ومن كلام له عليه السلام - خطبه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خطبه - نسخه متنی

السید جعفر الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن كلام له عليه السلام

لمّا عزم على لقاء القوم بصفين :

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّقْفِ
الْمَرْفُوعِ [2251] : وَالْجَوِّ
الْمَكْفُوفِ [2252] ، الَّذِي
جَعَلْتَهُ مَغِيضاً [2253] لِلَّيْلِ
وَالنَّهَارِ ، وَمَجْرىً لِلشَّمْسِ
وَالْقَمَرِ ، وَمُخْتَلَفاً لِلنُّجُومِ
السَّيَّارَةِ ; وَجَعَلْتَ سُكَّانَهُ
سِبْطاً [2254] مِنْ مَلاَئِكَتِكَ ، لاَ
يَسْأَمُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ ; وَرَبَّ
هذِهِ الاَْرْضِ الَّتي جَعَلْتَهَا
قَرَاراً لِلانامِ ، وَمَدْرَجاً
لِلْهَوَامِّ وَالانعَامِ ، وَمَا لاَ
يُحْصَى مِمَّا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى ;
وَرَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي الَّتي
جَعَلْتَهَا لِلاَْرْضِ أَوْتَاداً ،
وَلِلْخَلْقِ اعْتَِماداً [2255] ، إِنْ
أَظْهَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا ،
فَجَنِّبْنَا الْبَغْيَ وَسَدِّدْنَا
لِلْحَقِّ ; وَإِنْ أَظْهَرْتَهُمْ
عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشهَادَةَ ،
وَاعْصِمْنَا مِنَ الْفِتْنَةِ .

أَيْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ [2256] ،
وَالْغَائِرُ [2257] عِنْدَ نُزُولِ
الْحَقَائِقِ [2258] مِنْ أَهْلِ
الحِفَاظِ [2259] ! العَارُ وَرَاءَكُمْ
وَالْجَنَّةُ أَمَامَكُمْ !

ومن خطبة له عليه السلام

الْحَمْدُ لله الَّذِي لاَ تُوَارِي [2260]
عَنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً ، وَلاَ أَرْضٌ
أَرْضاً .

منها :

وَقَدْ قَالَ قَائِلٌ : إِنَّكَ عَلَى
هذَا الاَْمْرِ يَابْنَ أَبي طَالِب
لَحَرِيصٌ ; فَقُلْتُ : بَلْ أَنْتُمْ وَاللهِ
لاََحْرَصُ وَأَبْعَدُ ، وَأَنَا أَخَصُّ
وَأَقْرَبُ ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً
لِي وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِي [2261]
دُونَهُ . فَلَمَّا قَرَعْتُهُ [2262]
بِالْحُجَّةِ فِي الْمَلاَءِ الْحَاضِرِينَ
هَبَّ [2263] كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ يَدْرِي مَا
يُجِيبُنِي بِهِ !

اللَّهُمَّ إِنَّي أَسْتَعْدِيكَ
عَلَى قُرَيْش وَمَنْ أَعَانَهُمْ !
فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي ، وَصَغَّرُوا
عَظِيمَ مَنْزِلَتِي ، وَأَجْمَعُوا عَلَى
مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي . ثُمَّ
قَالُوا : أَلاَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ
تَأْخُذَهُ ، وَفِي الْحَقِّ أَنْ
تَتْرُكَهُ .

منها في ذكر أصحاب الجمل

فَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله كَمَا
تُجَرُّ الاَْمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا ،
مُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ ،
فَحَبَسَا نِسَاءَهُمَا فِي بُيُوتِهِمَا ،
وَأَبْرَزَا حَبِيسَ [2264] رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وآله لَهُمَا وَلِغَيْرِهِمَا ،
فِي جَيْش مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ
أَعْطَانِي الطَّاعَةَ ، وَسَمَحَ لِي
بِالْبَيْعَةِ ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَه ،
فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وَخُزَّانِ [2265]
بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ
مِنْ أَهْلِهَا ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً
صَبْراً [2266] ، وَطَائِفَةً غَدْراً . فَوَاللهِ
لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُعْتَمِدِينَ [2267]
لِقَتْلِهِ ، بِلاَ جُرْم جَرَّهُ ، لَحَلَّ
لِي قَتْلُ ذلِكَ الْجَيْشِ كُلِّهِ ، إِذْ
حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا ، وَلَمْ
يَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَان وَلاَ بِيَد .
دَعْ مَا أ نّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ
الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ الْعِدَّةِ الَّتِي
دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ !

ومن خطبة له عليه السلام

في رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، ومن هو جدير بأن يكون للخلافة وفي هوان
الدنيا :

رسول الله صلى الله
عليه وآله

أَمِينُ وَحْيِهِ ، وَخَاتَمُ
رُسُلِهِ ، وَبَشِيرُ رَحْمَتِهِ ،
وَنَذِيرُ نِقْمَتِهِ .

الجدير بالخلافة

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ أَحَقَّ
النَّاسِ بِهذَا الاَْمْرِ أَقْوَاهُمْ
عَلَيْهِ ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ
فِيهِ . فَإِنْ شَغَبَ [2268] شَاغِبٌ
اسْتُعْتِبَ [2269] ، فَإِنْ أَبَى
قُوتِلَ وَلَعَمْرِي ، لَئِنْ كَانَتِ
الامَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ حَتَّى
يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ ، فَمَا
إِلَى ذلِكَ سَبِيلٌ ، وَلكِنْ أَهْلُهَا
يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا ،
ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ ،
وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ . أَلاَ
وَإِنَّي أُقَاتِلُ رَجُلَيْنِ : رَجُلاً
ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ ، وَآخَرَ مَنَعَ
الَّذِي عَلَيْهِ .

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بَتَقْوَى
اللهِ فَإِنَّهَا خَيْرُ مَا تَوَاصَى
الْعِبَادُ بِهِ ، وَخَيْرُ عَوَاقِبِ
الاُْمُورِ عِنْدَ اللهِ . وَقَدْ فُتِحَ
بَابُ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ
الْقِبْلَةِ [2270] ، وَلاَيَحْمِلُ
هذَا الْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ الْبَصَرِ
والصَّبْرِ وَالْعِلْمِ بمواقع )

بِمَوَاضِعِ(
الْحَقِّ ، فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ
بِهِ ، وَقِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ
عَنْهُ ; وَلاَ تَعْجَلُوا فِي أَمْر حَتَّى
تَتَبَيَّنُوا ، فَإِنَّ لَنَا مَعَ كُلِّ
أَمْر تُنْكِرُونَهُ غِيَراً [2271] .

هوان الدنيا

أَلاَ وَإِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا
الَّتِي أَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَهَا
وَتَرْغَبُونَ فِيهَا ، وَأَصْبَحَتْ
تُغْضِبُكُمْ وَتُرْضِيكُمْ ، لَيْسَتْ
بِدَارِكُمْ ، وَلاَ مَنْزِلِكُمُ الَّذِي
خُلِقْتُمْ لَهُ وَلاَ الَّذِي دُعِيتُمْ
إِلَيْهِ . أَلاَ وَإِنَّهَا لَيْسَتْ
بِبَاقِيَة لَكُمْ وَلاَ تَبْقَوْنَ
عَلَيْهَا; وَهِيَ وَإِنْ غَرَّتْكُمْ
مِنْهَا فَقَدْ حَذَّرَتْكُمْ شَرَّهَا .فَدَعُوا
غُرُورَهَا لِتَحْذِيرِهَا ،
وَأَطْمَاعَهَا لِتَخْوِيفِهَا;
وَسَابِقُوا فِيهَا إِلَى الدَّارِ الَّتي
دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ، وَانْصَرِفُوا
بِقُلُوبِكُمْ عَنْهَا; وَلاَ يَخِنَّنَّ
أَحَدُكُمْ خَنِينَ [2272] الاَْمَةِ عَلَى
مَا زُوِيَ [2273] عَنْهُ مِنْهَا ،
وَاسْتَتِمُّوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ
بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ
وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى مَا
اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ . أَلاَ
وَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّكُمْ تَضْيِيعُ شَيْء
مِنْ دُنْيَاكُمْ بَعْدَ حِفْظِكُمْ
قَائِمَةَ دِينِكُمْ . أَلاَ وَإِنَّهُ لاَ
يَنْفَعُكُمْ بَعْدَ تَضْيِيعِ دِينِكُمْ
شَيْءٌ حَافَظْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ
دُنْيَاكُمْ . أَخَذَ اللهُ بِقُلُوبِنَا
وَقُلُوبِكُمْ إِلَى الْحَقِّ ، وَألهَمَنَا
وَإِيَّاكُمُ الصَّبْرَ !

ومن كلام له عليه السلام

في معنى طلحة بن عبيد الله

وقد قاله عليه السلام حين بلغه خروج
طلحة والزبير إلى البصرة لقتاله :

قَدْ كُنْتُ وَمَا اُهَدَّدُ
بالْحَرْبِ ، وَلاَ اُرْهَبُ بِالضَّرْبِ ;
وَأنَا عَلَى مَا قَدْ وَعَدَنِي رَبِّي مِنَ
النَّصْرِ . وَاللهِ مَا اسْتَعْجَلَ
مُتَجَرِّداً [2274] لِلطَّلَبِ
بِدَمِ عُثمانَ إِلاَّ خَوْفاً مِنْ أَنْ
يُطَالَبَ بِدَمِهِ ، لانَّهُ مَظِنَّتُهُ ،
وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحْرَصُ
عَلَيْهِ مِنْهُ ، فَأَرَادَ أَنْ
يُغَالِطَ بِمَا أَجْلَبَ فِيهِ
لِيَلْتَبِسَ الاَْمْرُ [2275] وَيَقَعَ
الشَّكُّ . وَوَاللهِ مَا صَنَعَ فِي أَمْرِ
عُثَْمانَ وَاحِدَةً مِنْ ثَـلاَث : لَئِنْ
كَانَ ابْنُ عَفَّانَ ظَالِماً ـ كَمَا كَانَ
يَزْعُمُ ـ لَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ
يُوَازِرَ [2276] قَاتِلِيهِ ،
وَأَنْ يُنَابِذَ [2277] نَاصِرِيهِ .
وَلَئِنْ كَانَ مَظلوماً لَقَدْ كَانَ
يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ مِنَ
الْمُنَهْنِهِينَ [2278] عَنْهُ ،
وَالْمُعْذِرِينَ فِيهِ [2279] وَلَئِنْ كَانَ
فِي شَكٍّ مِنَ الْخَصْلَتَيْنِ ، لَقَدْ
كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْتَزِلَهُ
وَيَرْكُدَ [2280] جَانِباً ،
وَيَدَعَ النَّاسَ ، مَعَهُ ، فَمَا فَعَلَ
وَاحِدَةً مِنَ الثَّـلاَثِ ، وَجَاءَ
بِأَمْر لَمْ يُعْرَفْ بَابُهُ ، وَلَمْ
تَسْلَمْ مَعَاذِيرُهُ .

ومن خطبة له عليه السلام

في الموعظة وبيان قرباه من رسول الله صلى
الله عليه وآله :

أَيُّهَا النَّاسُ غَيْرُ
الْمَغْفُولِ عَنْهُمْ ، وَالتَّارِكُونَ
الْمَأْخُوذُ مِنْهُمْ . مَا لِي أَرَاكُمْ
عَنِ اللهِ ذَاهِبِينَ ، وَإِلَى غَيْرِهِ
رَاغِبِينَ ؟! كَأَنَّكُمْ نَعَمٌ [2281] أَرَاحَ
بِهَا [2282] سَائِمٌ [2283] إِلَى مَرْعىً
وَبِيّ [2284] ، وَمَشْرَب دَوِىّ [2285] ،
وَإِنَّمَا هِيَ كَالْمَعْلُوفَةِ
لِلْمُدَى [2286] لاَ تَعْرِفُ
مَاذَا يُرَادُ بِهَا ! إِذَا أُحْسِنَ
إِلَيْهَا تَحْسَبُ يَوْمَهَا دَهْرَهَا [2287]
، وَشِبَعَهَا أَمْرَهَا . وَاللهِ لَوْ
شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُل مِنْكُمْ
بِمَخْرَجِهِ وَمَوْلِجِهِ [2288]
وَجَمِيعِ شَأنِهِ لَفَعَلْتُ ، وَلكِنْ
أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فيَّ بِرَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وآله .

أَلاَ وَإِنِّي مُفْضِيهِ [2289] إلى
الْخَاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذلِكَ مِنْهُ .
وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ ،
وَاصْطَفَاهُ عَلَى الْخَلْقِ ، مَا
أَنْطِقُ إِلاَّ صَادِقاً ، وَقَدْ عَهِدَ
إِلَيَّ بِذلِكَ كُلِّهِ ، وَبِمَهْلَكِ
مَنْ يَهْلِكُ ، وَمَنْجَى مَنْ يَنْجُو ،
وَمَآلِ هذَا الاَْمْرِ . وَمَا أَبْقَى
شَيْئاً يَمُرُّ عَلَى رَأْسِي إِلاَّ
أَفْرَغَهُ فِي أُذُنَيَّ وَأَفْضَى بِهِ
إِلَيَّ .

أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللهِ ،
مَا أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَة إِلاَّ
وَأَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا ، وَلاَ أنهَاكُمْ
عَنْ مَعْصِيَة إِلاَّ وَأَتَنَاهَى
قَبْلَكُمْ عَنْهَا .

ومن خطبة له عليه السلام

وفيها يعظ ويبين فضل القرآن وينهى عن البدعة :

عظة الناس

انْتَفِعُوا بِبَيَانِ اللهِ ،
وَاتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللهِ ،
وَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللهِ ، فَإِنَّ
اللهَ قَدْ أَعْذَرَ إِلَيْكُمْ
بِالْجَلِيَّةِ [2290] ، وَأخَذَ )

اتَّخَذَ(
عَلَيْكُمْ الْحُجَّةَ ، وَبَيَّنَ لَكُمْ
مَحَابَّهُ مِنَ الاَْعْمَالِ ،
وَمَكَارِهَهُ مِنْهَا ، لِتَتَّبِعُوا
هذِهِ ، وَتَجْتَنِبُوا هذِهِ ، فَإِنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله
كَانَ يَقُولُ : «إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ
بِالْمَكَارِهِ ، وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ
بِالشَّهَوَاتِ» .

وَاعْلَمُوا أنـّهُ مَا مِنْ طَاعَةِ
اللهِ شَيْءٌ إِلاَّ يَأتِي فِي كُرْه ،
وَمَا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ شَيْءٌ إِلاَّ
يَأتِي فِي شَهْوَة . فَرَحِمَ اللهُ امْرَأً
نَزَعَ [2291] عَنْ شَهْوَتِهِ ، وَقَمَعَ هَوَى
نَفْسِهِ ، فَإِنَّ هذِهِ النَّفْسَ
أَبْعَدُ شَيْء مَنْزِعاً [2292] ، وَإِنَّهَا لاَ
تَزَالُ تَنْزِعُ إِلَى مَعْصِيَة فِي هَوىً .
وَاعْلَمُوا ـ عِبَادَ اللهِ ـ أَنَّ
الْمُؤمِنَ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِي
إِلاَّ وَنَفْسُهُ ظَنُونٌ [2293]
عِنْدَهُ ، فَـلاَ يَزَالُ زَارِياً [2294]
عَلَيْهَا وَمُسْتَزِيْداً لَهَا .
فَكُونُوا كَالسَّابِقِينَ قَبْلَكُمْ ،
وَالْمَاضِينَ أَمَامَكُمْ . قَوَّضُوا [2295]
مِنَ الدُّنْيَا تَقْوِيضَ الرَّاحِل ،
وَطَوَوْهَا طَيَّ الْمَنَازل .

فضل القرآن

وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ
هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ ،
وَالْهَادِي الَّذِي لاَ يُضِلُّ ،
وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لاَ يَكْذِبُ . وَمَا
جَالَسَ هذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ
قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَة أَوْ نُقْصَان :
زِيَادَة فِي هُدىً ، و )

أَوْ( نُقْصَان مِنْ
عَمىً . وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى
أَحَد بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَة [2296]
، وَلاَ لاَِحَد قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ
غِنىً ; فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ ،
وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لاَوَائِكُمْ [2297]
، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ
الدَّاءِ : وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ ،
وَالْغَيُّ وَالضَّلاَلُ ، فَاسْأَلُوا
اللهَ بِهِ ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ
بِحُبِّهِ ، وَلاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ
، إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إِلَى
اللهِ تَعَالَى بِمِثْلِهِ . وَاعْلَمُوا
أَنَّهُ شَافِعٌ )

و( مُشَفَّعٌ ، وَقَائِلٌ )

و(
مُصَدَّقٌ ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ
الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ [2298]
فِيهِ ، وَمَنْ مَحَلَ [2299] بِهِ الْقُرْآنُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْه ،
فَإِنَّهُ يُنَادِي مُنَاد يَوْمَ
الْقِيَامَةِ : «أَلاَ إِنَّ كُلَّ حَارِث
مُبْتَلىً فِي حَرْثِهِ وَعَاقِبَةِ
عَمَلِهِ ، غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرْآنِ» .
فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ ،
وَاسْتَدلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ ،
وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ،
وَاتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ ،
وَاسْتَغشُّوا [2300] فِيهِ
أَهْوَاءَكُمْ .

الحث على العمل

الْعَمَلَ الْعَمَلَ ، ثُمَّ
النِّهَايَةَ النِّهَايَةَ ،
وَالاسْتَقَامَةَ الاسْتِقَامَةَ ، ثُمَّ
الصَّبْرَ الصَّبْرَ ، وَالْوَرَعَ
الْوَرَعَ ، إِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً
فَانْتَهُوا إِلى نِهَايَتِكُمْ ، وَإِنَّ
لَكُمْ عَلَماً [2301] فَاهْتَدُوا
بِعَلَمِكُمْ ، وَإِنَّ لِلاْسْلاَمِ
غَايَةً فانْتَهُوا إِلى غَايَتِهِ .
وَاخْرُجُوا إِلَى اللهِ بِمَا افْتَرَضَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَقِّهِ [2302] ، وَبَيَّنَ لكُمْ
مِنْ وَظَائِفِهِ [2303] . أنا شَاهِدٌ
لَكُمْ ، وَحَجِيجٌ [2304] يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَنْكُمْ .

نصائح للناس

أَلاَ وَإِنَّ الْقَدَرَ السَّابِقَ
قَدْ وَقَعَ ، وَالْقَضَاءَ الْمَاضِيَ قَدْ
تَوَرَّدَ [2305] ; وَإِنِّي
مُتَكَلِّمٌ بِعِدَةِ [2306] اللهِ
وَحُجَّتِهِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : (إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلاَئِكَةُ أَنْ لاَ تَخَافُوا ، وَلاَ
تَحْزَنُوا ، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)

[2307] وَقَدْ
قُلْتُمْ : رَبُّنَا اللّهُ ،
فَاسْتَقِيمُوا عَلَى كِتَابِهِ ، وَعَلَى
مِنْهَاجِ أَمْرِهِ ، وَعَلَى
الطَّرِيقَةِ الصَّالِحَةِ مِنْ عِبَادتِهِ
ثُمَّ لاَ تَمْرُقُوا مِنْهَا ، وَلاَ
تَبْتَدِعُوا فِيهَا ، وَلاَ تُخَالِفُوا
عَنْهَا .فَإِنَّ أَهْلَ الْمُرُوقِ
مُنْقَطَعٌ بِهمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ . ثُمَّ إِيَّاكُمْ
وَتَهْزِيعَ [2308] الاَْخْلاَقِ
وَتَصْرِيفَهَا [2309] ، وَاجْعَلُوا
اللِّسَانَ وَاحِداً ، وَلْيَخْزُنِ
الرَّجُلُ لِسَانَهُ [2310] ، فَإِنَّ هذَا
اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ [2311] .
وَاللهِ مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى
تَنْفَعُهُ حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَهُ .
وَإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ
قَلْبِهِ [2312] ، وَإِنَّ قَلْبَ
الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ ،
لاَِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَتَكَلَّمَ بَكَلاَم تَدَبَّرَهُ فِي
نَفْسِهِ ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ ،
وَإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاهُ . وَإِنَّ
الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى
لِسَانِهِ لاَ يَدْرِي مَاذَا لَهُ ،
وَمَاذَا عَلَيْهِ . وَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وآله : «لاَ يَسْتَقِيمُ
إِيمَانُ عَبْد حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ
. وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى
يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ» . فَمَنِ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى اللهَ سُبحانَهُ )

تَعَالَى(
وَهُوَ نَقِيُّ الرَّاحَةِ مِنْ دِمَاءِ
الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ ، سَلِيمُ
اللِّسَانِ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ ،
فَلْيَفْعَلْ .

تحريم البدع

وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ أَنَّ
الْمُؤمِنَ يَسْتَحِلُّ الْعَامَ مَا
اسْتَحَلَّ عَاماً أَوَّلَ ، وَيُحَرِّمُ
الْعَامَ مَا حَرَّمَ عَاماً أَوَّلَ; وَإنَّ
مَا أَحْدَثَ النَّاسُ لاَ يُحِلُّ لَكُمْ
شَيْئاً مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ،
وَلكِنَّ الْحَلاَلَ مَا أَحَلَّ اللهُ ،
وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللهُ . فَقَدْ
جَرَّبْتُمُ الاَْمْورَ وَضَرَّ سْتُمُوهَا [2313]
، وَوُعِظْتُمْ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
وَضُرِبَتِ لَكُم الاَْمْثَالُ ،
وَدُعِيتُمْ إِلَى الاَْمْرِ الْوَاضِحِ ;
فَـلاَ يَصَمُّ عَنْ ذلِكَ إِلاَّ أَصَمُّ ،
وَلاَ يَعْمَى عَنْ ذلِكَ إِلاَّ أَعْمَى .
وَمَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ بِالْبَلاَءِ
وَالتَّجَارِبِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْء
مِنَ الْعِظَةِ ، وَأَتَاهُ الْتَّقْصِيرُ )

النقص(
مِنْ أَمَامِهِ [2314] ، حَتَّى يَعْرِفَ
مَا أَنْكَرَ ، وَيُنْكِرَ مَا عَرَفَ .
فأنّ )

وَإِنَّمَا( النَّاسُ رَجُلاَنِ :مُتَّبِعٌ
شِرْعَةً ، وَمُبْتَدِعٌ بِدْعَةً ، لَيْسَ
مَعَهُ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ بُرْهَانُ
سُنَّة ، وَلاَ ضِياءُ حُجَّة .

القرآن

وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ
يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ ،
فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ ،
وَسَبَبُهُ الاَْمِينُ ، وَفِيهِ رَبِيعُ
الْقَلْبِ ، وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ ، وَمَا
لِلْقَلْبِ جِلاَءٌ غَيْرُهُ ، مَعَ أنـّهُ
قَدْ ذَهَبَ الْمُتَذَكِّرُونَ ، وَبَقِيَ
النَّاسُونَ أَوِ الْمُتَنَاسُونَ . فَإِذَا
رَأَيْتُمْ خَيْراً فَأَعِينُوا عَلَيْهِ ،
وَإِذَا رَأَيْتُمْ شَرّاً فَاذْهَبُوا
عَنْهُ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وآله كَانَ يَقُولُ : «يَابْنَ آدَمَ
، اعْمَلِ الْخَيْرَ وَدَعِ الشَّرَّ ،
فَإِذَا أَنْتَ جَوَادٌ قَاصِدٌ [2315] » .

انواع الظلم

أَلاَ وَإنَّ الظُّلْمَ ثَلاَثَةٌ :
فَظُلْمٌ لاَ يُغْفَرُ ، وَظُلْمٌ لاَ
يُتْرَكُ ، وظُلْمٌ مَغْفُورٌ لاَ يُطْلَبُ .
فَأَمَّا الظُّلمُ الَّذِي لاَ يُغْفَرُ
فَالشِّرْكُ بِالله ، قَالَ اللهُ تَعَالَى :
(إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ
بِهِ)

[2316] .
وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ
فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ عِنْدَ بَعْضِ
الْهَنَاتِ [2317] . وَأَمَّا
الظُّلْمُ الَّذِي لاَ يُتْرَكُ فَظُلْمُ
الْعِبَادِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً . الْقِصَاصُ
هُنَاكَ شَدِيدٌ ، لَيْسَ هُوَ جَرْحاً
بِالْمُدَى [2318] وَلاَ ضَرْباً
بِالسِّيَاطِ [2319] ، وَلكِنَّهُ مَا
يُسْتَصْغَرُ ذلِكَ مَعَهُ . فَإِيَّاكُمْ
وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللهِ ، فَإِنَّ
جَمَاعَةً فِيَما تَكْرَهُونَ مِنَ الْحَقِّ
، خَيْرٌ مِنْ فُرْقَة [2320] فِيَما
تُحِبُّونَ مِنَ الْبَاطِلِ . وَإِنَّ اللهَ
سُبْحَانَهُ لَمْ يُعْطِ أَحَداً بِفُرْقَة
خَيْراً مِمَّنْ مَضَى ، وَلاَ مِمَّنْ
بَقِيَ .

لزوم الطاعة

يَا أيُّهَا النَّاسُ طُوبى لِمَنْ
شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ ،
وَطُوبى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَأَكَلَ
قُوتَهُ ، وَاشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ ،
وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ ، فَكَانَ مِنْ
نَفْسِهِ فِي شُغُل ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي
رَاحَة !

ومن كلام له عليه السلام

في معنى الحكمين :

فأَجْمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى
أَنِ اخْتَارُوا رَجُلَيْنِ ، فَأَخَذْنَا
عَلَيْهِمَا أَنْ يُجَعْجِعَا [2321] عِنْدَ
الْقُرْآنِ ، وَلاَ يُجَاوِزَاهُ ،
وَتَكُونَ أَلْسِنَتُهُما مَعَهُ
وَقُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ ، فَتَاهَا عَنْهُ
، وَتَرَكَا الْحَقَّ وَهُمَا يُبْصِرَانِهِ
، وَكَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا ،
وَالاِْعْوِجَاجُ رَأْيَهُمَا )

دأبَهُما( .
وَقَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا
فِي الْحُكْمِ بِالْعَدْلِ وَالْعَمَلِ
بِالْحَقِّ سُوءَ رَأْيِهِمَا وَجَوْرَ
حُكْمِهِمَا . وَالثِّقَةُ فِي أَيْدِينَا
لاَِنْفُسِنَا ، حِينَ خَالَفَا سَبِيلَ
الْحَقِّ ، وَأَتَيَا بِمَا لاَ يُعْرَفُ
مِنْ مَعْكُوسِ الْحُكْمِ .

ومن خطبة له عليه السلام

قيل : إنّه خطبها بعد مقتل عثمان في أول خلافته

لاَ يَشْغَلُهُ شَأْنٌ )

عن شأن( ،
وَلاَ يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ ، وَلاَ
يَحْوِيهِ مَكَانٌ ، وَلاَ يَصِفُهُ لِسَانٌ
، لاَ يَعْزُبُ [2322] عَنْهُ عَدَدُ
قَطْرِ الْمَاءِ وَلاَ نُجُومِ السَّمَاءِ ،
وَلاَ سَوَافِي الرِّيحِ [2323] فِي الْهَوَاءِ ،
وَلاَ دَبِيبُ الَّنمْلِ عَلَى الصَّفَا [2324]
، وَلاَ مَقِيلُ الذَّرِّ [2325] فِي اللَّيْلَةِ
الظَلمَاءِ . يَعْلَمُ مَسَاقِطَ
الاَْوْرَاقِ ، وَخَفِيَّ طَرْفِ
الاَْحْدَاقِ [2326] .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهِ إِلاَّ اللهُ
غَيْرَ مَعْدُول بِهِ [2327] ، وَلاَ مَشْكُوك
فِيهِ ، وَلاَ مَكْفُور دِينُهُ ، وَلاَ
مَجْحُود تَكْوِينُهُ [2328] ، شَهَادَةَ مَنْ
صَدَقَتْ نِيَّتُهُ ، وَصَفَتْ دِخْلَتُهُ [2329]
وَخَلَصَ يَقِينُهُ ، وَثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُجْتَبَى [2330]
مِنْ خَلاَئِقِهِ ، وَالْمُعْتَامُ [2331]
لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ ، وَالُْمخْتَصُّ
بِعَقَائِلِ [2332] كَرَامَاتِهِ [2333]
، وَالْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالاَتِهِ
، وَالْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ الْهُدَى [2334] ،
وَالْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ [2335]
الْعَمَى .

أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ
الدُّنْيَا تَغُرُّ الْمُؤَمِّلَ لَهَا
وَالْمُخْلِدَ إِلَيْهَا [2336] ، وَلاَ تَنْفَسُ [2337]
بِمَنْ نَافَسَ فِيهَا ، وَتَغْلِبُ مَنْ
غَلَبَ عَلَيْهَا . وَايْمُ اللهِ ، مَا كَانَ
قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ [2338] نِعْمَة مِنْ
عَيْش فَزَالَ عَنْهُمْ إِلاَّ بِذُنُوب
اجْتَرَحُوهَا [2339] ، لاَنَّ اللهَ
لَيْسَ بِظَـلاَّم لِلْعَبِيدِ . وَلَوْ
أَنَّ النَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ
النِّقَمُ ، وَتَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ ،
فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْق مِنْ
نِيَّاتِهمْ ، وَوَلَه مِنْ قُلُوبِهمْ ،
لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِد ،
وَأَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدِ . وَإِنِّي
لاََخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا فِي
فَتْرَة [2340] . وَقَدْ كَانَتْ أُمُورٌ مَضَتْ
مِلْتُمْ فِيهَا مَيْلَةً ، كُنْتُمْ فِيهَا
عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِينَ ، وَلَئِنْ
رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ
لَسُعَدَاءُ . وَمَا عَلَيَّ إِلاَّ
الْجُهْدُ ، وَلَوْ أَشاءُ أَنْ أَقُولَ
لَقُلْتُ : عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَفَ !

ومن كلام له عليه السلام

وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربّك يا
أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام: أفأعبد
ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟ فقال :

لاَ تُدْرِكُهُ الْعُيُونَ
بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ ، وَلكِنْ
تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ
الاِْيمَانِ . قَرِيبٌ مِنَ الاَْشْيَاءِ
غَيْرَ مُلاَمِسِ ، بَعِيدٌ مِنْهَا غَيْرَ
مُبَايِن ، مُتَكَلِّمٌ لاَ بِرَوِيَّة [2341] ،
مُرِيدٌ لاَ بِهِمَّة [2342] ، صَانِعٌ لاَ
بِجَارِحَة [2343] . لَطِيفٌ لاَ
يُوصَفُ بِالْخَفَاءِ ، كَبِيرٌ لاَ يُوصَفُ
بِالْجَفَاءِ [2344] ، بَصِيرٌ لاَ
يُوصَفُ بِالْحَاسَّةِ ، رَحِيمٌ لاَ
يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ . تَعْنُو [2345]
الْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ ، وَتَجِبُ
الْقُلُوبُ [2346] مِنْ مَخَافَتِهِ .

ومن خطبة له عليه السلام

في ذم أصحابه :

أَحْمَدُ اللهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ
أَمْر ، وَقَدَّرَ مِنْ فِعْل ، وَعَلَى
ابْتِلاَئِي بِكُمْ أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ
الَّتِي إِذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعُ ،
وَإِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ . إِنْ
أُمْهِلْتُمْ [2347] خُضْتُمْ ، وَإِنْ
حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ [2348] وَإِنِ اجْتَمَعَ
النَّاسُ عَلَى إِمَام طَعَنْتُمْ ، وَإِنْ
أُجِئْتُمْ إِلَى مُشَاقَّة [2349]
نَكَصْتُمْ [2350] . لاَ أَبَا
لِغَيْرِكُمْ [2351] ! مَا
تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَالْجِهَادِ
عَلَى حَقِّكُمْ ؟ الْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ
لَكُمْ ؟ فَوَاللهِ لَئِنْ جَاءَ يَوْمِي ـ وَلَيَأْتِيَنِّي ـ
لَيُفَرِّقَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
وَأَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَال [2352] ،
وَبِكُمْ غَيْرُ كَثِير [2353] . لله أَنْتُمْ !
أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلاَ حَمِيَّةٌ
تَشْحَذُكُمْ [2354] ؟ أَوَلَيْسَ
عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو
الْجُفَاةَ [2355] الطَّغَامَ [2356]
فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَة [2357]
وَلاَ عَطَاء ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ ـ
وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ الاِْسْلاَمِ [2358]
، وَبَقِيَّةُ النَّاسِ ـ إِلَى
الْمَعُونَةِ وطَائِفَة مِنَ الْعَطَاءِ ،
فَتتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَتَخْتَلِفُونَ
عَلَيَّ ؟ إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ
مِنْ أَمْرِي رِضىً فَتَرْضَوْنَهُ ، وَلاَ
سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ ; وَإِنَّ
أَحَبَّ مَا أَنَا لاَق إِلَيَّ الْمَوْتُ !
قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ [2359] ،
وَفَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ [2360] ،
وَعَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ ،
وَسَوَّغْتُكُمْ [2361] مَا مَجَجْتُمْ ،
لَوْ كَانَ الاَْعْمَى يَلْحَظُ ، أَوِ
النَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ ! وَأَقْرِبْ
بِقَوْم [2362] مِنَ الْجَهْلِ بِالله قَائِدُهُمْ
مُعَاوِيَةٌ ! وَمُؤَدِّبـُهُمُ ابْنُ
النَّابِغَةِ [2363] ! .

[2251] السقف المرفوع:
السماء .

[2252] المكفوف اسم مفعول ، من كَفّه
إذا جمعه وضم بعضه إلى بعض .

[2253] مَغِيضاً: من غاض
الماءُ إذا نقص ، كأن هذا الجو منبع الضياء
والظلام وهو مغيضها كما يغيض الماء في البئر .

[2254] السّبِطْ ـ بالكسر
ـ: القبيلة .

[2255] اعتماداً: أي
معتمداً ، أو ملجأ يعتصم به .

[2256] الذّمار ـ ككتاب ـ:
مايلزم الرجل حفظه من أهله وعشيرته .

[2257] الغائر: من غار على أمرأته أو قريبته
أن يمسها أجنبي .

[2258] الحَقائق: هنا وصف لا اسم ، يريد
النوازل الثابتة التي لا تدفع بل لا تقلع إلاّ
بعازمات الهمم .

[2259] الحِفاظ: الوفاء
ورعاية الذمم .

[2260] لاتُوارِي: لا
تَحْجُب .

[2261] ضَرْبَ الوجه:
كناية عن الرد والمنع .

[2262] قرعته بالحجّة: من قرعه بالعصا ضربه
بها .

[2263] هَبّ: من هبيب
التيس أي صياحه أي كان يتكلم بالمهمل مع سرعة
حمل عليها الغضب .

[2264] حَبيس : فعيل بمعنى
مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وأم
المؤمنين كانت محبوسة لرسول اللهصلى الله
عليه وآله وسلم لا يجوز لاحد أن يمسها بعده
كأنها في حياته .

[2265] خُزّان: جمع خازن .

[2266] القتل صبراً: أن تحبس الشخص ثم ترميه
حتى يموت .

[2267] معتمدين: قاصدين .

[2268] الشغب: تهييج
الفساد .

[2269] اسْتَعْتَبَ: طلب منه الرضى بالحق .

[2270] أهل القِبْلَة: من
يعتقد بالله وصدق ما جاء به محمدصلى الله عليه
وآله وسلم ويصلّي معنا إلى قبلة واحدة .

[2271] الغِيَر بكسر ففتح
اسم للتغيير أو التغير .

[2272] الخَنِين ـ بالخاء
المعجمة ـ: ضرب من البكاء يردد به الصوت في
الانف .

[2273] زُوِيَ: أي قبض .

[2274] مُتَجَرّداً: كأنه
سيف تجرد من غمده .

[2275] يَلْتَبِس: أي
يشتبه .

[2276] يوازر: ينصر ويعين
.

[2277] المنابذة: المراماة والمراد
المعارضة والمدافعة .

[2278] نهنهه عن الامر:
كفّه وزجره عن إتيانه .

[2279] المعذرين فيه:
المعتذرين عنه فيما نقم منه .

[2280] يَرْكُد جانباً:
يسكن في جانب عن القاتلين والناصرين .

[2281] النَعَم ـ محركة ـ:
الابل أو هي الغنم .

[2282] أراح بها: ذهب بها . وأصل الاراحة
الانطلاق في الريح فاستعمله في مطلق الانطلاق
.

[2283] السائم: الراعي .

[2284] الوَبي: الردي
يجلب الوباء .

[2285] الدوي: الوبيل يفسد الصحة ، أصله من
الدوا بالقصر أي المرض .

[2286] المُدَى ـ جمع مُدْية ـ: السكين ، أي
معلوفة للذبح .

[2287] تحسب يومها دهرها:
أي لا تنظر إلى عواقب أمورها فلا تعد شيئاً
لما بعد يومها ، ومتى شبعت ظنت أنه لا شأن لها
بعد هذا الشبع .

[2288] مَوْلجه: من ولج
يلج إذا دخل .

[2289] مفضيه: أصله من
أفضى اليه : خلا به .

[2290] أعْذَرَ اليكم
بالجليّة: أي بالاعذار الجلية . والعذر هنا
مجاز عن سبب العقاب في المؤاخذة عند مخالفة
الاوامر الالهية .

[2291] نزع عنه: انتهى
وأقلع .

[2292] أبعد منزعاً: أي
نزوعاً بمعنى الانتهاء والكف عن المعاصي .

[2293] ظَنون ـ كصَبور ـ
الضعيف والقليل الحيلة .

[2294] زارياً عليها: أي عائباً .

[2295] التقويض: نزع
أعمدة الخيمة وأطنابها ، والمراد أنهم ذهبوا
بمساكنهم وطووا مدة الحياة كما يطوي المسافر
منازل سفره أي مراحله ومسافاته .

[2296] فَاقَة: أي فقر
وحاجة إلى هاد سواه .

[2297] اللاواء: الشدة .

[2298] شفاعة القرآن: نطق
آياته بانطباقها على عمل العامل .

[2299] مَحَل بهِ: مثلث الحاء: كاده بتبيين
سيئاته عند السلطان ، كناية عن مباينة أحكامه
لما أتاه العبد من أعماله .

[2300] استغشّوا أهواءكم
أي: ظنوا فيها الغش وارجعوا إلى القرآن .

[2301] العلَم : محركاً
يريد به القرآن .

[2302] خرج إلى فلان من
حقه: أداه ، فكأنه كان حبيساً في مؤاخذته
فانطلق .

[2303] الوظائف : ما قدّر الله لنا من
الاعمال المخصصة بالاوقات والاحوال كالصوم
والصلاة والزكاة .

[2304] حَجيِج ـ من حج ـ:
إذا أقنع بحجته .

[2305] تورَّدَ: هو تفعّل
كتنزّل ، أي ورد شيئاً بعد شيء .

[2306] عِدَة الله -
بكسر ففتح ـ وعده .

[2307] فصّلت: 30 .

[2308] تهزيع الشيء:
تكسيره ، والصادق إذا كذب فقد انكسر صدقه ،
والكريم إذا لؤم فقد انثلم كرمه .

[2309] تصريف الاخلاق: من صرفته إذا قلبته ،
نهي عن النفاق والتلوّن في الاخلاق .

[2310] ليخزن ـ كينصر ـ أي
ليحفظ لسانه .

[2311] الجَمُوح: من جمح الفرس إذا غلب
فارسه فيوشك أن يطرح به في مهلكة فيرديه .

[2312] لسان المؤمن من
وراء قلبه: لسان المؤمن تابع لاعتقاده ، لا
يقول إلا ما يعتقد .

[2313] ضَرّسَتْه الحرب:
جرّبته. أي جربتموها.

[2314] الاتيان من الامام:
كناية عن الظهور كأن التقصير عدوّ قويّ يأتي
مجاهرة لا يخدع ولا يفر .

[2315] جواد قاصد: أى
مستقيم أو قريب من الله والسعادة .

[2316] نساء: 48 .

[2317] الهَنات: ـ بفتح
الهاء ـ جمع هَنة محركة: الشيء اليسير والعمل
الحقير . والمراد به صغائر الذنوب .

[2318] المُدَى: جمع
مُدْية ، وهي السكّين .

[2319] السِياط: جمع سَوْط.

[2320] الفُرْقة - بضم
الفاء - التفرّق والشقاق .

[2321] يُجَعْجِعَا: من
جعجع البعير إذا برك ، ولزم الجَعْجاع أي
الارض . أي أن يقيما عند القرآن . والتَبَع ـ
محركاً ـ التابع ، للواحد والجمع . وتَاهَا: أي
ضلاّ .

[2322] لايَعْزُب: لا
يخفى .

[2323] سَوَافي الريح:
جمع سافية ، من «سَفّت الرّيح الترابَ
والورَّقَ» أي حَمَلتْهُ .

[2324] الصَفا ـ مقصُوراً - جمع صَفاة ـ:
الحجر الاملس الضخم . ودبيب النمل أي حركته
عليه في غاية الخفاء لا يسمع لها حس .

[2325] الذَرّ: صغار
النمل . ومَقِيلها: محلّ استراحتها ومَبِيتها
.

[2326] طَرْف الحَدَقَة:
تحريك جَفْنَيْها ، والحَدَقة هنا العين .

[2327] عَدَلَ بالله: جعل له مِثْلاً
وعَديلاً .

[2328] تكوينه: خَلْقه
للناس جميعاً .

[2329] دِخْلَته ـ بالكسر
والضم ـ: باطنه .

[2330] المجتبى: المصطفى .

[2331] العِيمَة ـ بكسر العين ـ: المختار من
المال ، والمُعْتام: المختار لبيان حقائق
توحيده وتنزيهه .

[2332] العقائل: الكرائم .

[2333] الكرامات: ما أكرم
الله به نبيه من معجزات ومنازل في النفوس
عاليات .

[2334] أشْراط الهدى: علاماته ودلائله .

[2335] غِرْبِيبُ الشيء ـ
كعِفْريت ـ أشده سواداً ، فغربيب العمى أشد
الضلال ظلمةً .

[2336] الُمخْلِد: الراكن
المائل .

[2337] نَفِسَ ـ كفرح ـ: ضنّ ، أي لا تضن
الدنيا بمن يباري غيره في اقتنائها وعدّها من
نفائسه ، ولا تحرص عليه بل تهلكه .

[2338] الغض : الناضر .

[2339] اجترحَ الذنبَ:
اكتسبه وارتكبه .

[2340] الفَتْرة: كناية
عن جهالة الغرور .

[2341] الرويّة: التفكر .

[2342] الهمّة: الاهتمام بالامر بحيث لو
لم يفعل لجر نقصاً وأوجب هماً .

[2343] الجارحة: العضو البدني .

[2344] الجفاء: الغِلَظ
والخشونة .

[2345] تعنو: تذل .

[2346] وَجَبَ القلب يجب وَجِيباً
وَوَجَباناً: خفق واضطرب .

[2347] أُمهِلْتم:
أُخّرْتم ، ويروى «أهملتم» بمعنى خُلّيتم
وتُرِكتم .

[2348] الخور: الضعف
وخُرْتم: ضعفتم وجبنتم .

[2349] المشاقّة:
المقاطعة والمصارمة .

[2350] نكصتم: رجعتم القهقرى وأحجمتم .

[2351] المعروف في التقريع: لا أبا لكم ،
ولا أبا لك . وهو دعاء بفقد الاب أو تعيير
بجهله ، فتلطف الامام بتوجيه الدعاء أو
الذمّ لغيرهم .

[2352] قال: أي كاره .

[2353] غير كثير بكم: أي: إني أفارق الدنيا
وأنا في قلة من الاعوان ، وإن كنتم حولي
كثيرين .

[2354] من شحذ السكين:
كمنع ، أي حددها .

[2355] الجُفاة ـ جمع
جاف ـ: أي غليظ .

[2356] الطَغام ـ بالفتح ـ: أرذال الناس .

[2357] المعونة: يراد بها هنا ما يعطى
للجند لاصلاح السلاح ، وعلف الدواب زائداً
على العطاء المفروض ، والارزاق المعينة
لكل منهم .

[2358] التريكة ـ كسفينة
ـ بيضة النعامة بعد أن يخرج منها الفرخ
تتركها في مجثمها ، والمراد: أنتم خلف
الاسلام وعِوَض السلف .

[2359] دَارَسَتْكُمُ
الكتابَ: أي قرأت عليكم القرآن تعليماً
وتفهيماً .

[2360] فاتحتكم: مجرده فتح بمعنى قضى ،
فهو بمعنى قاضيتكم أي حاكمتكم . والحِجاج :
المحاجّة أي قاضيتكم عند الحجة حتى قضيت
عليكم بالعجز عن الخصام .

[2361] سَوّغْتُكُمْ ما
مجَجتـم: سوّغْت لاذواقكـم من مشرب الصدق ما
كنتـم تمجّونـه وتطرحونه . فسوّغ الشيء: جعله
سائغاً مقبولاً ، ومجّ الشيء من فيه: رمى به .

[2362] أقْرِبْ بهم: ما
أقربَهم من الجهل .

[2363] ابن النابغة:
عمرو بن العاص .

/ 35