القمر .
[2165] العِقْيان: الذهب
الخالص أو ما ينمو منه في معدنه .
[2166] فِلَذ ـ كعنب ـ جمع فِلْذَة بمعنى
القطعة .
[2167] جَنى: أي مجتنى جمع
كل زهر لانه جمع كل لون ، ومنه قوله تعالى:
وجنى الجنتين دان الرحمن: 54 .
[2168] المَوْشِيّ:
المنقوش المنمنم على صيغة اسم الفاعل .
[2169] العَصْب ـ بالفتح ـ: ضرب من البرود
منقوش .
[2170] جعل اللّجَيْن ـ
وهو الفضة ـ منطقة لها . والمكلّل: المزيّن
بالجواهر . فكما تمنطقت الفصوص باللجين كذلك
زُين اللجين بها .
[2171] المَرِح ـ ككتف ـ: المُعْجَب و
المختال: الزاهي بحسنه .
[2172] السِّرْبال:
اللباس مطلقاً أو هو الدِرْع خاصة .
[2173] الوِشاح: نظامان
من لؤلؤ وجوهر يخالف بينهما ويعطف أحدهما على
الاخر بعد عقد طرفه به حتى يكونا كدائرتين
إحداهما داخل الاخرى كل جزء من الواحدة يقابل
جزءً من قرينتها ثم تلبسه المرأة على هيئة
حمالة السيف .
[2174] زقا يزقو: صاح .
[2175] مُعْوِلاً: من أعْوَل ، رفع صوته
بالبكاء .
[2176] حُمْش - جمع أحمش -
أي دقيق .
[2177] الديك الخِلاسيّ ـ
بكسر الخاء ـ: هو المتولد بين دجاجتين هندية
وفارسية .
[2178] وقد نَجَمَت: أي نبتت .
[2179] ظُنْبوب ساقه: حرف عظمه الاسفل .
[2180] صِيصِيَة: شوكة تكون في رجل الديك .
[2181] القُنْزُعة ـ بضم
القاف والزاي -: بينهما سكون ـ الخَصْلة من
الشعر تُتْرَك على رأس الصبي .
[2182] مُوَشّاة: منقوشة .
[2183] مَغْرِزها: الموضع
الذي غُرِزَ فيه العنقُ منتهياً إلى مكان
البطن .
[2184] الوَسِمَة : هي نبات يخضب به .
[2185] الصِّقال: الجلاء .
[2186] المِعْجَر ـ كمنبر ـ: ثوب تعتجر به
المرأة فتضع طرفه على رأسها ثم تمر الطرف
الاخر من تحت ذقنها حتى ترده إلى الطرف الاول
فيغطي رأسها وعنقها وعاتقها وبعض صدرها ،
وهو معنى التلفع ها هنا . والاسْحَم: الاسود .
[2187] الاقْحُوان:
البابونج .
[2188] اليَقَقُ ـ محركاً ـ: شديد البياض .
[2189] يَأتَلِقُ: يلمع .
[2190] قِسْط: نصيب .
[2191] علاه: أي فاق اللون الذي أخذ نصيباً
منه بكثرة جلائه .
[2192] البصيص: اللمعان .
[2193] الرونق: الحسن .
[2194] الازاهير: جمع
أزهار جمع زَهْر . فهي جمع الجمع . والمبثوثة
المنثورة .
[2195] لم تُرَبّها: فعل من التربية .
[2196] القَيْظ: الحر .
[2197] يَنْحَسِرُ: هو من «حَسَرَهُ» أي
كشفه ، أي وقد ينكشف من ريشه فيسقط .
[2198] تَتْرَى: أي شيئاً
بعد شيء وبينهما فترة .
[2199] يَنْحَتّ: يسقط وينقشر.
[2200] عسْجَدِيّة: ذهبية
.
[2201] عمائق: جمع عميقة .
[2202] بهر العقول: قهرها
فردّها .
[2203] جَلاّه ـ
كحَلاّهُ ـ كشفه .
[2204] أدمَجَ قوائمها:
أوْدَعَ أرْجُلَها فيها .
[2205] الذّرَة:
واحدة الذَرّ: صغار النمل .
[2206] الهَمَجة
ـ محركة ـ: واحدة الهَمَج ذباب صغير يسقط على
وجوه الغنم .
[2207] وَأى: وعد .
[2208] الحِمام: الموت .
[2209] عَزَفَتْ نفسك:
كرهت وزَهِدت .
[2210] اصطفاق الاشجار:
تضارب أوراقها بالنسيم بحيث يسمع لها صوت .
[2211] الكُثْبان
- جمع كَثِيب ـ وهو التلّ .
[2212] الافنان - جمع
فَنَن ـ بالتحريك: وهو الغصن .
[2213] غُلُف
بضمتين ـ جمع غلاف ـ والاكمام - جمع كِمّ
بكسر الكاف وهو وعاء الطلع وغطاء النّوَار .
[2214] تُجْنَى:
تُقْطَف .
[2215] المُصفّقة:
المصفّاة .
[2216] المُونِقة:
المُعْجِبة .
[2217] العِذْق للنخلة
كالعنقود للعنب: مجموع الشماريخ وما قامت
عليه من العُرْجون .
[2218] لِيَتَأسّ:
لِيَقْتَدِ .
[2219] القَيْض : القشرة
العليا اليابسة على البيضة .
[2220] الاَدَاحِي - جمع
أُدْحي ـ كلُجّيّ وهو مبيض النعام في الرمل
تدحوه برجلها لتبيض فيه .
[2221] القَزَع ـ محركاً
ـ: القطع المتفرقة من السحاب ، واحدته قزَعة
بالتحريك .
[2222] الرُكام: السحاب
المتراكم . والمستثار: موضع انبعاثهم ثائرين .
وسيل الجنتين هو الذي سماه الله «سَيْلَ
العَرِم» الذي عاقب الله به سبأ على ما بطروا
نعمته فدمّرَ جِنانهم وحوّل نعيمهم شقاء . و القارَة
- كالقَرَارَة ـ ما اطمأن من الارض .
[2223] الاَكَمَة ـ
محركة ـ: غليظ من الارض يرتفع عما حوالَيْه .
والسّنَن: يريد به الجَرْي . والطَوْد: الجبل
العظيم والمقصود الجمع . والرصّ يراد به
الارتصاص أي الانضمام والتلاصق ، أي لم يمنع
جريته تلاصق الجبال . والحِداب ـ جمع حَدَب
بالتحريك ـ: ما غلظ من الارض في ارتفاع .
[2224] يُذَعْذِعهم ـ
بالذال المعجمة مرتين ـ: يفرقهم . وبطون
الاودية كناية عن مسالك الاختفاء .
[2225] ليضعَّفَنّ لكم
التيهُ: لتزادَنّ لكم الحيرةُ أضعاف ما هي لكم
الان .
[2226] الفادِحُ - من
فدحه الدّيْنُ -: إذا أثقله .
[2227] صَدَفَ: أعْرَض .
والسمْت: الجهة . وتَقْصِدُوا: تستقيموا .
[2228] مدخول: مَعِيب .
[2229] مَعاقِد الحقوق:
مواضعها من الذمم .
[2230] بادره: عاجله ; أي
عاجلوا أمرَ العامة بالاصلاح لئلا يغلبكم
الفساد فتهلكوا .
[2231] الُمجْلِبون: من
أجْلَبَ عليه: أعانه .
[2232] على حدّ
شوكتهم: شدتهم ، أي لم تنكسر سَوْرَتُهم .
[2233] خِلالَكم : فيما
بينكم .
[2234] يسومونكم:
يكلفونكم .
[2235] مادّة: أي عَوْناً
ومَدَداً .
[2236] مُسْمِحة: اسم
مفعول من أسمح أي مُيَسّرة .
[2237] ضَعْضَعَهُ: هدمه
حتى الارض .
[2238] المُنّة
ـ بالضم ـ : القدرة .
[2239] الوَهْن: الضعف .
[2240] الكَيّ: كناية عن
القتل .
[2241] إلاّ هالك: أي
إلاّ من كان في طبْعِه عوج جِبِلِّي ، فحتم
الشقاء الابدي .
[2242]
المُبْتَدَعات: ما أُحْدِثَ ولم يكن على عهد
الرسولصلى الله عليه وآله وسلم .
[2243]
المُشَبّهات: البِدَع الملبسة ثوب الدين
المشبهة به وليست منه هي المهلكة إلا يحفظ
الله منها بالتوبة .
[2244] مُلَوّمة ـ من
لَوّمَهُ ـ مبالغة في لامه ; أي غير ملوم عليها
بالنفاق .
[2245] يَأرِز: يرجع .
[2246] إن هؤلاء قد
تَمَالَؤوا: اي ان طلحة والزبير واتباعهما
اتفقوا وتعاونوا .
[2247] السّخْطة
ـ بالفتح ـ الكراهة والبغض .
[2248] فَيَالةِ الرأي ـ
بالفتح ـ : ضَعْفه .
[2249] أفاءها عليه:
أرجعها اليه .
[2250] النَعْش: مصدر
نعشه ، إذا رفعه .